استنتاجات من وحي التفكير المنطقى في الحدث الأفغاني .
بقلم : نبيل قسطندى قلينى
ان القول بأن حركة طالبان تمثل الشعب الأفغاني يحتاج إلى تدقيق، فهي تمثل جزء من الشعب الأفغاني، وقد يكون جزء مهما، وإن كان منالضروري الحديث عن التمثيل بنسبية كبيرة في غياب ٱلية التمثيل الأساسية التي هي الانتخاب.
حين بتجول الكلاشنكوف في الشوارع من الصعب جدا القول بأن كل من يقبلون بطالبان يفعلون ذلك برضى.
الأكيد أن هناك من يقبل خوفا والقول بأن طالبان هي الممثل للشعب الأفغاني نتيجته المباشرة إلغاء للتعددية وإقصاء الاختيارات المخالفة، وبغض النظر عن طبيعة أي حكم، وبغض النظر عن نوايا الحاكمين، هي بداية السقوط المبكرة، لأن في ذلك سير ضد سنة الله في خلقه، سنةالتعدد والتنوع.
من الصعب أيضا القول بأن ماحدث من تغيير في الموقف الأمريكي والغربي من طالبان هو نتيجة التطور السياسي للحركة، ولما أظهرته منكفاءة في التواصل والتفاوض وقد يكون بعض ذلك، وقد يكون التسليم بأمر واقع، لكن لا شك هناك مصالح ودوافع أخرى، قد يكون منها علىسبيل المثال لا الحصر: المراهنة على طالبان لمواجهة بقايا القاعدة وداعش، وتحقيق بعض الضغط على إيران، وقد يكون من الدوافع استدراجمحاولة إغراء بعض الحركات الإسلامية بنهج طالبان للاستيلاء على السلطة، بغرض بث المزيد من الفتن والحروب الأهلية في العالم العربيوالإسلامي.
تعلمنا التجارب القريبة والبعيدة أن المناضل الناجح و الداعية الناجح والأستاذ الناجح ليسوا بالضرورة رجال دولة ناجحين، وعلى نفسالمنوال يمكن القول أن المجاهد الذي ينجح في طرد المستعمر ليس بالضرورة رجل دولة ناجح ،وتزداد احتمالات التعثر وعدم النجاح حينماتزداد حدة الضغوط الداخلية والخارجية.
رغم الاختلاف الحاد والشديد، الذي كان بين ترامب وبايدن، رأينا كيف أن هذا الأخير تبنى نفس موقف ترامب، وردد نفس مقولاته لتبريرالانسحاب من أفغانستان، مما يؤكد أن الاختلاف في الولايات المتحدة الأمريكية، رغم كل مظاهره يبقى إلى أبعد الحدود اختلافا من داخلإجماع مؤسساتي ومصلحي، وهذه قوة أهم بكثير من كل أشكال الغلبة التي يمكن أن تكون بالعنف والسلاح.