أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنتطرق في هذا المقال عن موضوع قد يراه البعض مخيفا وقد يراه البعض لا داعي للتفكير به لأن كل شئ سيأتي باذن الله عز وجل في ميعاده وهو مكتوب في صحفنا وقد يراه المؤمن هو حق والموضوع هو الموت هذه الكلمة قليلة الحروف كبيرة الوقع في النفوس وتعريف الموت :
هو انفصال الروح عن الجسد او نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الاخرة ،البعض يخاف الموت لدرجة الفوبيا والوسواس والرهبة والبعض يراه المخلص من كل العناء والهموم وضغوط الحياة .
ان خوف الانسان من الموت دفعه للاقبال على امور متعبة فنبي الله ادم ورغم انه هو وحواء كانا المخلوقين الوحيدين وكانوا يعيشون حياة مترفة وسعيدة لا فيها جوع ولا حر ولا برد في الجنة الا ان ابليس لعنه الله حاول اغراءه بمختلف الطرق ليعمل اعمالا تجعله يغضب الله ويخرج من الجنة الا انه لم يفلح الا عندما خدعه بأن الشجرة التي حذره الله منها هي شجرة الخلد وان الله لا يريدهما هو وحواء ان يأكلا منها كي لا يكونا مخلدين للابد فأستطاع اغواءهما فقط بهذه الحيلة الشيطانية اللعينة فأكلا منها فخرجت عورتهما قال تعالى فأمر بأن ينزلا للارض (قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ) [سورة الأعراف:24-25].فانزلهما الله الى الارض .
ومن هذه القصة ندرك ان حب الحياة غريزة وفطرة داخل الانسان منذ الازل ومنذ زمن سيدنا ادم وامنا حواء .
وكلنا يعرف ملحمة گلگامش او جلجامش وهي ملحمة قديمة من ادب بلاد الرافدين وهي اسطورة قديمة تقول بأن گلگامش ملك اوركيد قضى سنين طويلة من حياته وهو يبحث عن عقار الخلود بشتى الطرق ولجأ لطرق عديدة وصعبة حتى وجد صديق اسمه انكيدو وواصلا البحث عن عقار او دواء في مختلف الاماكن في الكرة الارضية في اليابسة والجبال وفي البحار حتى توصلا لحقيقة واحدة وهي ان الموت هو النهاية الحتمية للجميع بل حتى الانبياء والأئمة وعباد الله الصالحين لم ينجوا منه لكن هناك سر للخلود واحد وهو اعمال الانسان وما يزرقه من طيب ومواقف حسنة واعمال تظل خالدة للأبد وهذا بعيد تماما عن السلطة والمحسوبية والمال والجاه فكم من ملك صار بعد وفاته في مزبلة التأريخ وكم انسان بسيط ظل خالدا في الذاكرة ويقف الناس دقائق حداد وحزن عند ذكره في المجالس لشخصه الرائع المعطاء ولمواقفه الجميلة وكذلك عندما يقدم الانسان للبشرية من علم ومن فائدة ومن عطاء ولم يبخل بعلمه او ادبه يجعله ذلك خالدا للابد .
كذلك اوضح كتاب الله المقدس القران الكريم ان الموت هو اليقين وهي كلمة اصدق من الصدق واعمق من الحقيقة
قال تعالى (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ).
هناك مرض نفسي شديد اسمه الفوبيا والرهبة من التنويم الاجباري الذي يسمى علميا وطبيا البنج لأن الكثير من الناس
لديها اعتقاد ان البنج الذي يعطي للمريض لكي لا يشعر بألامها الشديدة هو موت مؤقت وهم حتى هذا الموت الوقتي يخافونه ويخافون ان يكون موتا ابديا اثناء اجراء العملية الجراحية كذلك هناك من يخاف الالم الشديد ولديه مرض يسمى فوبيا الالم لأنه يتصور او يتوقع ان الالم الشديد يؤدي للموت او انهم يخافون الالم كشئ قائم بحد ذاته وهذين النوعين من الفوبيا تصاب بهما النساء اكثر من الرجال لأن النساء ينجبن الحياة ويلدن والولادة الطبيعية والمها يعادل كسر 42عظمة وهو ويدرج المها على انه ثاني درجة بالالم بعد الم الحرق كذلك العملية القيصرية تحتاج الى البنج وهو الموت المؤقت او على الاقل هذا ما يفهمه البعض لذلك نسمع دوما نساء متزوجات حديثا وربما على ابواب زواج يقلن انهن يخفن الولادة الطبيعية ويخفن الولادة القيصرية لكنهن يحببن ان يصرن امهات ونجد هناك كم كبير من التهكم والسخرية على كلامهن هذا وهم لايعلمون معاناتهن لأن هذا مرض نفسي وانا وكتجربة شخصية عانيت منه حرفيا لأنني حرفيا مصابة بهذا المرض لأن الطفلة التي بداخلي ترفض الموت خوفا من ترك لعبتها وهو الطفل الذي انجبته للحياة .
وفي مجتمعاتنا الشرقية هناك تناقض وازدواجية شديدة فمثلا الانسان الذي يهبه الله عمرا طويلا يحسد ويتصورون هذا الشئ نعمة ويشفقون على من يموت ولا زال شابا وهم لا يدركون ان الانسان الكبير بالسن ربما عاش حياة الفقر او المرض او ولد وسط اناس لا يقدرون الانسانية او ولد بين ناس كانوا يعنفونه او يدخلونه في نقاشات عقيمة وغيرها وغيرها من الالام وربما من مات في ريعان شبابه عاش حياة الترف وحقق جزء كبيرا من احلامه ومن ثم اختاره الله .
نسأل الله السعادة والعمر الطويل للجميع .