الحياة لحظة
بقلم: ولاء عـــــلى
حياتنا لحظات مهما طالت أو قصرت فنحن نعيشها وكأنها ثوانى معدودة، تجرى بنا الأيام دون أن نشعر وتتلاحق الأوقات لنكبر فى كل يوم عما قبله، وتزيد اعمارنا سنون ونحن فى غفلة من أمرنا نجرى وراء اهوائنا ونتسابق على دنيا فانية، ننسي احيانا ونتناسي احيانا أخرى أن هناك وقت سندع فيه كل ما نتسابق لأجله ونرحل يسمى وقت الرحيل.. وهنا سأسكت قليلا.. لأفكر ماالذي قدمته لتلك الساعه ؟!
لقد كنت ألهو وأتسابق كثيرا مع قليل من الالتزام رغم كونى على يقين من ذلك الأمر لأن الحق علمنى ذلك على لسان نبيي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول ملك الملوك فى كتابه الحكيم:
“اعْلَـمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ”.
من سورة الحديد– آية (20).
نسير على سطر ونترك الآخر وهكذا تمر بنا الحياة.. تمر ونحن فى شجار دائم مع أنفسنا تارة ومع الاخرين تارة أخرى، على خلاف واختلاف دائم بين مانرغب أن نعيشه وماهو كائن بالفعل لنتعايش معه.
نتخاصم كثيرا مع أهلنا ونحزن على ما بدر من اصدقائنا ولا نتجاوز ذلك، ونتجاهل أحبتنا ولا يسأل منا عن الآخر كيف احوالكم ءأنتم بخير ؟ ام ماذا بكم؟ وأصبحنا لا نلتمس لبعضنا اية أعذار ، وقد سادت المصلحة الصف الأول فى حيز العلاقات، كما تمر بنا أوقات لا يحتمل كلا منا الآخر ولا يتحمله، وأصبح كلا منا يعانى وحده مشغولا بأمره وأصبح مبدأ “انا ومن بعدى الطوفان ” هو ذلك المبدأ السائد فى اغلب العلاقات إلا ما رحم ربى.
حقا.. إن كل هذا وأكثر فى لحظاتنا القليلة، ولكنها حياة، ورغم ذلك هناك فئة وأن كانت قليلة إلا أننا لا ننكر وجودهم؛ فهم بالفعل موجودون حولنا وسنجدهم إذا بحثنا عنهم متقدمين مع أنفسهم وفى حياتهم يتسابقون فى الخير دوما مسالمين ويسود قلوبهم الإيثار متمسكين بتعاليم دينهم متحابين فيما بينهم وإن حاولت النظر لقلوبهم ستجدها بها حب لو وزع على الآخرين لفاض، تلك القلوب العالقه بربها، الممتلئه قلوبها بخير من عند الله فضلا ورحمة منه سبحانه بهم هؤلاء يكون لديهم قدرة على الاحتمال تفوق الوصف فقد سندت قلوبهم قوة إيمانهم المترسخه وآمالهم المتعلقه بالله وحده راضين بما قسم قانعين بما أعطى سبحانه.
ختاما إن الحياة لحظات حقا فأغتنمها، وعيشها بالأمل عيشها بالرضا وكن قانعا بما أعطيت وما منع منك فكل المنع مادام من عند الله عطاء وكل عطاءربك هو خير.
وعش حياتك بالسعادة الحق فحياتك هذى لن تتكرر ثانية، وسلامآ لقلبك وعليه.