الحرب في أوروبا والغلاء عند العرب
كتب: خالد السلامي
يتمتع العرب بأرض تحتوي بين طياتها كل ما يحتاجه المواطن العربي لتأمين حياته حيث السهول الواسعة المتميزة بخصوبتها والأنهار العظيمة التي لو استغلت بالشكل الصحيح لَإكتفى كل العرب من خيراتها، ولَأمكن تصدير الفائض منها، ومن نعم الله على العرب أن جعل كل جزء من ارضهم متميز بنوع من المزروعات الأساسية بحيث لو إتفقوا على التكامل فيما بينهم لما إحتاج المواطن العربي لأي مادة غذائية ولما شعر بالجوع، هذا بالإضافة الى ما تحتويه الأرض العربية من كافة انواع المعادن الصناعية والثروات التي من الممكن أن تجعل من الوطن العربي أكبر منافس للدول المتقدمة صناعياً وزراعيٱ خصوصاً وأنهم يمتلكون من الخبرات العلمية المهمشة داخليا و المهاجرة عمداً والمهاجرة اختيارٱ التي تملأ عواصم العالم وتساهم بشكل فعال في تقدم وتطور الدول التي إحتضنتهم ودعمتهم ومنها طبعا دول عظمى معروفة.
ولكن من سوء حظ العرب أنهم لم يوفقوا بحكام مخلصين وحريصين على كرامة مواطنيهم وبلدانهم وإنما أبتلوا بحكام لايهمهم سوى مصالحهم الشخصية وخدمة المصالح الخارجية مما جعل الوطن العربي بكل أجزائه مجرد سوق إستهلاكية لتصريف منتجات الاخرين على حساب ثرواتنا النائمة تحت التراب عدا النفط والغاز الذي تدار صناعته من قبل شركات اجنبية وبأيادي اجنبية كذلك وطبيعي في مثل هذا الحال أن تكون لقمة العيش رهينة لأية حالة طارئة تحدث في العالم حيث تتأثر الممرات البحرية والبرية والجوية مما يعيق استيراد تلك اللقمة اللازمة لإستمرار حياة الناس وبالتالي ندرتها وارتفاع اسعارها.
واليوم والعالم كله على حافة الحرب العالمية الثالثة ومع أولى شراراتها التي انطلقت مع بداية الحرب الروسية الاوكرانية إرتفعت الأسعار في جميع بلداننا العربية وخصوصا الغذائية منها بشكل لايطاق مما اثقل كاهل المواطن العربي بأحمال اخرى أضافت تهديدا جديدا لما يعانيه من فقدان الأمن والإستقرار ذلك هو تهديد أمنه الغذائي مما يزيده قلقا فوق قلقه وهما فوق همومه.
فمتى سنكون أسياد أنفسنا بما نمتلكه من كل مقومات تلك السيادة لو أخلصنا النية لله ثم لخدمة مواطنينا وبلادنا الممتدة من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي علما ان ايرادات الموانئ المنتشرة على طول سواحل الخليج العربي والبحر المتوسط والبحر الأحمر والمحيط الأطلسي واجوائنا الواسعة وممراتنا البرية ومنافذنا الحدودية هذا عدا ايرادات السياحة الدينية والطبيعة المنتشرة على مساحة الأرض العربية تكفي وحدها لتجعل من البلاد العربية في قمة الرخاء والاستقرار الاقتصادي فكيف اذا استغلت كل ثرواتنا واراضينا زراعياً وصناعيٱ وتجاريٱ بشكل تكاملي صحيح.
وإلى متى تكون لقمة العيش لمواطنينا رهينة لأي حالة صراع تحدث في العالم حتى لو وقعت في احد القطبين المنجمدين كما هو حاصل الان حيث يتحارب الروس والاوكران في أوروبا ونحن هنا نعاني من ارتفاع الأسعار المرعب ؟