الخلط بين الحكومة والوطن
بقلم / عادل الطبيب
مفهوم الحكومة والوطن عند الشعوب العربية
نحن لا نفرض عليك حب الحكومة
ولكن نفرض عليك حب الوطن ،
وبالعودة الي القائل بان شوارعنا عفنة لأننا نشعر أننا لا نملكُ أوطاننا ؟
أنا شخصياً لا أعتقد !
وإن كنتُ أبصم بأصابعي العشر أنّه صدق إذ قال أننا لا نشعر
بامتلاك أوطاننا ،
وهذا يرجع في رأيي إلى سببين :
الأوّل : الخلط بين مفهوميهما واعتبارهما شيئا واحداً، وهذه مصيبة بحدّ ذاتها ! فالحكومة هي إدارة سياسية لفترة قصيرة ،
ولا يوجد حكومة تبقى للأبد .
بينما الوطن هو المكان الذي ولد فيه الشخص أو عاش فيه ويكن له إرتباط عاطفي خاص به إذ يشعر بالإنتماء إليه.
هو الأرض والتاريخ والجغرافيا، والتراب الذي ضمّ أجساد وعظام الأجداد، والاشجار الذي ارتوت من عرقهم والأرض التي شربت من دمائهم ،
فهو الفكر والعادات والتقاليد والمعتقدات !
لهذا من حقّ كل إنسان أن يحب او يكره الحكومة ولكن ليس من حقّه أن يكره الوطن !
والكارثة الكبرى أن يخلط الفرد بين الحكومة والوطن ،
نعم هو لديه اعتقاد أنه ينتقم من الحكومة في صورة اتلاف الوطن !
وكأن الوطن ملكا للحكومة وليس لنا !
ما علاقة الحكومة بالشارع الذي أمشي فيه أنا وأنتَ، وبالجامعة التي يتعلم فيها ابني وابنك، وبالمستشفى التي تتعالج فيها زوجتي وزوجتك، والمساجد والكنائس التي يتردد عليها آبائنا
ف الأشياء ليست ملكَ لمن يديرها وإنما ملك لمن يستخدمها !
نحن في الحقيقة بهذا السلوك ننتقمُ من الوطن وليس من الحكومة، فالحكومات تُعاقبُ بطرق أُخرى كثر غيرتخريب الأوطان ، فعلينا أن نقلع عن ذلك لو كنا نحب الوطن فعلاً !
الثّاني : أنّ ثقافة الملكيّة العامة معدومة عندنا،
حتى نبدو أننا نعاني انفصاماً في الشخصية ،
فالذي يحافظ على أساس بيته ومكتبه هو نفس الشخص الذي يحفر اسمه علي مقعد او دسك الجامعة أو المدرسة ،
فالأب الذي يريد من أبنائه أن يحافظون على النّظام والالتزام في شؤون حياتهم هو نفسه الذي يرفض الإلتزام ببعض الأمور مثل مواعيد العمل والوقوف في الطابور،
أما الأم تلك التي تطلب من ابنتها الالتزام
والمصارحة والوضوح وترتيب أمورها
هي نفسها التي تحاول الهروبُ من عملها ا وتطلب منها ان ترد بدلا منها على تليفون المنزل بحجة انها مش موجوده او نايمة ، ومن هنا نزرع في أبنائنا عدم الصدق والصراحة والهروب من المسؤولية …
ويقولُ الكاتب البريطاني روبرت فيسك :
أن بيوت العرب في غاية النّظافة بينما شوارعهم على النّقيض من ذلك ؟!
السببُ أنّ العرب يشعرون أنّهم يملكون بيوتهم لكنهم لا يشعرون أنهم يملكون أوطانهم !
خلاصة القول :
الحكومة ليست الوطن ، شئنا هذا أم أبينا،
ومشاكلنا مع الحكومة لا يحلّها تخريب الوطن،
إنّ الشعب الذي ينتقم من وطنه لأن حكومته سيئة لا يستحقّ حكومة أفضل منها !
لو تأملنا حالنا لوجدنا أننا أعداء أنفسنا، وأنه لا أحد يسيء لأوطاننا بقدر ما نفعل نحن !
وصدق القائل : الإنسان لا يحتاج إلى شوارع نظيفة ليكون محترماً، ولكن الشوارع تحتاج إلى أُناس محترمين لتكون نظيفة.
*شارك في الحفاظ على الوطن
بقدر حبك له مهما كان حبك او كرهك للحكومة*.