(الإجمال والبيان ..)
بقلم/ عاصم عمر…..
تحدثنا أنفسنا في المعتاد عن السلوك السوى ومثاليات التواصل بين بني البشر ..
هناك من يجمع أجمل الصفات ويخفيها خشية الإيقاع في مهاترات السخرية من ذوى القلوب الطامعة الرخيصة وهم كثرة وهناك من يقتصر على الأقربين من منظور الإكتفاء بمن اختارت نفسه أن يكون لهؤلاء سنداً وقواماً لحاجاتهم ، وهناك من سمحت ذاته بالإنطلاق عملآ بكونه للكافة معيناً حتى لو لم يجد من أحدهم ردآ للمعروف ..
بالمقابل نجد من خلت نفسه من مثاليات الصفات الإنسانية فهذا الذى يعلن كماله والعياز بالله من شرور تلك النفوس ..
ولا ننسى أنه من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة، الوصية بتقوى الله، وحسن الخلق مع الخلق عند المعاشرة، ففي الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح ..
ولما كان حسن الخلق يحتل هذه القيمة العظيمة في الإسلام، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا، روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلُقًا)، واختار الله للثناء على رسوله صلى الله عليه وسلم من دون سائر صفاته العظيمة ما يتحلى به من خلق حسن عظيم؛ إذ خاطبه بقوله: ( وإنك لعلى خلق عظيم) (القلم/4)، وصح عنه أنه قال: ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) رواه أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه ،..
فهذا يعتي مراقبة الله في كافة مناحى حياة الأدمي مع مخلوقات الله كافة وخصوصاً البشر منهم ، والمأساة إعانة المسلم غير المسلم على المسلم في أبشع صور التعدي حتى وصلت للقتل وهدم منازل العزل من السلاح العاجزين عن إعاشة أنفسهم في مرأى ومسمع من العالم أجمع ، ونحتج كمسلمين في معاونة الطغاة بأنهم من يساندونا في إعاشتنا ، والله الذي لا إله إلا هو للموت بكرامة أشرف من النظر إلى المطحونيين الأبرياء والذي يجعلنا في مرحلة تفضيل باطن الأرض عن ظاهرها المؤلم ..
تخاطرنا الإيجابيات كثيراً ، وتعترضنا العديد من المخالفات ، ولما كان في عقيدتنا سوابق عهد النبوءات برسالات الأنبياء ، فقد دقت الحكمة من تلك الرسالات ، وهى هجرنا عمداً أو جهلآ بما عليه خلقنا من فطرة وسمات ..
فلا تيأس أيها المناضل ، أيتها المنضلة بجميل المنهج وحسن البحث والعودة بعد الخطأ ، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ، ولا ننسى أنه لو لم تخطئون لأتى الله بقوم غيركم فيخطئون فيتوبون فيتوب الله عليهم ..
فإذا ما أدمنا المثاليات عدنا عوداً حميداً الى أقرب حسن التشريعات ( عهده صلى الله عليه وسلم ) وإن ارتكبنا كافة الموبقات عدا الشرك بالله جل في علاه ..
فهبات الله لنا كثيرة وأنعمه علينا لا تحصى ..
ربنا هيئ لنا من أمرنا رشدا ..