بقلم : عبير مدين
أيام فى الحظر المنزلى (الخواجه عزرا )نعم مازلت أذكر هذا المحل الغامض في وسط شارع عمر أفندي في مدينتي شبين الكوم ،بزجاجه وإضاءته الزرقاء الخافتة ، تذكرته فى أيام الحظر وانا أمسك بيد جدي ويدخل هذا المحل الذي يعمل صاحبه في مجال اصلاح الراديو الترانزيستور وهو من علامات ثراء العائلات في هذا الوقت كنت احب مراقبة الخواجه عزيز كما اعتاد جدي أن يناديه و اضحك وهو يغمز لي بعينه ويثبت نظارته ذات العين الواحدة بحاجبه ويقول لي ماذا افعل في جدك طوال عمري اقول له اسمي عزرا فيضحك جدي ويقول عزيز اسم له معنى يا خواجه يشير له الخواجه عزيز أن يجلس ويجذبني من جديلتي الطويلة يجلسني على رجله فيقول جدي له وهو يجذبني من يدي لنغادر المحل انت عارف إن نور المحل ده هيعميك و يعمينا فينظر له الخواجه عزيز بفزع و يقول له الألمان عفاريت و سوف يعودون يوما .
ولست أدري لماذا بعد كل هذه السنوات كان الخوف من الألمان مازال مسيطر عليه وهل هذا الخوف ما جعله يهرب من مصر وهل هاجر لإسرائيل ووجد هناك الأمان ؟ مازال هذا الخواجه ذو الشعر الكثيف الابيض الناعم يشغل تفكيري .
ومن العجيب أن العائلات اليهودية في مصر كانت تمسك عصب الاقتصاد المصري شأنها شأن كل دول العالم مندمجين بشكل كبير في المجتمع يتعاملون بنعومة مع الملك و مع المواطنين ومن هذه العائلات التي وضعت بصمة في الاقتصاد المصري عائلة عدس و داود عدس اليهودى هو أول تاجر مصرى يطبع إمساكية رمضان للمسلمين فداود عدس، تاجر مصرى يهودى اسس مجموعة من المحال التجارية، وهي محلات مشهورة في شارع عماد الدين اشهر شوارع القاهرة في هذا الوقت ، وهناك أيضًا في شارع الأزهر، وهو أول من أدخل نظام البيع بالتقسيط في مصر للموظفين. وأممت الدولة الشركة في الستينات .
واميلى عدس أسس الشركة المصرية للبترول برسمال٧٥٠٠٠ جنيه فى اول العشرينات عندما كان الجنيه المصري يفوق في قيمته الجنيه الذهب . و داود عدس اسس مجموعه من المحال التجاريه، محلات داود عدس للملابس المشهوره فى شارع عماد الدين فى القاهره و محلات داود عدس و ابنه فى الحمزاوى فى شارع الأزهر. كذلك فإن عائلة عدس اشتركوا فى تاسيس شركات عديدة منها بنزايون ـ ريفولى ـ هانو ـ عمر أفندى .
محلات داود عدس بقت تحت اسم شركه الأزياء الحديثة بنزايون* عدس* ريفولى
كذلك كانت شركة شملا وهي مجموعة محال شهيرة أسسها الخواجة كليمان شملا كفرع لمحلات شملا في باريس وقد تحولت إلي شركة مساهمة برأس مال قدرة ٤٠٠٠٠٠ الف جنيه مصري سنة ١٩٤٦
أما عائلة الخواجة شيكوريل الإيطالى الأصل فقد تأسست سنة١٨٨٧ برأس مال قدرة ٥٠٠٠٠٠ الف جنيه مصري عمل بها العديد من المصريين و الأجانب .
وفي سنة ١٩٠٩ افتتح محل جديد في شارع الاوبرا حوله أبناءه سولومون وسلفاتور ويوسف الي واحد من أكبر المحال التجارية وفي عام ١٩٤٦ انضمت إليهم عائلة يهودية أخرى وكونوا مجموعة محلات اوريكو
وسوف نعرض في الحلقة القادمة دور عائلة شيكوريل في الاقتصاد المصري
طبتم وطابت أوقاتكم .