إعداد /محمد رزق محمد
كثير منا ما يردد عبارة أين نحن من عمر بن الخطاب؟ وأحدهم اذا رأي ظلما يقول ان سألوك عن العدل فقل لهما لقد مات عمر وغيرها من العبارات ولكن تجد هؤلاء الاشخاص انفسهم ظالمين لكل من حولهم .ولكن دعونا الان نتجول في اخلاقيات عمر بن الخطاب والتي جعلت سيرته تتناقلها الاجيال علي مر العصور وسوف تظل اخلاق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها .
ومن أخلاق بن الخطاب التواضع والعدل في جميع نواحي الحياة واليكم بعض المواقف التي تدل علي سمو ورقي اخلاق بن الخطاب رضي الله عنه .
*كان الخليفة عمر بن الخطاب شديد التواضع مع رعيته وكانت مبادئ الاسلام تتمثل في اخلاق عمر ومن المواقف التي تدل علي تواضعه .عندما فتح ابو عبيدة الجراج بلاد الشام أرسل الي الخليفة عمر بن الخطاب رسالة لكي يأتي الي القدس ليقوم بفتحها فاستجاب امير المؤمنين لطلبه وخرج الي الطريق ومعه خادمه ومعهما ناقة واحدة فقال الخليفة للغلام لو ركبنا نحن الاثنين قصمنا ظهر الناقة ,ولو ركبت انا فقد ظلمتك ولو ركبت انت فقد ظلمتني .فقال له الخليفة سنتقاسم الطريق بيننا يركب أحدنا ويمشي الاخر نتبادل الركوب بعد الانتهاء لقراءة سورة يس فوافق الخادم علي ذلك .
واستمر ذلك الحال الي ان وصلوا الي مشارق بيت المقدس وجاء دور الخادم لكي يمتطي الناقة فرفض الغلام أن يركب الناقة فقال له خادمه سندخل المدينة وانا راكب الجمل وخليفة المؤمنين يقوده فيسخر منا اهلها .فرد عليه بن الخطاب فوالله لانزلن ولتركبن انت فالدور دورك .فلما دخلوا الي مدينة القدس ظن الناس أن الراكب هو امير المؤمنين فاشار الغلام اليه وقال ليست امير المؤمنين بل هو الذي يقود الجمل ,فتعجب القوم وبكي رئيس القوم من هول ما رأي فاقبل عليه عمر وقال له ما يبكيك قال :لقد بكيت من شدة دهشتي وتأكدت ان دولتكم باقية الي اخر الزمان .
هكذا كانت اخلاق الخليفة عمر الخطاب في تعامله مع رعيته .
وكان ابن الخطاب يحكم بين الرعية بالعدل ولا يفرق بين أحد منهم وخير دليل علي ذلك عندما جاء رجل من مصر يشكو ظلم ابن عمرو ابن العاص الي خليفة المسلمين عمر فقال له سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته فجعل يضربني بالسوط ويقول أنا ابن الاكرمين فارسل الي عمرو ابن العاص بالقدوم ومعه ولده فلما جاء اليه قال عمر للمصري خد السوط فاضربه فضربه المصري ويقول له عمر اضرب ابن الاكرمين .هكذا كانت اخلاق عمر في التعامل مع شعبه وكان شديد العدل بين أبناء الأمة .
وضرب لنا الخليفة عمر بن الخطاب أروع الأمثلة خلال فترة خلافته للمسلمين في عام الرمادة ذلك العام الذي انتشرت فيه المجاعة في ارجاء البلاد وكان الناس يموتون من شدة الجوع فعندما جاء اليه ولده ببعض الطعام لكي يأكله فرفض عمر ووضع يده علي بطنه وقال لها قرقري فوالله ليس لكي عندي غير الخبز والزيت حتي يحيا الناس .هذه هي اخلاق عمر في الحرص والخوف علي شعبه .
فقد كان عمر بن الخطاب عادلا مع غيره من المسلمين وفي يوم من الأيام رأي عمر شيخا من أهل الذمة يسأل الناس فقال له عمر ما انصفناك فقد اخذنا منك الجزية في شيبتك ثم ضيعناك في كبرك فقام عمر بن الخطاب يصرف له المال من بيت مال المسلمين .
هكذا كانت أخلاق الخليفة عمر ابن الخطاب في تواضعه وعدله مع رعيته يا ليسنا جميعا مثل بن الخطاب في اخلاقه .