الثورات بمصر
كتب / سعيد الشربيني
لقد مرت مصر بتاريخ طويل من الثورات اثبت من خلالها الشعب بأنه يتميز بالصبر ، والتريث ، وليس قابلا للخنوع أو المسالمة ولن يقبل بالذل يوم أو يصمت على عار أو هوان ، فلقد اثبتت أحداث عبر التاريخ بأن هذا الشعب قادرًا على تجاوز كل اﻷزمات ، ودومًا ما كانت تنتهي به بعد أن يفيض الكيل به ، إلى تغير اﻷمر الواقع مهما طال به الأمد،
فكم من حكام تواكبت عليها من فراعنة وملوك ورؤساء، وقهر على أرضها الغزاة ، ولكثرة تجاربها تعلم شعبها مواﻵة الصالحين وإسقاط الطالحين،
والقارئ للتاريخ سيذهب إلى :
أن أول ما نسميه ب-(الثورة) هى الثورة التى تزعمها أفراد اﻷسرة السابعة أو ما تسمى ب-( ثلاثي الفراعنة ) والتي هدفت إلى طرد الهكسوس من مصر ، وبعد قرنين من الزمان
وفى عهد اﻷسرة العشرين قامت ثورة الشعب ضد القبائل الغازية وحلفائها وطردتهم إلى الغرب
وفى عهد القرن السادس والسابع قبل الميلاد شهدت مصر أحداثآ لم يذكر لها التاريخ مثيلا فى أى من دول العالم ، وحتى ﻻيذهب بنا الحديث لسرد تاريخها البطولي الطويل
فإن اخطر هذه الثورات كانت ( ثورة عرابى ) عام 1881-1882 والتى كانت بسبب غياب العدالة بين افراد الشعب ، حيث كانت توزع المناصب والوظائف والرتب والعطايا التى عمد عليها حفيد – محمد على – الخديوى توفيق – ولكن : وﻷن هذه الثورة منيت فى نهايتها بالفشل الزريع لسوء تنظيمها ، فقد ادى ذلك إلى اﻹحتلال البريطاني والذى دام ﻷكثر من سبعين عامًا كالجبل فوق صدور الشعب المصري والذي عمل على تخلف المجتمع بكل مؤسساته وطبقاته وفئاته ومعاملته
ثم ثورة 1919 والمعروفة أحداثها – بداية بثورة 1952 وكانت تلقب ب-( الثورة البيضاء ) حيث نجحت فى تغير اﻵمر الواقع على اﻷرض ، وهى ثورة – ( الجيش المصرى ) ونقلت مصر وشعبها من عهود الملكية واﻹستعباد والسخرية إلى عصر الجمهورية والتى ايدها الشعب والتف حولها بكل قوة
وما صدر عنها من قرارات حينها غيرت وجه اﻷحداث على اﻷرض
واثناء حكم الرئيس : السادات ، بداية من العام 1971 حدث تصحيح لمسار الثورة وهذا ما ايده الشعب والتى سميت حينها ب- ( ثورة داخل الحكم) والتى أقصى خلالها بعض رؤس الفساد وبؤر الظلم ومراكز القوى ، ولكن سرعان ما ثار الشعب ضده عام 1977 بسبب ارتفاع الأسعار والذى أجبر الرئيس : السادات ، للعدول عن قراره نزولًا لرغبة الشعب وإرادته
مرورًا بأحداث ثورة يناير ( 2011) والتى ثار فيها الشعب المصرى ضد نظام الرئيس المتنحي : (مبارك ) والذى حقق بعض اﻹنجازات الطفيفة خلال ثلاثين عامًا ، مقابل تدنى المجتمع وإنتشار الفساد والرشوة والنفوذ والمحسوبية والقهر وتدني المستوى الصحي والخدمي وإستخدام القوة والبطش المفرط تحت مسمى ( قانون الطوارئ)
حتى ثورة ( الثلاثين من يونيو ) ليعيد التاريخ نفسه ونستنشق عبق الماضي وتعمل على تصحيح مسار الثورة وتمضى بنا إلى اﻹعمار و البناء ، وإعادة الترتيب
ولكن وما بين كل هذه الثورات وأحداثها يبقى السؤال سؤالًا نبحث عن إجابته :
هل توقفت ثورات الشعب طوال تاريخه عن المطالبة بتحقيق العدالة اﻹجتماعية بإعتبارها خط الدفاع اﻷول للأمن القومي؟
————————–
(حمى الله مصر شعبًا وجيشًا وقيادة من كل مكروه وسوء)
25 /2 /2021