بقلم نهى فوزي حمودة
لا تستنكروا كونها انطوائية تعشق العزله وتميل العيش بمفردها ترى في البعد راحة وفي الاندماج إرهاق لا تلوموا عليها الغياب عن الحاضر ولا تستهينوا برغبتها في البقاء مع النفس دون اللجوء حتى لصديق.
أبحث أحدكم يوما عن سبب لذلك؟! الجميع يلوم عليها العزله ولا أحد تسني له أن يشغل وقته ولو لحظة ليفكر ما السبب وراء تلك العزله.
الجميع يلوموها كونها انطوائية لا تشارك في الحياة بمفهومها الدارج لديكم دون التفكير في كونها تعاني في الوجود بينهم.
يستنكر الجميع اي معاناة في وجود الجماعه قد تكون الجماعه هي سبب المعاناه ليست السبب لكون الاجتماع معهم أو الحياة بود ودفء، وان كانت كذلك ما كان للعزلة وجود ولا للانطواء دور.
لكن المعاناة في الجماعه حين تنقلب إلى عبء عندما تلام على مالاذنب لها به عندما تعاقب على مالا تفعل عندما يثاب المصيب منفردا ويعاقب الجميع عن خطأ أحدهم.
يردد الجميع “الحسنة تخص والسيئة تعم” بل ويتخذونها مبدأ للسير به في الحياة دون الالتفات لكم الظلم الواقع على الآخرين الغير مذنبين وكأنما حرم الله الظلم على الحاكم فقط وكأنما الظلم حرم فقط في الأفراد دون الجماعات.
في حين أن تلك المبدأ هو ظلم بين للجميع أفراد وجماعات وينتج عنه إهمال البعض الحياة العامة، والبعد عن الانخراط بين الناس والزهد في الحياة بالعيش منفردا حتى لا يعاقب باخطائهم فيجد في العزله راحة وأمان من الظلم المؤكد التطبيق عليه لأي سبب لا يد له به.
لذلك لا تروا في كونها انطوائية عيب تلام عليه بلا خطأ مجتمع وقع عليها أثره.