متابعة/ نجاح حجازي
يأمل الليبيون من الانتخابات الرئاسية في ديسمبر المقبل أن ترسم لبلدهم نظاما رئاسيا أكثر وضوحا، له من الصلاحيات ما يمكنه من إعادة توحيد مؤسسات الدولة كالجيش والشرطة، وإجبار الميليشيات على التخلي عن سلاحها.
فرغم زوال نظام الحكم الملكي 1969 إلا أن ليبيا لم تشهد انتخابات رئاسية من وقتها، ما يكسب الانتخابات المنتظرة مذاقا خاصا كونها الأولى في تاريخ البلد، إضافة لأنها أتت بعد 10 سنوات من الحروب الداخلية التي قلبت الموازين.
حيث أعلن رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، على أن يستمر تلقي الطلبات للرئاسية حتى 22 نوفمبر، وللبرلمانية حتى 7 ديسمبر، حيث تجري انتخابات البرلمان في يناير.
ويرى خبراء، أن المرشحين الأكثر حظا لم يدخلوا السباق بشكل رسمي مثل المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني وسيف الإسلام نجل معمر القذافي وفتحي باشاغا وزير الداخلية السابق في حكومة الوفاق وعبد الحميد الدبيبة رئيس الوزراء.
وأعلنت شخصيات عدة ترشحها للرئاسة، مثل مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي ورئيس تكتل إحياء ليبيا والسفير السابق في الإمارات عارف النايض وعضو البرلمان عبد السلام نصية ورئيس حزب التجديد سليمان البيوضي إلى جانب الفنان الكوميدي حاتم وآخرون غير معروفين لدى الرأي العام.
وجدير بالذكر ان ليبيا حصلت علي استقلالها في 1951، وتم إعلانها دولة من برقة وحتى طرابلس تحت اسم المملكة الليبية المتحدة بنظام ملكي دستوري، وأًصبح إدريس السنوسي أول وأخر ملك تحت اسم إدريس الأول، حتى زوال نظام حكمه من خلال حركة قادها الزعيم الليبي الراحل “معمر القذافي” واطلق عليها “ثورة الفاتح “كملازم في الجيش وعمره 27 عاما 1969.
وأطلق القذافي على نفسه عدة ألقاب منها “قائد الثورة” و “ملك ملوك إفريقيا ” و”القائد الأممي” و”عميد الحكام العرب” وغيرها، وأطلق على نظام الحكم عام 1977 اسم الجماهيرية.
واتخذ القذافي في بادئ الأمر الخط القومي العربي متأثرا بالزعيم المصري الراحل “جمال عبد الناصر”، وحاول إعلان وحدة عربية مرات عدة مع تونس والمغرب والجزائر ومصر والسودان، إلا أن محاولاته جميعها فشلت فحول هدفه من الدول العربية إلى إفريقيا.
ورغم إعلان “الجماهيرية” إلا أن ليبيا لم تشهد انتخابات رئاسية طوال عهد القذافي الذي امتد حتى اندلاع الاحتجاجات والحرب الداخلية في 2011، ومقتل القذافي أكتوبر من نفس العام.
وخلال السنوات العشر التالية شهدت ليبيا انتخابات برلمانية مرتين، الأولى في 2012 تحت إشراف المجلس الوطني الانتقالي الذي قاد البلاد بعد مقتل القذافي، وتمخض عن الانتخابات المؤتمر الوطني العام “البرلمان” وقام رئيس المؤتمر بمهام رئيس الدولة،
وفي 2014 تم انتخاب مجلس النواب وتولى رئيسه القيام بأعمال رئيس الدولة أيضا.
ويعتبر اتفاق الصخيرات بين الأطراف المتصارعة 2015 أولى الخطوات نحو الحكم الرئاسي الجديد بتشكيل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وأصبح رئيس المجلس فايز السراج القائم بعمل رئيس الدولة حتى أوائل 2021.
واختارت لجنة الحوار الوطنيفي فبراير الماضي، مجلسا رئاسيا جديدا يقوده محمد المنفي فيما تولى عبد الحميد الدبيبة رئاسة الحكومة.