بقلم عبير مدين
أيام في الحظر المنزلي الحلقه الرابعه _ القاهرة الخديوية
حين يعود بك الزمن خاصة إلى القاهرة الخديوية وتلك الفترة التي شهدت طفرة اقتصادية واجتماعية وثقافية كان للعائلات اليهودية السمه الأميز فيها رغم الظروف السياسية من احتلال انجليزي إلا أن المناخ سمح باستثمارات جيدة انعكس اثرها على قوة الاقتصاد المصري وظهر هذا جليا على سعر الجنيه المصري الاقوى في العالم هذا الوقت ونظرا لآن البنوك هي العمود الفقري لأي نظام اقتصادي كان يوسف بك شيكوريل من مؤسسي بنك مصر سنة ١٩٢٠ كما كان اخوه سالفاتور شيكوريل عضو اساسي في العديد من مجالس إدارة العديد من الشركات وعضو في الغرفة التجارية المصرية ثم رئيسا لها وكان ضمن البعثة الدبلوماسية المصرية التي سافرت إلى السودان لتعميق سبل التعاون التجاري المشترك بين البلدين وفتح مجالات جديدة لرؤس الأموال المصريه هناك
وقد شكل شيكوريل متجرا ارستوقراطيا بما في ذلك العائلة المالكة على غرار المتاجر العالمية في إنجلترا وفرنسا لكنه وللأسف احترق بكرات اللهب أثناء حرب ١٩٤٨ ثم دمر مرة أخرى في حريق القاهرة ١٩٥٢ وفي المرتين اعيد بناؤه بمساعدة الحكومة المصرية وبقي على حاله حتى وضعت الحراسة عليه بعد نشوب العدوان الثلاثي سنة ١٩٥٦ ثم سرعان ما تخلى أصحابه عنه وبيع اسهمهم فيه لرجال أعمال لتنطوى صفحة واحدة من أرقى محلات مصر وجوهرة التاج في شارع فؤاد الذي أصبح شارع ٢٦ يوليو فيما بعد
لم تكن الاحلام اليهودية للتنازل عن أهدافها التوسعية بسهولة كما ظن البعض فبرغم من أنه في أعقاب ثورة ١٩٥٢ حرص سالفاتور شيكوريل على مد جسور العلاقات الطيبة مع الضباط الأحرار خصوصا أنه كان معروفا كبطل رياضي سابق و كابتن منتخب مصر في رياضة المبارزة وشارك في دورة امستردام الأوليمبية سنة ١٩٢٨ إلا أنه اضطر إلى تصفية أعماله في مصر وباع شركاته ولحق بإخوته في أوروبا سنة ١٩٥٧ وكان رأس مال الشركة في ذلك الوقت ٦٠٠٠٠٠ الف جنيه مصري
وفي عالم الاثاث يبرز إسم محل بونتبوريمولي اشهر شركات الديكور و الاثاث أسسها هارون و فيكتور كوهين و غاتينيو وهي سلسلة محلات أسسها موريس غاتينيو الذي احتكر تجارة الفحم و مستلزمات السكة الحديد ورئيس فيكتور هراري ١٨٥٧ _ ١٩٤٥ الذي جاء والده إلى مصر في الثلاثينات من القرن التاسع عشر قادما من بيروت وأسس مجموعة شركات بالتعاون كاسل و مجموعة قطاوي و سوارس و منسي و رولو وانتخب سنة ١٩٢٩ عضو مجلس إدارة البنك الاهلي المصري وحصل على لقب سير سنة ١٩٢٨ من الحكومة البريطانية تقديرا لجهوده المتميزة التي قدمها لهم كما احتكر اليهود تجارة السكر ومضارب الأرز التي أسس سلفاتور سلامة شركة تحمل إسمها عام ١٩٤٧ برأس مال ١٢٨٠٠٠ الف جنيه مصري وقتها وكانت تنتج ٢٥٠ طن أرز يوميا
وشركة الملح و الصودا التي أسستها عائلة قطاوي سنة ١٩٠٦
ونظرا لوجود العديد من الجاليات الأجنبية في مصر والمناخ المستقر امتدت يد الاستثمار اليهودي لقطاع الفنادق فساهمت عائلة موصيري في بناء فنادق مصر الكبرى منها كونتيننتال – مينا هاوس- سافواي- سان ستيفانو برأس مال ١٤٥٠٠٠ الف جنيه مصري
وعائلة موصيري هي عائلة يهودية سافرديه من أصل ايطالي استقرت في مصر منذ القرن الثامن عشر واحتفظت بجنسيتها وحقق يوسف نسيم موصيري ثروته من التجارة وبعد وفاته سنة ١٨٧٦ أسس أبناؤه الأربعة مؤسسة يوسف نسيم موصيري و أولاده
وتزوج إبنه الأكبر نسيم بك من إبنة يعقوب قطاوي وأصبح نائب رئيس الطائفة اليهودية في القاهره وهو منصب توارثته العائلة من بعده ولم تحقق عائلة موصيري انتلاقتها الحقيقة إلا في القرن العشرين ١٩٠٤ عندما قام ايلي موصيري ١٨٧٩- ١٩٤٠ ابن نسيم بك بتأسيس بنك موصيري بالتعاون مع إخوته الثلاثة يوسف و جاك و موريس
وللحديث بقية