الأخلاق والعادات والتقاليد الإجتماعية فى بلادنا العربية
كتبت بسمه جمال
نحن فى عصر قلت فيه الأخلاق الحميده والعادات والتقاليد الاجتماعية الصحيحة وندرت فيه السماحه والتسامح وحب الخير للغير ، زمن نحارب فيه الفساد وندعو إلى إيقاظ الضمائر التى تغط فى نومٍ عميق، ونسترجع القيم والأخلاقيات والتقاليد التى تربينا عليها ولكنها اختفت بشكلٍ عام فى زمننا هذا إلاعند القله القليلةممن تمسكوا بمبادئهمً، لذا لابد لنا من وقفة طو يلة هنا للتأمل ومراجعة النفس لنقف على دواعى أسباب ما يحدث في مجتمعاتنا العربية بشكلٍ عام والمصرية بشكل خاص.
لذلك قررت أن أتطرق لتخصيص عدة مقالات فى هذا الشأن لإسترجاع مكارم الأخلاق التى أضاعتها وطغت عليها المادة والمصلحة والرشوة والفهلوة والكذب والزيف وانعدام الضمير، وغيرها من السلوكيات الخاطئه التى انتشرت بشراسة لتجعل من الأخلاقيات مجرد جمل وشعارات زائفه تلقيناها أخيراً عبر التلفزيون والمسلسلات الهابطه ،مما يجعل معظم شبابنا اكثر انحرافا وتفاهه
فالأخلاقيات التى عرفها الإنسان القديم قبل نزول الأديان السماوية بآلاف السنين تم وضعها لتنظيم العلاقات والتعاملات بين الناس، بعدما استقر الإنسان على ضفاف وادى النيل وعرف حرفة الزراعة وبنى البيوت ووضع القوانين التى تحميه وتضمن حقوقه بين الآخرين بعد أن انتهى عصر البدائية والهمجية، حيث كان الإنسان فيه أشبه بالحيوان المفترس الذى يلتهم كل من يعترض طريقه أثناء رحلة البحث عن الطعام حتى وإن كان من يجاوره فى الكهف الذى يسكنه .
فكانت هناك، ومنذ قديم الأزل، مجموعة من القيم الأخلاقية يحترمها ويقدسها الجميع بشكل ودى، ومن يتخطاها أو يخرج عنها لا يستطيع أن يواجه المجتمع أو حتى يرفع رأسه خجلاً من كونه خارجاً عن العادات والتقاليد التى كانت أقوى وأشد صلابة من القوانين المكتوبة .
فما الذى أضاع الأخلاق وأطاح بمكارمها وأفضالها ليتم حفظها فى مجموعة من الكتب الجميلة التى هجرها البشر لتحل محلها لغة العصر الحديث بأخلاقياته الجديدة ومستجداته من السلوكيات الرديئة لتمحى تماماً ما علمناه وتعلمناه من آبائنا وأجدادنا عندما كانت هناك أمانة، وكان هناك صدق وقبل أن يختفى الإحسان واحترام الكبير والعطف على الصغير وقبل أن تستحكم أزمة الثقة وتنعدم المروءة و الشهامة .
فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، فقد اتصف النبى عليه الصلاة والسلام بحسن الخلق، كما وصفه الله جل وعلا فى سورة القلم “وإنك لعلى خُلقٍ عظيم .”
كما تجسدت من قبل مع ظهور المسيحية تلك الأخلاقيات النبيلة الرفيعة مثل الحلم والصبر والتسامح وغيرها فى شخص المسيح عيسى بن مريم، والتى رآها وعاشها وتشبع بها كل من عاصره فى حياته لتستتب وتستقر وتتأصل وتتحول إلى منهج تسير عليه و تعمل به أمته من بعده .
فالأخلاق هى الضامن الوحيد الذى يضمن استمرارية الحياة على الأرض بسلام و مودة و هى الضامن أيضاً لاستمرار النهضة فى المجتمع حيث لا يعنى انعدامها سوى الدمار والخراب والخيبة، فكان يستمد الناس أخلاقهم من الأعراف والتقاليد وقد يستمدونها من الدين، ولكن فى النهاية هذا يكمل ذاك ويقويه ويؤكده .
فأولى مكارم الأخلاق و علاقتها بالمجتمع: (الإحسان) هو كل المجتمع وليس جزء منه فهو في كل شىء فى حياتنا
الإحسان: إحسان الشىء يعنى إتقانه، فإحسان الكلام صدقه وصحته، وإحسان الفعل إتقانه وأداؤه على النهج الصحيح،
فالإحسان بلغة العصر هو الجودة والإتقان. قال الله تعالى: {وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
وقال: {إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}.
وقال: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.
كما جاء معنى الإحسان فى حديث جبريل المشهور عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فكانت إجابته «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»
فإحسان الكلام: ترك القبيح منه و مراعاة مشاعر الآخرين .
والإحسان للوالدين: برهما وخفض الجناح لهما وطاعتهما والإحسان للأقارب: بصلة الأرحام
. والإحسان للجيران: بالبعد عن أيذائهم، وعدم إزعاجهم بأى نوع من أنواع الإزعاج ومراعاة حقوقهم.
والإحسان لليتامى: بالمحافظة على أموالهم إن كان لهم مال، والإنفاق عليهم إن لم يكن لهم مال
فى النهاية فإن أحسن كلٍ منا معاملة الآخر و أتقن عمله على أكمل وجه و أحسن القول و الفعل فى كل أمور حياته، دون شك سينعكس ذلك السلوك الطيب على المجتمع بأسره فتنصلح أحواله المعوجة و تستقيم أوضاعه الغريبة و سيحرج كلٍ منا الآخر بحسن خلقه مقابل سوء خلق الآخر و الذى بكل تأكيد سيراجعنفسه و يخجل منها ليسترجع قيمه و أخلاقياته التى دفنتها سنوات التجريف تحت أنقاض الزيف و الكذب و غيرهما من الموبيقات التى ابتُلينا بها كلما زاد تطور الزمن .