بقلم شيرين سلطان
أصابها الملل الذي يقتل كل جميل بداخلها وجدران المنزل تكتم أنفاسها … فأخذت نفسا عميقا ودخلت حجرتها وارتدت ملابسها وذهبت إلى سوق تجاري لكي تطلع على آخر صيحات الموضة … وهي في طريقها إلى السوق تتأمل محلات الملابس .لفت انتباهها محل ملابس جديد وقفت تتأمله وتحملق بما فيه من ملابس راقية توجهت إلى باب المحل لتدفعه … وتدخل كي تري أكثر كمية من الملابس التي بطبيعتها تضعف أمامها وأمام صيحاتها الخلابة وهي تعشق الأناقة ..وعند دخولها المحل وتأملها في أركانه شد انتباهها فستان موف رأت نفسها فيه ما سعر الفستان ؟
كان السؤال موجهه للفتاة التي تعمل بالمحل
-ب000 1جنيه.
– يا اااه غالي جدا فيه خصم !؟
– لا يا أفندم نحن حاليا في اوكازيون
فلفت انتباه صاحب المحل حوارنا والمجادلة ؛ فحضر وقال : السلام عليكم اهلا يافندم تحت أمرك!!
رسمت الدهشة على ملامحهما وتفاجا بلقائهما بعد مرور خمسة وعشرون عاما فوقفت تتأمله وتتأمل ملامحه التي غابت عنها منذ الزمن البعيد وهو أيضا وقعت نظراته داخل عينيها التي لم يراهما منذ سنين طويلة تلك الطفلة التي كنت مدرسها أصبحت ذات مكانة وشأن مرموق وكست الفرحة ملامحها التي كانت مليئة بالحزن والآسى ‘وتذكرت مشاهد من عمر فات وهم في مكان واحد ونظراتهم تتكلم في صمت رهيب والخجل يملأ ملامحهما البريئة كان نظراته مليئة بالحب والحنان وهي أيضا كانت تبادله نفس النظرات والمشاعر ولكن الصمت كان حاجز بينهما كل منهما لم يعترف للأخر بمشاعره وتذكرت أنها كانت متفوقة في مادته و ‘كانت متفوقه لأنه كان دافع لها للنجاح .. ولكن ما أقسى السنين كل منا تفارقنا ولم نعلم عن بعضنا أي شئ … فغفلت عينيها لحظات ‘وهي تنظر لملامحه الملائكية وهو يفكر بما تفكر فيه ..وبعد مرور وقت ضئيل تذكرت ايامهم الجميلة .. سمعت صوته وهو يقول اهلا وسهلا فينك منذ زمن بعيد … لم اصدق ما اراه شيء لم يخطر ببالي ان اراكي مره اخري فردت ولا أنا فاصطحابها للمكتب وقدم لها واجب الضيافة … وعيناهم تشع منها الحنين لذكريات زمان ودفيء سلامهما أقوى من أي حديث .. فسألها كيف – أحوالك الحمد الله تزوجت وانجبت
– وأنت تزوجت وأنجبت وهذا المحل ملكي
فباركت له وأبدت إعجابها بالمحل فشكرها علي ذوقها الراقي هل تزوجت عن حب لالا زواج تقليدي؟!
أنا أيضا تزوجت زواج تقليدي فنظر الي عينيها بعمق فشعرت بالخجل وهربت من عينيه فقال: لسه بتنكسفي زي زمان؟!
فاكره فابتسمت برقتها وقالت اكيد
فاعترف لها بحبه الذي ذاب فيه وتعذب به لوحده بدونها قالت: لما لم تعترف لي وقتها؟
– لم يكن هناك تكافؤ فأنت كنت صغيرة وانا أستاذك ولم أكن أتمنى غيرك ولكني تعذبت كثيرا وترددت لصغر سنك !!
نفس إحساسهاو مشاعرها التي تعذبت بها وتألمت وكانت في حيرة ما بين نظراته الدافئة وصمته الذي قتل كل جميل.
فكتب عليهما القدر اللقاء بعد هذا العمر وهذا الشقاء … فسألها: هل أنت سعيدة في حياتك؟
فنظرت اليه نظرة يكسوها الشقاء والأسى والحزن أنا انفصلت وأعول طفل!!
فكست ملامحه المفاجأة … واحتارت مشاعره ما بين الفرح والحزن فخفضت رأسها خجلا من نظراته الفاضحة التي تعبر عن قوة مشاعره وحان وقت الاستئذان فمدت يدها بالسلام فتبادلا أرقام الهاتف لكي يطمن عليها من حين لأخر وتمنى أن يقابلها مره اخري ومرت الأيام وتجددت مشاعرهم للمرة الثانية وتذكروا معا مواقفهما البريئة منذ زمن بعيد .. فانتابها إحساس الطفولة والمشاعر النقية وهو أيضا استمدت منه سعادتها وكأن اليد التي تمحو من عيونها حزن السنين تعمق الحب بينهما أول حب دخل حياتهما وفي يوم طلب منها الزواج فكانت سعادتها لا تقدر كأنها فراشة تطير بين الأغصان دق قلبها الفرحة وشعرت أن الدنيا تفتح لها ذراعيها مرة آخري وتحضنها بحضن دافئ وتعوضها عن مُر السنين ..ولكن تذكرت زوجته وأولاده ليس لهم ذنب في هذه العلاقة فكان موعدهما آخر موعد بينهما وكتب عليهما الفراق وكتبت نهاية قصة ارتباطهما قبل بدايتها .
