التكافل الاجتماعي
بقلم فاروق النشار
مصطلح كبير وأثره أكبر في حياتنا اليومية
لكن ما هو التكافل الاجتماعي ؟
لنتكلم باللهجة اليومية الدارجة
(هو يلي عنده يساند يلي ماعنده)
لا نشعر بالسعادة إلا إذا… بذلنا من نفسنا عطاءًا …
كيف ؟…
للعطاء أوجه مختلفة …
نساعد جار ضعيف … صديق …
أو قريب تعثرت أيام الدنيا معه …
فمتعة العطاء في النفس :
متعة جميلة لا تضاهيها متعة أخرى …
ويكتمل جمال هذه المتعة ، عندما لا يصاحب هذا العطاء
إحراجًا أو منَّا لمن ساعدناه….
أن تعطي من نفسك سرًا :
يدك اليسرى …لا تدري عن يدك اليمنى ما أعطت …..
ولسانك … لا يتكلم بها ولا حتى بينك و بين نفسك همسًا …
عطاءًا لا يصاحبه رياءًا أمام الناس… ولا مفاخرةً …
هنا نتمتع بمتعة العطاء الصافية …..
في القديم كانت هناك عادة جميلة في المجتمعات الصغيرة
عند مختار القرية يجتمع كبار سكانها ، وفي صندوق مخفي وراء ستارة ، يضع كل منهم ما تجود به نفسه …
و في نهاية اليوم ، يقوم مختار القرية الذي يعرف سكان قريته وأحوالهم ، بتوزيع المال والأرزاق عليهم ، كل حسب حاجته من ذلك الصندوق…. وهكذا لا يشعر الضعيف بأي إحراج ….
و كانت هذه العادة مهمة جدًا في تلك القرى … خاصة في دعم المقبلين من أولادهم على الزواج . فأهل القرية كلها يتكاتفون ويتكفلون .. بتزويج أولادهم ، و ذلك بالتبرع بما تجود أنفسهم لذلك الصندوق .
وحتى الشرائع الدينية المختلفة ، جاءت داعمة لهذا العطاء وأثنت عليه…
بل جعلت له أجرًا وثوابًا : الصدقة بعشرة أمثالها عند رب العباد .
ومن الجدير بالذكر أن نقول :
إن العطاء ، لا ينقص من المال شيئًا …
إنما نضع مالنا في بنك الآخرة هناك عند رب العباد بعشرة أضعاف ما جادت أنفسنا به …
وهنا على الأرض ربنا يفيض من كرمه ويطرح البركة للشخص المعطاء …
لكن مهلا ، قبل أن نقفل موضوع العطاء ، دعونا نتذكر أمرًا مهمًا :
ليس العطاء مقتصرًا على المال …
ولا على الأغنياء …..
كل منا ممكن أن يعطي …
وكيف يكون هذا ؟ !!….
من لا يملك مالًا يعطيه … يعطي علمًا …أو خدمات …
أو حتى يساعد ببعض الكلمات الداعمة …و لو إنه اكتفى بسماع صحاب الحاجة بإهتمام …وابتسم بلطف بوجهه دعمًا ومساندة .. هذا أيضًا عطاء.
بل حتى إماطة الأذى عن الطريق عطاء …
وهكذا عرفنا …
إن تقديم المساعدة لشخص محتاج ، وتفريج كرباته بالحياة ، هي من أفضل الصدقات ، وإن هذا العطاء يدخل على أنفسنا أجمل مشاعر السعادة والرضاء ، ويدخر لنا الكثير والكثير من الحسنات عند ربنا الكريم العطاء…