بقلم الأخصائى النفسي والتخاطب
محمد أبو زيد عثمان
جَمِيعِنَا كَانَ فِي طُفُولَتِهِ يَنْظُرُ إلَى الْعَالِمِ بِشَكْل يَخْتَلِف عَمَّا يَنْظُرُ إلَيْهِ الْآنَ
فَبَرَاءَة الْأَطْفَال وَصَفَاء قُلُوبِهِم وَفَرَاغ عُقُولُهُمْ مِنْ الْمَشَاكِل وَالْعَقَبَات الَّتِي يَقِفُ عِنْدَهَا الشَّابِّ أَوْ الْمُرَاهِق لَيْسَتْ لَهَا قِيمَةٌ وَلَا مَعْنَى لَدَيّ الْأَطْفَال .
كَمَا قَالَ بَعْضُ عُلَمَاءِ النَّفْس عَن الْأَحْلَام أَمْثَال سيجموند فرُوِيد
أَن تفكيرنا العِلْمِيُّ فِي الْأَحْلَام يَبْدَأُ مِنْ اِفْتِرَاض أَنَّهَا نِتَاجُ لنشاطنا الْعَقْلِيّ
نَأْخُذُ مِنْ كَلَامِهِ أَنَّ أَحْلَامَنَا نَاتِجَةٌ عَنِ نشاطنا الْعَقْلِيَّ فِي الْيَوْمِ الْعَادِي فالشخص الَّذِي يَحْلُم إنَّمَا تَحْدُث لَدَيْه مَوَاقِف لَا يَسْتَطِيعُ تَحْقِيقِهَا أَوْ يَحْتَاجُ إلَيّ تَحْقِيقِهَا فِي الْوَاقِعِ وَيَصْعُب عَلَيْهِ ذَلِكَ .
أَو تُوَاجِهُه مُشْكِلَةٌ لَا يَسْتَطِيعُ الْوَصْل إلَى حَلِّهَا فَيُحْلَم بِأَنَّه يُتَخَلَّصُ مِنْهَا أَوْ يَحْلُم بالمشكلة بِكُلّ تَفَاصِيلِهَا.
وَقَدْ يَكُونُ الْحِلْم فَشَلا فِي مَرْحَلَةٍ مِن مَرَاحِل التَّعْلِيم . لَكِنَّ هَذَا يَنْطَبِقُ عَلَى الشَّخْصِ الْبَالِغُ الَّذِي تَشْغَلُه أُمُور الْعَمَل وَمَشَاكِل العَائِلَة وَالْأَصْدِقَاء وَغَيْرِ ذَلِكَ
لِذَلِك تَجِد أَن أَحْلَام الطُّفُولَة غَايَةٌ فِي الْجَمَالِ مَعَ كَوْنِهَا متأثرة بالبيئة الْمُحِيطَة بِالطِّفْل أَو بالشخصيات الْقَرِيبَةِ مِنْهُ كالوالدين أَو الْخَالِ أَوْ الْعَمُّ أَوْ الْأَخُ الْأَكْبَرُ .
رَغم أَنَّ هَذَا التَّأَثُّر قَدْ يَكُونُ سَيِّئ لِسُوء المتأثر بِه فَهُنَاك عائلات تُسِيء مُعَامَلَة أطفالها مِمَّا يُؤَثِّرُ عَلَى أَحْلَام الْأَطْفَال بِالسَّلْب ،وَمِنْهُمْ مَنْ يُعَامِل الْأَطْفَال بِالطُّرُق السَّلِيمَة
إلَّا أَنْ الْأَطْفَالَ تَكُون طبيعتهم وفطرتهم السَّوِيَّة الرَّائِعَةِ الَّتِي تَخْلُوَا مِنْ شَوَائِبِ الدُّنْيَا .
تَدُلَّ عَلَيَّ كَوْن الْفِطْرَة الْإِنْسَانِيَّة فِطْرِه خَيْرِه سَلِيمَة صَحِيحَةً دُونَ ادني شَكّ .
كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابو هريره في صحيح البخاري ومسلم
(كل مولود يولد علي الفطره….)
وقيل ان الفطره هي الإسلام
فاللهم امتنا علي الفطره واحينا بالفطره