أيحسب الإنسان أن يترك سدى
محمود سعيد برغش
أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ (39) أَلَيْسَ ذَٰلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ (40)} [القيامة]
عن القعقاع بن عجلان قال. خطب عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه فحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى وإن لكم معادا يجمعكم الله للحكم فيكم والفصل بينكم فخاب وشقى عبد أخرجه الله من رحمته التي وسعت كل شيء وجنته التي عرضها السماوات والأرض وأنما يكون الأمان غدا لمن خاف الله وأتقى وباع قليلا بكثير وفانيا بباق وشقائه بسعاده
الا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيخلفه بعدكم الباقون
الا ترون أنكم في كل يوم تعيشون غاديا أو رائحا الى الله قد قضى نحبه وانقطع امله فيضعونه في بطن صدع من الأرض غير موسد ولا ممهدا قد خلع الأسلاب وفارق الأحباب وواجه الحساب وأيم الله إني لاقول لكم مقالتي هذه وما أعلم أحدا منكم عنده من الذنوب أكثر مما أعلم من نفسي ولكنها سنن من الله عادلة أمر فيها بطاعته ونهي فيها عن معصيته واستغفر الله
ووضع كمه على وجهه فبكى حتى لثقت لحيته فما عاد إلى مجلسه حتي مات رحمة الله عليه