الخوف
كتبت/سميرة بريك
مكتب /ابوحمص
الخوف أصعب وأغرب إحساس ممكن أن ينتابك في حياتك ،.إنه يشبه الصعقه الكهربائيه التي تسير بجسدك لثواني فتفقدك الحياة عندما يولد بداخلك إحساس أكبر واصعب من كونه نيران تأكل وتتغلل بداخلك كادت أن تصهر جسدك حتى يفنى .نحن البشر نقوي على ما ينتابنا من مشاعر وأحاسيس ولا نقوي على مقاومة الخوف حين يتخذ من قلوبنا موطن أصيل له ويستعبد باقي جسدنا ويؤثر روحنا .الخوف إحساس تتجمد له العروق وتخفق له القلوب عازمة على الهروب في كل دقه لها .شعور تنشحب له الوجوه وتتصلب له الأطراف وكأنها مكبله بقيود من حديد لا تصهره براكين أو حمم جبليه .الخوف حين يتمكن من النفوس يطفئ انوارها ويزيل عبقها وسرورها ويحولها لخريف منزوعة أوراق اشجاره يجعلها صحراء جرداء تلهث للماء هكذا الخوف بداخلنا يسلب منا اجمل وأنقي لحظات السعادة حين تختلق الأعذار لمن أحببت عن برودة مشاعرك وجفاف لقائكما بعد غياب،الخوف من العامة الذي يجبرك على حبس نيران حبك وشوقك ولهفتك خشية أن يقابل ذلك بسؤ الظن والطعن من منهم .يكمن الخوف في أن تهوي الرحيل وقلبك مكبل باغلال وقيود وكأن الأرض بكل جاذبيتها تسألك بأن لا ترحل ولكنه الخوف من البقاء واللقاء والمواجه دائما ما يدفعك نحو الرحيل .الخوف هو أن تفقد ثقتك في الآخرين خوفا من الإيذاء وانت لا تقوى عليه الخوف الذي يجعلك ترفع الراية وتعلن الاستسلام لمجرد أن يتمكن الخوف من المجابه منك ولا تقوى أنت أن تسلب روحك وجسدك من هذا الشعور وكأنه فيروس تمكن منك ولازم دماء عروقك وأعاق تفكيرك وشل أطرافك وأصبحت متصلبا في الأرض كما لو كنت جذعا وتيدا .صار الخوف مثل سحابة سوداء تظلل على القلوب والعقول إنه الخوف من الفشل الندم الألم الخسارة والفقدان من السلطة والمنصب من الرفض والتقليل ….الخوف جعلنا نسير بخطى سالبه وكأن أقدامنا كتل جليد تخشى أن تنصهر مع حرارة السير .الخوف إحساس قادر أن يدمر أجسادنا العملاقة وقلوب المتحجره قلوبهم .يا خوف إذا كنت إحساس فنحن لا نقوي عليك ولا نستطيع تحريك ساكن فتمثل لنا إنسان أو شئ كي ندمرك ونقضي عليك .
يا خوف اعطيتك يا النداء وخشيتك كثيرا لأني أعلم ما مدى تأثيرك على القلوب فأرفق بنا وأترك قلوبنا تعيش في رحاب السلام والطمأنينة.