دكتور كمال الدين النعناعي
(22)
ظل أسلوب المخاطبة الديني هو المعول عليه أساسا للمناقشة في المواجهة.الشديدة
مع أصحاب الأموال الذين يشهرون سلاح (التوبة) لتهدئة الخواطر،
وتلك تمثل حاجة نفسية لكل أنسان سليم الادراك
فقال مشايخ الصوفية..
(النص)
( صاحب المال ليس بأفضل الناس
فالتوبة قد يظفر بها العبد المشقق الأكعاب
دون سيده!)
ونظر الصوفي الي أصحاب البيوتات المالية
نظرة تهوين من شأنهم فكتبوا
النص
( كثير من أنفق الدنانير والدراهم)
ويضع قيمة للانسان لا وزن للمال فيها
فقالوا.. النص
( ما أقل بركة مال وقعت في أيدي الناهبين)
وأستهزئوا بهم قائلين لكل تاجر منهم
النص..
( هذا هو المنكوب المعزي…..؟)
ويوجهون الاتهام بالادانة قائلين لكل تاجر
منهم…. النص
(ذهب مأكله ،
وشهواته ملأ بها المرحاض،
وأرضي بها زوجته..،
وياليتها كانت من حلال! )
والعارف بالله الشيخ بن عطاء الله السكندري شاهد عيان علي عصره ،
حاول في كتابه أن يسجل صورة
من عقيدة عقلانية في الدين..
فالإسلام لم ينف الأسباب،
وسعي الناس لسد أحتياجاتهم،
ولا التجارة، ولا البيع ولا الشراء
وقد جعل الله ميزانا للبيع والشراء،
بين ووضح الفقهاء أحكامه فيما عرضوه من أحكام المعاملات،
ولكن مؤرخنا الصوفي يرينا كيف ساءت صورة الاقتصاد بسبب التسويق التجاري.
فكتب يقول…
النص
( تجار السوق تحولوا الي سباع في الأسواق والطرقات..
فبات الناس يعولون هما…
يخزنون الأقوات لوقت حاجاتهم اليها…
وينتظرون وقوع السوء..
فصار الرجل يقول كيف يكون السعر غدا
وكيف يكون الحال في هذه السنة.؟)
…………
في الواقع تنظير( التجارة) في المصادر المعنية هي عمليات البيع والشراء.
وهي مبادلة مال بمال.. ؟
والاسلام جعل التاجر أساسا في التجارة الخارجية. لا البضاعة..
التي يجئ عليها أحكام البيع والشراء
.
أما بالنسبة للتجارة الداخلية في دار الاسلام فقداعتبر الرعية للدولة (اي السكان جميعا)
المسلمون وغيرهم في رعاية الحاكم لا بالدين
ويعنينا مصطلح (أقتصاد.)
لنلقي الضوء علي الجانب الاقتصادي للفكر
الصوفي…….
مشتقة من لفظ أغريقي قديم معناه
( تدبير أمور البيت)
ثم حدث توسع في مدلول البيت..
حتي أطلق علي الجماعة التي تحكمها دولة واحدة-
فلم تعد قاصرة علي المعني اللغوي
وهو ( التوفير)….
ولا معني ( المال)…
وانما صار المعني الاصطلاحي
وهو تدبير شئون المال..
من حيث مصادر أيجاده وسبل توزيعه……..