ازدواجية المعايير و الكيل بمكيالين
بقلم : نبيل قسطندى قلينى
الكيل بمكيالين لنفس الشئ او الموضوع تعتبر عملية غير مقبولة ومن المحرمات، فالكيل بمكيالين، يمكن وصفها بأنها نوع من التحيز وظالمة لأنها تنتهك مقولة أساسية في الفقه القانوني الحديث .
ان جميع الأطراف يجب أن تقف على قدم المساواة أمام القانون فالكيل بمكيالين أيضا انتهاكا لمبدأ العدالة المعروفة باسم الحياد، والذي يقوم على أساس افتراض أن نفس المعايير ينبغي أن تطبق على جميع الناس، والتحيز ذاتي على أساس الطبقة الاجتماعية، أو رتبة أو العرق أو الجنس أو الدين أو الجنسية اتجاه أو آخر من أشكال التمييز.
والكيل بمكيالين ينتهك هذا المبدأ ومن هذا المنطلق نشأت واقعة الكيل بمكيالين، نرى ان الدولة التى يفترض بها ان تهرع لنصرة المظلوم نجدها تخالف هذا الفعل مع مصلحتها الخاصة، وتحجم عن ذلك أو حتى تقف مع الظالم عندما يكون الوقوف مع المظلوم متعارض مع مصلحتها الخاصة أو متقاطع مع استراتيجيتها العامة.
فبماذا تفسر ان الدولة التي تسمح للساكن باحتلال مسكن ايجار قديم تابع لملاك العقارات وبقيمة ايجارية لاتذكر و يغلقه لسنوات ثم ترفض اخلاؤه، هى نفس الدولة التى تقوم الأن بطرد حائزي شقق الاسكان الاجتماعي اذا لم يقيموا فيها اقامة دائمة ومنتظمة .
يتضح كلامى هذا من خلال انذار وعمل تحذير هام لمالكى وحدات الإسكان الإجتماعي بالعاشر من رمضان والمدن الجديدة ( عدم اشغالك للوحدة السكانية وتركها خالية بعد مخالفة للقانون ويعرضك للمسائلة القاتونية )
ارى ان السلوك المبني على المصلحة الخاصة للدولة فى موضوع قانون الايجار القديم المخالف للشرع والدستور متعارض مع أسس العدالة واحقاق الحق ونصرة المظلوم .