بقلم الباحث التاريخى : أحمد ُحزين شقير العباضلى
كلمات وعبارات عن المولد النبوي الشريف من العبارات التي يرغب الكثير من المسلمين، وخاصّةً العاشقين لرسول الله- صلى الله عليه وسلّم ويحتفل المسلمون في كل عام بمولد النبي، وأفضل احتفال بذكرى مولده يكون لإحياء سنة من سُنن النبي وبالإكثار من الصلاة عليه، وقراءة القرآن والانشغال بالذكر
إن الاحتفال بالمولد النبوي ليس بكثرة الشعارات ولا بالعبارات الفارغة التي لا تغني ولا تُسمن من جوع وإنما الاحتفال يكمُن في إحياء سُننه وبكثرة الصلاة والسلام عليه.
اللهم صلّ على النبيّ المُختار صلاةً تنفكّ بها العُقد وتُحلّ بها الكُرُبات وتفَرّج بها الأزمات.
اللهم صلّ على خير الأنام والرسول العدنان والذي يقول في يوم القيامة أمتي أمتي.
اللهم إنا نُحبّ رسولك فاسقنا اللهم من يد حبيبك ومصطفاك شربةً هنيئةً مريئةً لا نظمأ بعدها أبدًا.
تحتفل الأمة العربية والإسلامية جميعا بذكرى مولد النبي محمد والتي تحل هذا العام وسط احتجاجات في دول إسلامية ترفض تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي اعتبرت مسيئة لمشاعر المسلمين.
وكان ماكرون قد أكد مؤخرا أن بلاده لن تتراجع عن نشر رسوم الكاريكاتير التي يعتبرها المسلمون مسيئة للنبي محمد، وهو ما أدى إلى موجة احتجاجات شعبية في بلدان إسلامية ومطالب بمقاطعة المنتجات الفرنسية كرد على هذه التصريحات.
وللأسف قام وزير خارجية بريطانيا بتصريح حيث قال : ان بلاده تقف مع فرنسا بعد قتل مدرس التاريخ.
ومن العجيب والغريب ان رئيس فرنسا ووزير بريطانيا لم يعلنا عن استياءهم لما نشرته صحيفة شارلى من رسوم مسيئة ضد سيدنا محمد حيث يعتقدوا حسب هواهم الحاقد الحاسد ان هذه حرية تعبير ولا يهتموا بمشاعر مليار ونصف مسلم
والشىء الاعجب عندما قام اردوغان بشتم رئيس فرنسا وقال عنه انه مختل عقليا ومجنون سارعت فرنسا بإستدعاء سفير تركيا للتشاور ولم تعتبر شتيمة وتهكم رئيس تركيا حرية فكرية مثلما حدث مع صحيفة شارلى إبدو من رسوم مسيئة لسيدنا محمد.
منطق عجيب وتفكير فعلا مختل.
وفي ذات السياق سلطت الصحف المصرية والعربية الضوء على تصريحات تصريحات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف حيث قال: إذ نحتفلُ اليَوْم بذِكْرى مَوْلِد محمَّد ﷺ فإنَّنا لا نحتفلُ بشخصٍ بَلَغَ الغايةَ في مدارجِ الأخلاق العُليا ومراتبِ الكمال القُصوى وإنَّما نحتفـل -في الوقتِ نفسِه بتجلِّي الإشراقِ الإلهي على الإنسانيَّةِ جمعاء وظهورِه في صُورةِ رسالةٍ إلهيَّة خُتِمَتْ بها جميعُ الرسالات وكُلِّف بتبليغها للبشريَّةِ نبيٌّ خاتمٌ أدَّى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، ونَصَحَ الأُمَّة ولم يتركها حتى وضَعَها على محجَّةِ الحقِّ والخَيْرِ والجمال”.
وأضاف شيخ الأزهر، خلال كلمته في ذكرى المولد النبوي الشريف بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية نحن المسلمين لا نرتابُ لحظةً في أنَّ الإسلامَ والقرآنَ ومحمَّدًا ﷺ أنوارٌ إلهيَّة تُضيء الطريقَ للإنسانيَّةِ في سعيِها لتحصيل السعادة في الدنيا والآخِرة، وأنها محفوظةٌ بحفظ الله ومشيئتِه ووعده.
وشدد على أن محمَّدا ﷺ -بنصِّ القرآن الكريم يَجري شُعاعُه في دمائنا وقلوبنا، ولولا ما أُرسِل به من عند الله لبَقِيت الإنسانيَّة كما كانت قبلَ بَعثَتِه في ظلامٍ دامس وفي ضلالٍ مُبين إلى يوم القيامة.
وقد صرح سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الاستهانة بالأنبياء والرسل هو استهانة بقيم دينية رفيعة يعتقد فيها الكثير من البشر وأن إيمان المسلم لا يكتمل إلا إذا آمن بالرسل جميعًا وذلك خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف.
وبمناسبة المولد النبوى الشريف يسعدنا ان ننشر لكم الرسالة التي أرسلها رسول الله ﷺ ، إلى هرقل عظيم الروم وامبراطور الإمبراطورية البيزنطية والمحفوظة في مسجد الملك الحسين بالأردن .
نص الرسالة :
“بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعوة الإسلام
أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين .
“قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ” . (أنتهت الرسالة)
لقد ظلت كلمة (الآريسيين) التي استعملها الرسول صلى الله عليه وسلم في رسالته إلى هرقل عظيم الروم مجهولة ومحل تجاذبات إلى حد الساعة خاصة أن الرسول لم يستعمل كلمتي المسيحيين والنصارى وكثير ممن بحثوا في كلمة (الآريسيين) نسبوها إلى الأب (آريوس) المعروف بانشقاقه عن الكنيسة الكاثوليكية ولكن هؤلاء لم ينتبهوا إلى أمر مهم وهو: أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يستعمل كلمة لا تتماشى ووحدانية الإله.. صحيح أن الأب آريوس كان فعلاً منشقاً عن الكنيسة الكاثوليكية التثليثيّة ولكنه لم يفصل فصلاً نهائياً في جزئية (أبوة الله عز وجل للنبي عيسى عليه السلام) وهو إشكال لا يزال قائماً لدى البعض.
إشكال مصطلح الآريسيين تم فك لغزه من طرف الباحث الجزائري عبدالسلام صحراوي في كتابه: دور الباحثين الغربيين في اكتشاف معجزة القرن الواحد والعشرين في فك الشيفرة لرسالة المصطفى نبي آخر الزمان إلى هرقل الروم إمبراطور روما الصادر حديثاً وفيه تعرّض بالتفصيل لمصدر كلمة (الآريسيين) التي ذكرها الرسول في رسالته، حيث ذكر ما يلي: أنه خلال سنة 305 ميلادية ظهر قسيس مسيحي من مواليد مدينة نقرين (ولاية تبسة بالشرق الجزائري) مرجعه الإنجيل الصحيح، انشقَّ على الكنيسة الكاثوليكية وأنكر التثليث ونادي بوحدانية الله عز وجل وأن عيسى عليه السلام ما هو إلا نبي مثل من سبقوه من الأنبياء والرسل كما ناصب الاستعمار الروماني العداء وجمع حوله المسحوقين من النوميديين (السكان الأصليين للجزائر) من فلاحين بسطاء وعبيد وعمال مزارع الإقطاع الروماني وأعلن الثورة ضد الكنيسة المرومون والإقطاعيين وسميت هذه الثورة (بثورة الدوارين) وهم الجماعات الثائرة التي كانت تدور حول مزارع الإقطاع وتقوم بسرقة المحاصيل وتوزيعها على الفقراء والمساكين من النوميديين المستعبدين والمستغلين من طرف الإقطاع الروماني وقته.