كم بكت الحروف والكلمات دمًا
على ما أشتكي منه وأعاني
سالت العبرات من الأشواق والأوجاع
وزاد ألمي وغمي وأشجاني
فأظلمت الدنيا في غيابكِ
فظننت أن الهم أعماني
يا قمرًا يتهادى برقةِ جمالهِ
فَجر عبيرًا ونورًا بوجداني
فيفوح عبيره في كل النواحي
وبنظرة ساحرة من العيون رماني
يا حورية من الجنان اعزفي
واسقي ورودي وريحاني وبستاني
يا عطرًا يسري في بدني
قد عطر كل الأكوانِ
أرجوكِ تعالي على عجلٍ
كي تنهي آهاتي وحرماني
يا ترانيم السحر يا هديةً
بها
رب الكون خصني وحباني
بكِ أضاءت الدنيا من حولي
وملأتْ السعادة كل أركاني
كم بلهفةٍ وشوق مددتُ
يدي
لأضمكِ بين الحنايا وبين أحضاني
كم بتُ في وجعٍ وعزفتُ لكِ
من أنبل معاني الحب ألحاني
ليتحول نبض قلبينا معًا إلى
موسيقى بسينفونيةٍ عذبة وأغاني
تبسمي ليزيدَ جمالكِ واضحكي
لتضحك الدنيا بعدما الهجر أشقاني
لم أرى مثلكِ في الكون من أحدٍ
ولا من تضاهيكِ على مّرِ الزمانِ
فحمدتُ ربي أن منحني رؤيتكِ
بعدما ازداد هجركِ وأضناني
أحمد الله أنه قد صانني وحفظني
ومن مخالب الموت نجاني
فعاهديني على الإخلاص ماعشنا
وألا يبتعد قلبكِ عني وينساني
كل القصائدُ في عينيكِ أكتبها
فلا تلوميني إنني بشر… إنسانِ
فلا تغادري حبيبتي بستاننا
فهجركِ فيما مضى أعياني وأبكاني
فلا أبتغي غير قلبكِ سكنٌ فترفقي
كما عينيكِ سكني وعنواني
قولي أحبك حبيبي ولا تترددي
قولي أنت حبيب روحي وأمني وأماني
وأنت الحلم الجميل الذي طرزت
له بخيوط الحب فستاني
وقلبكَ القلبُ الذي إخترته ليكون
أمني وعشي وجنتي ومكاني
واخترت قلبكَ من بين القلوب بأسرها
ليكون مرفئي وجنتي وشطآني
فدعيني أداوي جرح الهوى
وكفاني يا مهجتي عزفًا كفاني
وأشكر ربي أن صالحني الزمان
من بعد عمر فيه أذلني وجفاني
وأدعوه ألا تبتعدي عني فأموت
وأصير أنا المجني عليه لا الجاني
فإن حبكِ ليس وهمًا ولا خيالًا
ولم يكن أضغاث أحلامٍ بوجداني
فإلي من وشمت أنوثتها في مخيلتي
رفقاً بي لست صخرًا إنني إنسانِ
كل التفاصيل الصغيرة منكِ تشغلني
والحنين يشعلني أشتاقكِ كالفيضانِ
كالسفينةِ في بحر عشقكِ تحملني
الغرام شراعها ولها الهوى ربانِ
أطفو به وموج الحب دومًا ملازمني
مهما سار بي فليست هناك شطآنِ
غارق أنا فيكِ وفيه وإنه ليقتلني
خروجي وفي قاعكِ تائه حيرانِ
ماذا أفعل لو أخرجوني منك يومًا؟
كطفلٍ دون أمه بلا وطن بلا عنوانِ
فيا أمي ويا وطني ويا غربتي
إنني بشر ما كنت ملاكًا ولا شيطانِ
إليكِ يا من للروحِ روح تسكنني
همتُ بكِ أنتِ للقلب نبضٌ وخفقانِ
يا خمرة العقل وبكِ الأفكار مزدحمة
يا كل تفكيري واستفاقتي وهذياني
يا حروفَ نورٍ تضيئني حين أكتبكِ
تهتز سطوري طربًا من روعة الألحانِ
ويتمايل القلم فرحًا بين أصابعي
حينما يخطك مسكًا يا دم الغزلانِ
إليكِ فما كتبتُ قصيدةً تعبرُ عنكِ
إنني لم أستطع وصفكِ طول الزمانِ
هل أنتِ حورية جورية فلا مثيل لكِ
وكل الزهور وعطرها أم فراشةً ببستانِ؟!
فيا ويلي . فهل أتعبتني مشاعري
كلا فأنا بحُبكِ أمضي مغمض العينانِ
فأنت في القلب وما زلتِ متربعةً
ومازالت تعاتبني فيكِ الأماني
فلما لا تعاتبيني بعدما كان ظلمكِ
أنا المجني عليه ولست الجاني
فاختاري لي لحنًا أو حرفًا أدونه
ليخط ما بالروح وما تعاني
والهمسات منكِ عشقى وأهواها
ساكن فيّ نبضكِ وبين يديك عنواني
فيا حبًا بات كل تعقلي وجنوني
أتكون يومًا في عينيكِ أوطاني؟
يا طيراني ، وتحليقي وأجنحتي
سجني الذي أعشقه وسجاني
وأنا الذي تشعبت بي كل دروبي
يا من يتمتم بإسمكِ دائماً لساني والحاني
يا كلمات غرامي وحبي وحروفي
يا عزف نبضي يا ترانيم الأغاني
يا استقامة قامتي بل وارتفاعها
نبتة مني وفيك جذور شرياني
يا ذكرايَّ وذاكرتي وكل تذكيري
هيامي وتوهاني ، وأصل نسياني
أنتِ الخلائق كلها عندي وعالمي
روحي وملاكي ، في عمقكِ الإنسان
أهوى عتابًا منكِ وفيك تغمرني
سعادة الكون إن كان قلبكِ يهواني
وأنا ما رضيتُ لكِ يومًا بكاءًا
أو عذابًا فلما أنتِ يرضيكِ هواني؟!
تعاتبني فيكِ أفكاري وأحلامي
أيحق لي لومكِ مرةً ولو ثواني؟!
إنها الأوصال جميعها تفككت مني
فهل تجبري صبًا!؟. صريع الهوى يعاني
يا كوكبي الدريّ يا أنجمي وشهبي
ويا سمائي المرفوعة أين أركاني؟
يا شمسي وقمري يا حرّي وبردي
يا نسيمي وعبيري ، يا كل أكواني
عطر أنفاسي وشهيق روحي دائمًا
يا ورودي وزهوري ويا كل ألواني
أنتِ القصيدة بيتها وعمودها واليك حبيبتي شذى الحاني


































































