5 يناير 1946 .. اغتيال أمين عثمان وزير المالية المصري صاحب المقولة الشهيرة ” أن الزواج بين مصر وانجلترا زواج كاثوليكى” ..
دمياط: فريدة الموجى
جملة قالها وزيرالمالية الأسبق أمين عثمان باشا فهل كان يدرك أنها سوف تكون سببا مباشرا في اغتياله ؟
أمين عثمان هو وزير المالية المصري في حكومة الوفد ، ورئيس جمعية الصداقة المصرية – البريطانية ، تعرض للاغتيال من الجمعية السرية بعضوية الرئيس المصري السابق أنور السادات عندما كان ضابطا بالجيش ..
ولد أمين عثمان في 28 نوفمبر عام 1898 بحي محرم بك في الإسكندرية ، وكان والده يعمل سكرتيرًا عامًّا لبلدية الإسكندرية ..
نشأ امين عثمان منذ صغره في أحضان التعليم الإنجليزي في مصر ، ثم أكمل تعليمه في جامعات إنجلترا حيث تعرف على الليدي كاترين جريجوري البريطانية و تزوجها ، ما جعله يحظى في جميع مراحل حياته بحب الإنجليز ..
في مساء يوم السبت الخامس من شهر يناير 1946 ذهب عبد العزيز خميس ومحجوب علي محجوب في الساعة السادسة والنصف إلى نادي رابطة النهضة وظلا فيه بينما انتظر حسين توفيق ومحمود يحيى مراد أمام باب الرابطة في انتظار قدوم سيارة أمين عثمان ، وكان المتفق عليه بين أفراد الجمعية أن محمد أحمد الجوهري عند رؤيته السيارة يعطي حسين توفيق ومحمود يحيى مراد إشارة ببطارية لإطلاق الرصاص ، وعند وصول السيارة دخل أمين عثمان “العمارة” وكان المصعد الكهربائي معطلاً ، فصعد درجات السلم ، وما أن تخطى الدرجة الثالثة حتى لاحظ وجود شخص عاري الرأس يتتبعه ويناديه باسمه ، فلم يكد يلتفت نحوه حتى أطلق عليه ثلاث طلقات نارية فاضطر إلى الجلوس على السلم واستغاث، وخرج الجاني من باب العمارة فارًّا في شارع عدلي إلى الجهة الشرقية ثم إلى ميدان إبراهيم باشا فشارع الملكة فريدة وهو يطلق النار من مسدسين – كان يحملهما – على الجماهير التي كانت مهرولة تتعقبه ، حتى أفرغ ما فيهما من الرصاص ، ثم ألقى نحو من كانوا يتعقبونه قنبلة يدوية انفجرت في منطقة بأول شارع الملكة فريدة ، فتوقفوا عن تعقبه ، وتمكن من الفرار من شارع البيدق واختفى بين المارة ، اما امين عثمان فقد حمل بعد إصابته إلى مكتب الأستاذين زكي عريبي و ميخائيل غالي المحاميين الموجود في الدور الأول من نفس العمارة لإجراء الإسعافات اللازمة ، ثم نقل بعد ذلك إلى مستشفى مورو لاستكمال إسعافه ، وعند وصوله المستشفى طلب إبلاغ النحاس باشا بالحادثة ، فحضر مسرعًا إلى المستشفى ، كما حضر فؤاد سراج الدين ، و كبار رجال الوفد ، و غيرهم من مختلف الهيئات ، كما أوفد السفير البريطاني ( لورد كليرن ) ياوره الخاص للاستفسار عن صحته ، و قد بذل الدكتور عبد الوهاب مورو وفريق الأطباء محاولات كثيرة لإنقاذه ، و لكن دون جدوى ، وقضى نحبه في منتصف الليل ، و مثلت جثته للتشريح بواسطة الطبيب الشرعي ..
كان المتهمون في هذه القضية 26 شخصًا ، وكانت التهم الموجهة إليهم هي : قتل أمين عثمان ، أو المشاركة في هذه الجريمة ، أو القيام بجرائم فرعية متعلقة بالجريمة الأساسية ، ونذكر هنا أسماء الأشخاص المتهمين في القضية الأساسية : حسين توفيق أحمد محمود يحيى مراد محمود محمد الجوهري عمر حسين أبو علي السيد عبد العزيز خميس محجوب علي محجوب محمد أنور السادات محمد إبراهيم كامل سعد الدين كامل نجيب حسين فخري محمد محمود كريم
اتهم الأول ( حسين توفيق أحمد ) بقتل أمين عثمان عمدًا مع سبق الإصرار والترصد ، واتهم الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس ( محمود يحيى مراد ، محمود أحمد الجوهري ، عمر حسين أبو علي ، السيد عبد العزيز خميس ، ومحجوب علي محجوب ) بالاشتراك مع المتهم الأول ( حسين توفيق أحمد ) في ارتكاب الجريمة بطريقي الاتفاق و المساعدة ، كما اتهم السابع والثامن والتاسع و العاشر والحادي عشر ( محمد أنور السادات ، محمد إبراهيم كامل ، سعد الدين كامل ، نجيب حسين فخري ، ومحمد محمود كريم ) بالاشتراك مع المتهم الأول في ارتكاب الجريمة بطريق الاتفاق ، كما اتهموا جميعًا بجرائم فرعية تعلقت بالجريمة الأساسية ..
وصفت حادثة الاغتيال بأنها أشهر اغتيال سياسى فى أربعينيات القرن الماضى ، ليس فقط لأن القتيل أمين عثمان وزير المالية فى حكومة الوفد ، الرجل الذى عرف عنه موالاته للإنجليز حتى إنه مُنح لقب السير ، وشهد له فيما بعد مصطفى باشا النحاس بالوطنية ، وليس أيضا لأن أحد المتهمين بالتورط فى الاغتيال الرئيس الراحل أنور السادات ، ولكن أيضا لأن الحادث كان أساسا لإحدى روائع السينما المصرية فيلم “فى بيتنا رجل” فكثيرون لا يعرفون أن هذا الفيلم قد جسد قصة الاغتيال التي كتبها إحسان عبد القدوس والذي قام فيها عمر الشريف بآداء دور المتهم الأول في الحادثة “حسين توفيق أحمد “