الحياة العامة المصرية من القرن 3الي 7 الهجري (16)
كمال الدين النعناعي
أصبح الفقه يعالج أدق المشكلات في الحياة الانسانية كلما تزايد شروح المذاهب.
وبلغ العلم العربي والفلسفة الإسلامية غايتهما… فمصطلح (العلم العربي) هو ذلك المسمي الذي ظهر للدلالة علي ثقافة القرن الثامن الي القرن الثالث عشر الميلادي في البلدانالتي سادها الاسلام.
ولفظة (العرب) كانت تطلق علي جميع الامم والشعوب القاطنة في الممالك الإسلامية والمستخدمة للغة العربية في أكثر تٱليفها العلمية.
فتطال التسمية أمم أخري من المشاركين في لغة كتب العلم
فكان اصطلاح عربي نسبة الي لغة الكتب لا الي الأمة التي هي اسلامية مصداقا للحديث النبوي ( انما العروبة اللسان فمن
تكلم العربية فهو عربي) فانتسب العلم الي اللغة.. وانتسبت الفلسفة الي الأمة.
وكتاب ( تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس) يعتبر وثيقة هامة لقضايا مجتمع هذا الوقت.
فورد بالكتاب عبارات حول مسائل اجتماعية منسوبة لابن عطاء الله السكندري، بعضها منسوب للشيخ الشاذلي والبعض الآخر منسوب لخليفته أبو العباس أو لتلميذه مكين الدين الأسمر
والكتاب منسوب للشيخ الامام تاج الدينابي العباس احمد بن عطاء الله السكندري.المتوفي سنة 709 هجرية وفي مضمونه
مجموعة صور مكتوبة لمشاهد من الحياة اليومية المصرية.
أليس الشيخ الشاذلي أستاذهم ومؤسس طريقتهم هو القائل (هذا زمان اجتماع)
ذذذ في هذا القول فطنة مبكرة لإدراك
ما يسمي حديثا ( بعلم الزمر الاجتماعية)
وفيه ادراك لرؤية واقعية فاحصة لبنية
الجماعات وتطورها الاجتماعي؟
والخصائص التي تفرقها بعضها عن بعض
وتلك التي تشترك فيها جميعا؟
فمما لاشك فيه ان العلاقات الاجتماعية
لا توجد الا باعتماد متبادل.. ولذلك قالوا
( اترك من لا يستطيع أن ينفع غيره)
ومن هنا كانت أنشطتهم تقتضي علمهم
بخصائص الجماعات…
فكان الواحد منهم يقدم روايته بقوله،
( وأخبرني بعض أهل بهنسا….)
أو يقول
( وأخبرني جماعة من أهل أشموم….)
علي سبيل المثال.،