إنا أرسلناك شاهداومبشرا “
المقال الاسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر الشريف
“متابعة ناصف ناصف
ينتظر المسلمون في مختلف أنحاء العالم، موعد المولد النبوي الشريف للاحتفال بذكرى مولد سيد الخلق ففي مثل هذه الأيام يحتفل المسلمون بيوم مولد سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وهم من وقت ليس ببعيد يعدون العدة ويجهزون الأجهزة استعداداً للاحتفال لهذا اليوم، وبعض الأمكنة استئجرت حتى يقام بها هذا الاحتفال، ويقيمون الابتهالات والدعوات في المساجد، وأشياء كثيرة كثيرة قد نُفِضَ عنها الغبار استعداداً لذكرى المولد النبوي!! وقد أنزل الله عليه هذا القرآن ليكون الهادي لنا في ظلمات الحياة، ومنيراً للصراط المستقيم، وقائداً يدعو البشرية جمعاء إلى جنة خلد أعدت للمؤمنين.
وقد أمرنا تعالى بأن نؤمن ونصدق بجميع الأنبياء والمرسلين حيث قال “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ “.البقرة -285. ويذكرنا ميلاد رسولنا الكريم بما يجعلنا إلى الله أقرب وبعرى شريعتنا وديننا الحنيف أوثق حتى نكون كما قال الله تعالى فينا: “كنتم خير أمة أخرجت للناس”آل عمران -110.وعليه الاحتفال بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يتضمن التأكيد على وحدانية رسالة الإسلام وبعداً عن القومية الدينية وإعادة صياغة الحوار بما يتوافق مع لغة العصر، و يؤكد على عالمية الإسلام و أن الإسلام هو دين كل الرسل قبل محمد عليه الصلاة والسلام. فقد بعثَه اللهُ -تعالى- برسالةِ الإسلام، فيكون الدّين الخاتم . واصطفاه ليكونَ هادياً للنّاس كافّةً، وقد حفَّه ودينَ الإسلام بالعنايةِ والحفظِ، فأصبح محمّدٌ -صلّى الله عليه وسلّم- خير خلقِ الله.لقوله تعالى : ” يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا “الأحزاب- 45
وقد تزامن هذا الاختفال العظيم بذكرى غالية على الشعب المصري والشعوب العربية، ذكرى نصر أكتوبر العظيم فكما كان ميلاد رسولنا الكريم عبور وخروج بالبشرية من الظلمات إلى النورمع عظم الفارق كان عبور أكتوبر المجيد خروج من الهزيمة إلى النصر ،فما زال المصريون يحتفلون بهذه الذكرى وكأنها الأمس، وسيظلون يحتفلون بها أبد الدهر، فخورين بالإنجازات العظيمة التى تحققت بعد نصر السادس من أكتوبر على أيدى رجال القوات المسلحة البواسل، والتى وضعت مصر على طريق التنمية والعمارة والبناء وجعلت منها دولة شامخة بين الأمم.
إن ذكرى حرب أكتوبر عام 1973 سطرت أعظم ملاحم التكاتف والتلاحم بين أفراد الشعب المصري وقواتنا المسلحة الأبيَّة حتى تحققت ملحمة النصر التي ستبقى عالقة في أذهان المصريين جميعا، أن نصر أكتوبر من أكبر الحروب التي أثبتت أن النصر يأتي بالإصرار والعزيمة والوحدة والإيمان والثقة في نصر الله مهما كانت العقبات. وعلى ضرورة استلهام روح انتصارات حرب 6 أكتوبر في هذا الوقت الذي تمر فيه مصرنا الغالية بتحديات كبيرة تستوجب تكاتف كافة أبنائها، وتتطلب العمل بإخلاص وتفان لتفويت الفرصة على المتربصين بها وبأمنها واستقرارها من أجل رفعة مصر وتقدمها، بتقديم الغالي والنفيس وبذل الجهد والكد والعرق حتى تصل مصر إلى بر الأمان وتحتل مكانتها اللائقة بين الدول والأمم.
أ .د / مفيدة إبراهيم علي -عميد كليات الدراسات الإسلامية والعربية