بقلم/ عاصم عمر
لكل له وعليه ، فإذا ما كانت الأولى انشرح وفتحت النوافذ والأبواب وإذا أشير للثانية أسدلت الستائر من حوله حتى تعم الظلمات ، والخشية من مؤشر فات ..
كثرت التناقضات وتكاثرت حتى باتت متشابكة ولعقدها تناحرت فبات الجميع من كثرتها جانى ومجنى عليه ، وعبر السنين كمنت حرارة الخوف ، أليس منا من يستعين بصنبور الماء البارد ليخرج تلك السخونة المتربعة على عرش كيانه ؟
لا ينكر أحد أن البشر خلق من جسد وروح ، وأن الإعتدال الكامل في العناية بهما معاً ولكل قدرها ، ورغم هذا مازال التعدى على ماليس له يحمل كثير من صور المتعة سواء تحقق بالتعدى نتائجها أم كان التعدى لذاته ولو لم يحقق سوى إثبات منيايا التكبر على من حوله ..
{ ونفس وما سواها ( 7 ) فألهمها فجورها وتقواها (8 )} الشمس ..
في تاريخ الأمثال ( من شب على شيئ شاب عليه ) ..
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم ..
وفى مقام العناية بالذات البشرية إن لم يكن أهمها العناية والإهتمام بالمتاح بدلاً من إلقاء اللوم وخلق مبرر للتعدى وهى وضع أهم قواعد علم الإدارة والنظم الإقتصادية ، فنبى الله يوسف الوسيم حد الذهول الحكيم حد العبقرية ، لتخطى السبع العجاف لم يرشد عن موارد جديدة بل أرشد إلى طريقة إدارة الموارد المتاحة بين أيديهم وقاد أهل مصر وجيرانهم إلى بر النجاة بالمتاح من الموارد ، وليس بالتعدى للحصول على موارد الأخرين ..
فلما كانت الإدارة هى الأصل في صلاح وإصلاح البشر فعلى الزوجين حسن إدارة الأسرة لأولادها وعلى إدارة الدولة حسن إدارة مواردها لشعبها ولا مجال لإستباحة القلوب الضعيفة لموج الطمع أو نشوة الكبر ..
حفظكم الله حيث كنتم ..