الحياة العامة المصرية من القرن 3 الي 7 الهجري (18)
كمال الدين النعناعي
من الصعب أن نتقبل أسلوب مصادرة الغريزة،
فاذا رجعنا الي ما قاله علماء المسلمين من
أن من تمام الكفاية ما يأخذه الفقير ليتزوج
به اذا لم تكن له زوجة وأحتاج.الي النكاح
وقد زوج عمر بن الخطاب أمير المؤمنين
أبنه عاصما من بيت المال…
فقال : لما زوجني عمر أنفق علي
من مال الله شهرا…
وكذلك كان يفعل الخليفة عمر بن عبد العزيز فيجعل الصدقة علي من شاء أن يتزوج…
وأمر من ينادي كل يوم في الناس :
أين المساكين..؟ أين الغارمون..؟ أين الناكحون…؟ أين الراغبون في الزواج.. ؟ أين اليتامي..؟ حتي أغني كلا من هؤلاء.
وكان قد كتب الي عامله بالعراق يقول :
ٱنظر كل بكر.. ليس له مال، فشاء أن تزوجه فزوجوه، وأصدق
( اي أدفع عنه مالا من أجل الزواج).. وكان عامله آنذاك هو عبد الحميد بن عبد الرحمن.
و قد تطرقت وثيقة تاج العروس الي علاقة الزوجية، وسجل علاقات أسرية غير سوية، شوبعضها بالغ السوء، شفأنتقد بعضا من أهتمامات المرأة عندما تقتصر علي مطالبة الزوج بمطالب العيش وإحضار الملابس.
وتحول دورها الي عامل سلبي في حياته فصارت الشاغل في كل أمره.. ذفقالوا :
( أنشغال الرجل بغيرته علي زوجته من قبيل الجهل)
وهي فطنة مبكرة حول الأسس النفسية لعلاقة صحيحة بين المرء وزوجه تقوم علي التوازن بين حرمة.البيوت وحرمة
التقاعد عن السعي.
ومن الأهمية كذلك، أن مشايخ الصوفية
تعرضوا لحالات الخيانة الزوجية فدعوا
الي الاحتفاء بالزوجة الشابة الوفية وترك
العجوز الخائنة؟
وهو ما يجعلنا نتساءل عما يعنيه مفهومهم
للخيانة الزوجية؟ فأستقامة المعني يقتضي ان تأتي الخيانة
من الزوجة الصغري لا من الزوجة العجوز؟
وسياق المصادر التاريخية حول عدم التوافق الزوجي كانت تتأتي من شكوي الرجال لامتناع زوجاتهم الموسرات المدخرات عن بذل بعض مالهن ولعدم معاونتهن أزواجهن ششلمواجهة مصاعب العيش ٱو لقيامهن بتبديد شمدخرات الزوج.
وتبدو هذه التبريرات مقبولة لأن التطرق لمسألة الخيانة الزوجية جاء بعرض مفصل معتدل الأسلوب لا يشير من قريب ولا من بعيد شلمسألة الشرف…
يقول النص:
اذا أطلعت علي زوجتك بخيانة فانك تغضب عليها..)
وليس من المألوف أن يكتفي الرجل بالغضب، ششوقد حددت الشريعة الاسلامية اسلوب وعقوبات التجاوزات السلوكية..
زد علي ذلك لما تناولوا موضوع الطلاق طالبوا احترام الحلف به..فالجدية نجدها مفتقدة، وقد أجمع مفكري الصوفية علي ان الزوجة اذا خانت زوجها لا يأويها بل يطلقها بشرط الا يكون طلاقا نهائيا بل قابل لعودة الزوجة الي زوجها مرة أخري وهو ما يثير التساؤل.
فذلك أستثناء لا يكمن في أسبابه خيانة الشرف وانما خلاف علي النفقة والادخار فيما نري..