الحياة العامة المصرية من القرن 3الي 7 الهجري (13)
بقلم كمال الدين النعناعي
فكان بدء عهد الدولة الأيوبية في مصر
وتنسب الي صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شادي.. يمتد نسبه الي مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويذكر مؤرخنا المقريزي ان جده شادي كان من الأكراد الروادية، وقد غلب علي الدولة الأيوبية طابع الجهاد.
والجهاد في التفكير الاسلامي هو بذل الجهد في مدافعة الشر واستجلاب الخير وقد يكون الجهاد نفسيا وماديا، وقد يكون العدو الذي نجاهده ظاهرا وقد يكون خفيا، وكان القرآن قد أذن للمسلمين ان يجاهدوا عدوهم، وبينت السور المدنية في القرآن الكريم موضوع الجهاد بترتيب نزولها وهي سور:
“سورة البقرة، ال عمران، المائدة، الاحزاب، الممتحنة، النساء، الزلزلة، الحديد، محمد، الرعد، الرحمن، الانسان، الطلاق، البينة، الحشر، النور، الحج، المنافقون، المجادلة، الحجرات، التحريم، التغابن، الصف، الجمعة، الفتح، التوبة، النصر”
وهذه السور بينت أسباب الجهاد ومقاصده وآدابه وثوابه.
لذلك يشير المقريزي المؤرخ الي أحتفالاتها المحدودة، بسبب هذا الطابع فيكاد يقتصر السلطان صلاح الدين الأيوبي في أحتفالاته بارتداء خلعة الخليفة، وهي عبارة عن فرجية سوداء، وطوق ذهب، أرسلها اليه نور الدين زنكي صاحب الشام وهذا الوالي هو الذي أرسل شيركوه علي رأس قوة ومعه صلاح الدين لاعادة الاستقرار في مصر.
فلما تولي صلاح الدين قيادة مصر كان يقتصر في أحتفالاتها علي ضرب نوب الطبلخانة ثلاث مرات في كل يوم من أيام الاحتفال، ثم خروجه في موكب صغير وقصير فيكتفي بالتوقف عند باب زويلة، حيث يقوم بنزعها و أعادتها الي داره.
والطبلخانه اسم مركب من كلمة طبل وهي عربية، وكلمة خاناه وهي فارسية، ومعناها مكان الفرقة الموسيقية السلطانية، أو يطلق علي الفرقة نفسها.
وكانت العادة أن تدق نوبة في كل ليلة بالقلعة بعد صلاة المغرب، وكذلك كانت الفرقة في صحبة السلطان في الأسفار لتستخدم في المراسم، وفي الحرب لتستخدم في توزيع القوات في الميدان.