قصه قصيره بقلم
ماهر شعيب
اختفاء رجل أعمال
نظر إلي ساعة الحائط المعلقه في مكتبه في مقر عمله وجدها تشير إلي الثالثه ظهراً ولم يبقي في الشركه اللتي يديرها ويملكها سواه فقط وسائقه الذي ينتظره أسفل الشركه أغلق المكتب والشركه ونزل إلي الشارع تاركاً السائق والسياره ومشي علي قدميه لم يكلم السائق وسار مترجلا نده عليه السائق فلم يرد عليه ولا ينظر نحوه ودخل إلي شارع جانبي ثم اختفي عن أعين السائق الذي ظل ينتظره مكانه لمدة ساعه ثم راح إلي منزله بعد أن اتصل به عدة مرات فموبايله مغلق وجد أسرته في انتظاره ولم يصل إلي البيت وشرح لهم ما حدث ظل السائق ينتظر أمام البيت والأسره في بلكونة البيت حتي آذان المغرب ولم يحضر فقاموا بالإتصال بكل معارفه وأقاربه ولكن دون فائده فأصبحوا في رعب حيث أن أولاده أربعة بنات فقط ووالدتهم فراودتهم كل الظنون السيئه
اتصلوا بكل المستشفيات وأقسام الشرطه فلم يستدلوا علي شيء باتو بلا عشاء ولا إفطار وفي الصباح انتظروا ان يذهب إلي الشركه في اليوم التالي فلم يحدث اختفي تماماً واختفاءه احدث ضجه وقلقاً وألماً للأسره وتعذيب للسائق في قسم الشرطه وبعض العمال المقربين له وبهدله لبعض الأبرياء دون جدوي تبخر الرجل تماما كالمياه في الصحراء الخبر موجود علي كل صفحات التواصل والصحف مناشدات له ان أسرتك وشركتك في انتظارك الناس الغلابه والفقراء في حاجه إليك ماما بتموت من الحزن عليك وبناتك دبلت وردتهم
ولا حياة لمن تنادي فاضطرت البنات إلي النزول إلي إدارة الشركه بمعاونة المخلصين من العاملين فالبنات كلهن خريجات جامعه إلا الصغيره ماذالت في الدراسه والأربعه علي قدر من الجمال والرقي
مرت الأيام والشهور والحال كما هو لكن العمل يسير علي مايرام والبنات تحولوا إلي مهندسات بارعات في إدارة الشركه وفتحوا مجالات جديده تستوعب قدراتهم الغير محدوده ويعاونهم منذ اختفاء الوالد أحد المهندسين المقربين من والدهم
مر عامان علي اختفاء الحج ابراهيم عبد المنعم والإبنه الكبري مروه تدير العمل بموجب توكيل من الأم والبنات بموجب محضر باختفاء الاب
واعتبار هم الورثه الشرعيين
ومن هذا الباب تسير الأمور علي ما يرام ولكن الحزن يخيم علي الأسره والبيت وشبح الرجل يطاردهم في كل مكان ولكن الوقت طال ولم تحدث أي مفاجأه مفرحه كما ينتظرون سوي اشتداد اليأس وبلوغه الذروه البنات وأمهم يرتدون الملابس السوداء منذ اختفاء الرجل برغم محاولات الأقارب والجيران والأصدقاء لكن دون جدوي فبعد أن وصل سن مروه ٢٩ سنه وبينها وبين المهندس رأفت قصة حب دفينه مؤجله مغلفه بالوجوم والحشمه والوقار نظراً لما هم فيه فهو رغم عمله بالشركه لكنه يحافظ علي مشاعرها ومشاعر الأسره فلا يدخل عليها مكتبها في الشركه ولكن يتواصل مع الأسره في البيت والاسره تعلم أنه يريدها منذ أن عمل مع والدها ورآها وتبادلا نظرات الإعجاب لكنه أسير الموقف لكن الأم تنظر إلي طابور البنات الأربعه وهي بين نارين والبنات مصرين علي عدم الزواج قبل أن ياتي والدهم أو يعرفون أين اختفي لكن مروه طلبت من أمها تزويج شقيقاتها وهي ونصيبها لان الحمل عليها ثقيل ولا تستطيع التفرغ لغيره ورأفت مش مستعجل …
رد رأفت وهو جالس معهم لأ رأفت مستعجل ومستعجل قوي كمان
ردت الأم يا مروه يا بنتي لو أبوكي موجود كنتي زمانك معاكي أولاد إخلصي علشان اخواتك ما يوقفش حالهم وانتوا كلكوا فايتكم جواز
ردت مروه أنا مش حتجوز إلا لما أبويا يكون وكيلي أنا متاكده أن بابا مماتش وهو اللي حيكون وكيلي انفجروا في البكاء وضمتهم الام إلي صدرها
الأم يامروه يابنتي انتي ماشاء الله عليكي عاقله ومش معقول ننتظر العمر كله ربنا أعلم هو حي ولا ميت ..مروه ماتقوليش علي بابا ميت
الأم اسمعي يا مروه يابنتي انتي مؤمنه وموحده بالله ان شاء حيتكتب كتابك وخالك حيبقي وكيلك واهو الخال والد برضه
بكت مروه بكاءآ شديداً ثم تدخل رأفت وطيب خاطرها بكلمتين وتم تحديد موعد عقد القران في مسجد السيده زينب في الموعد الذي تم تحديده
حضر المأذون وكل عمال الشركه وحضر خال العروسه وتم توزيع النفحه علي كل مجاذيب السيده عيش بداخله لحمه والتف المجاذيب حول الماذون والعرسان وجلس والد العريس
ونده الماذون فين وكيل العروسه قام خال العروسه متجهاً إلي المأذون وقام رجل من وسط المجاذيب ذو لحيه بيضاء كثيفه تغطي صدره واتجه أيضا إلي الماذون وأخرج بطاقته قاءلاً أنا وكيل العروسه يا سيدنا نظر المأذون في البطاقه و في وسط زهول الحاضرين نطق المأذون إسمه إبراهيم عبد المنعم عوض أنت والد العروسه نعم أنا والد العروسه مروه عبد المنعم عوض قامت البنات الاربعه في شبه هستيريا انقضوا علي والدهم أحضان وتقبيل وبكاء وضحك التف عمال الشركه حوله ثم جلس ووضع يده في يد والد العريس وتم عقدالقران واحتضن العريس وهنأه وأمنه علي مروي وأخواتها والشركه ورفض العوده معهم وأعلمهم أن عم سعيد فراش المكتب عارف مكانه من أول يوم ويكلمه كل يوم يحكي له كل شيء لكنه كان محلفه علي كتاب الله أن لا يكشف سره وانه عمل كده علشان يطمأن أنهم كيف يفعلون بعد موته واراد أن يري ذلك بنفسه وطلب منهم ان يسامحوه بعد رفضه العوده معهم بعدما سامحوه كلهم إلا زوجته رفضت أن تسامحه لكونه رضي لهم بالحداد عليه وهو حي وانها ترملت وهو حي
وهو كان تشبع بالزهد وظل مع المجاذيب ورجعوا هم إلي مكانهم بدونه مع الأمل أن يراجع موقفه
تمت