اصوات غامضة وأشياء تتحرك من مكانها.. ما سر هذا المنزل؟!
متابعة /شوزان توفيق
هذه القصة حدثت في عام 1977 وهي واحدة من أكثر قصص الماورائيات توثيقا ويرجع السبب لإن أصحابها لا يزالون أحياءا، كما كتبت عنها الصحف وشهدت الشرطة على أحداثها الغريبة، ورغم التفسيرات والاستنتاجات الكثيرة إلا أن الغموض ظل يحيط بها إلي الان
بداية الاحداث الغامضة
“مارجريت هودجسون” امرأة في أواخر الثلاثينات من عمرها مطلقة و تعيش في منزل في انجلترا ومعها اربعة ابناء، وفي احد الايام وبعد ان انتهت من الاعمال المنزلية اطمأنت ان ابنائها في غرفهم نائمين، ثم جلست تستريح في هدوء وفجأة بدأت تسمع صوت خبطات عالية يأتي من الطابق العلوي حيث غرف الابناء.
غضبت مارجريت وظنت ان ابنائها يلهون في غرفتهم وذهبت كي توبخهم ، صعدت إلي الطابق العلوي وما ان فتحت الباب حتي وجدت اثنين من بناتها وهما بيجي 12 عام وچانيت 11 عام جالستان على السرير دون حركة ونظراتهم مليئة بالرعب والفزع، وما ان رأوها حتى انفجرا في البكاء بهيستيرية ، ثم اشارت “چانيت” إلي طرف الغرفة خلف الباب وفوجئت الأم إن خزانة الملابس الثقيلة تحركت من مكانها وأصبحت بعيده عن الحائط .
شعرت مارجريت بالدهشة فأطفالها ليس بإمكانهم تحريك هذه الخزانة من مكانها ، وفجأة وجدت أن الخزانة تتحرك وحدها امامها حتي صارت في منتصف الغرفة ثم سمعت صوت طرقات عنيفة تأتي من داخل جدران المنزل الأمر الذي اصابها بالفزع الشديد فأمسكت بأطفالها وخرجت مسرعة من المنزل وذهب إلى منزل أحد جيرانها.
أحد الجيران يتفقد المنزل
وما ان قصت مارجريت ما حدث معها إلى جارتها حتى قام زوج المرأة وقال انه سيذهب ليري ما يحدث وان من الممكن ان يكون هناك لص داخل المنزل، وكان هذا الرجل قوي البنية ويعمل بناء، فقرر أن يذهب إلى المنزل ويلقن هذا اللص درسا لن ينساه طوال حياته.
وبمجرد دخوله إلي المنزل لاحظ وجود خبط شديد في الدور العلوي، خبط منظم بنفس الوتيرة والقوة فبدأ يشعر بالتوتر وهو يصعد إلي الطابق العلوي لينظر ماذا يوجد به ، والغريب ان هذا الخبط بدأ يذهب في اي مكان يسير الرجل فيه، تارة يأتي من أسفل وتارة اخرى ياتي الصوت من السقف والجدران، لم يتحمل الرجل وفر من المنزل بأقصى سرعته.
السيدة مارجريت تستعين بالشرطة
قررت السيدة مارجريت الاستعانة بالشرطة وابلغتهم ان هناك احد في منزلها وعلي الفور كانت الشرطة متواجدة في منزلها تبحث في كل ركن به عن اي شخص يختبئ فيه ، مرت ساعة من البحث ولم تجد الشرطة احد بالمنزل، واخبرو السيدة هودجسون إن المنزل خالي من أي أشخاص غرباء وعليها ان تطمئن.
ولاحظت الشرطية التي كانت تتحدث مع السيدة هودجسون ان اخد الابناء ينظر بهلع ويشير بيده إلي احدي الغرف فنظرت إلي المكان الذي اشار عليه الطفل لتفاجئ بأن كراسي السفرة تهتز بشدة، ثم فجأة طار احد هذه الكراسي في الهواء وظل يتحرك مسافة 3-4 أمتار واستقر معلقا على حائط المطبخ، وكل هذا والشرطه تقف وتشاهد ما يحدث بذهول، وعلموا ان هناك شيئا لا يخضع للعقل او المنطق يحدث في هذا المنزل فذهبا وقالا للسيدة مارجريت ان ما يحدث ليس من اختصاصهم وعليها ان تستعين باشخاص لهم خبرة في عالم الماورائيات.
بدات الأحداث لا تتوقف في المنزل فكان التلفاز فجأة يعمل وحده والابواب تفتح وتغلق دون ان يلمسها احد وانتشرت الاقاويل حول الاحداث الغريبة التي تحدث في المنزل، وبدأت وسائل الإعلام والمراسلين يتوافدوا على المنزل بكثرة ليشاهدوا ما يحدث به وقيل ان اثنين من صحيفة ” Daily mirror” ذهبوا إلي هذا المنزل كي يحصلوا علي تحقيق حول ما يحدث به وبعد اقل من ربع ساعة خرجوا مسرعين إلي الشارع .
ومن الامور الغريبة ان مراسلين من البي بي سي ذهبوا وسجلوا اصوات الطرقات بأحدث أجهزة ولكن ما ان وصلوا لمقر الجريدة وجدوا الشرائط كلها منصهرة، وانهارت أعصاب الأم تماما فنصحوها بمركز شهير في إنجلترا للبحوث الروحانية البريطانية، وبالفعل استعانت باثنين من الباحثين، واحد منهم اسمه “Maurice Grosse ” وهو بعد ذلك وثق الوقائع التي حدثت في كتاب.
سر الأصوات الغامضة
منذ اليوم الاول لوصول موريس وصديقه إلي المنزل تيقنوا إن هذا الأمر ليس خدعة وإنه هناك شيء يدور في هذا المنزل فبدأوا في رؤية خيالات تذهب وتأتي في كل مكان بالمنزل، وشاهدوا تطاير الاشياء وتعلقها بالهواء، فقررا ان يضعا كاميرات تلتقط صورة آليا كل ربع ثانية، وحدث أغرب شيء ممكن ان يحدث وهو انهم فجأة سمعوا صوت صراخ الطفلة جانيت ولما ذهبوا إلي مصدر الصرخات وجدوها معلقة في الهواء وكأن احد يحملها عاليا .
بدأت جانيت تدخل في نوبات تشنج تشبه الصرع، والمرعب اكثر إنها كانت تتحدث بصوت أجش متحشرج وهنا السيد ” موريس” قام بجلسة تشبه جلسات تحضير الارواح وتحدثت الطفلة جانيت بصوت رجل وعرف إنه عجوز اسمه ” بيل ويلكنز”، كان يعيش في نفس هذا المنزل قديما وأصابه السرطان وفقد بصره وتطور الأمر لنزيف في المخ ومات وحيدا في نفس البيت على الكرسي وكل هذا سجله موريس علي اسطوانات.
مرت فترة من الزمن وكان موريس يمكث مع صديقة داخل المنزل حتى هدات الامور فجأة مثلما بدات فجأة ، وغادر المحققان البيت وكتبوا في تقريرهم إن بالرغم من اكتشافهم للقليل من التزييف من الفتاتين، إلا إن ما حدث امامهم يعد أغرب وأصدق حالة تلبس رأوها على مدار 20 سنة من التحقيق في الماورائيات، واصبحت الصور والتسجيلات التي إلتقطوها أيقونة تستخدم في أفلام الرعب .
وايضا زار المنزل اثنين من أشهر المحققين في الماورائيات في عام 1978 هما “إدوارد ولورين وارين” وقاما بعمل كتاب عنه حقق مبيعات مهولة والهمت القصة صناع السينما وتم صنع الفيلم الشهير Conjuring2 عن قصة هذا المنزل