كتبت : الباحثة صفاء المصرى
كانت فتوحات الإسكندر الأكبر بمثابة انطلاقة أمام كتاب التاريخ والجغرافيا ؛ أتاحت لهم كتابة تاريخ شعوب جديدة وعالم جديد زاخر بثقافات مختلفة . وفى وقت سريع ابتكروا فى كتاباتهم وطوروا فى الانماط القديمة ، فأبتكروا شعر الرعاه ، وبرعوا فى كتابة السيرة الذاتية والأناشيد للملوك ، وبعد تمسكهم بمسقط الرأس والعاطفة تجاه الوطن فقدوا روح الوطنية واصبح الفرد محصورا فى حياته الخاصة وذلك بعد ان شهد العالم سنوات طويلة من الحروب وبدأوا فقدان الثقة بآلهتهم كما فقدوا استقلالهم وحريتهم السياسية ؛ وأصبح الفرد يعانى من صخب المدينة وضوضائها ويشعر بالحاجة الى الراحة والهدوء حتى ينعم بالاسترخاء مع ذاته .
فالشاعر كليماخوس يشكو من إنه فى ساعة مبكرة من الصباح يصحو على أصوات مطارق الحدادين وصياح السقى وهو يحمل قربته ؛ كما يصف يتوكريتوس زحام طرقات الإسكندرية وتدافع المارة والضوضاء الصاخبة ، ولذا ترك المدينة ( الاسكندرية ) ليعيش فى ضواحيها الريفية وابتكر فى الريف فنا جديدا اطلق عليه شعر الرعاه وهو يتغنى بحياة الرعاه فى الريف بعيدا عن صخب المدينة ، ولكن الإغريقى القديم يعتقد أن الذهاب الى الريف هروب من مسئولية الحياة الإجتماعية .
كما ظهر الإتجاه الرومانسى فى العصر السكندرى نتيجة لإنسحاب الكاتب تدريجيا عن الجماعة ، واصبح جهد الكاتب متجها الى كل ما هو بسيط .
وفى هذا العصر السكندرى انقسمت الوان الحب فى المؤلفات الى ثلاث انواع !-
الحب العذرى :- وفى معتقداتهم انه من اول نظرة بسبب سهم الإله أروس الفتاك ؛ ولذا لم يعطى الفرصة للكاتب أن يصف ميلاد العاطفة .
الحب الشهوانى :- وهو ان الحب نداء الطبيعة وتعبيرها الفطرى وبمعتقداتهم انه الحب الإلهى ويتعرض من لا يستجيب له للعقاب الرادع من قبل الآلهه.
حب الغلمان :- وهو ترنيمة من الحب تعلو بها أصوات رقيقة وصريحة كتب عنها شعراء الاسكندرية فى عدد كبير من آلهة هذا الحب .
ويستمر الأدب السكندرى فى الأزمنة القديمة يفرض شحصيته المستقلة .
وللحديث بقية