الرهينة ” تنتظر إطلاق سراحها “!!!!
بقلم : ماجي المصري
نحن اليوم امام معضلة رهيبة حين نسترجع حكايات الرهينة التي خضعت لسجانها عن طيب خاطر دون ان تفكر في النتائج والمخاطر…
رغم ان إطلاق سراحها لا يملكه غيرها فهي دون سواها القادرة على فك أسرها والنجاة بنفسها من ذلك الكهف الفسيح الذي دخلته بإرادتها وبكل وعيها بعد ان انجذبت إليه ككل اهل عصرها.
فالرهينة رغم كل محاولاتها لانقاذ نفسها لاتزال مترددة في اتخاذ قرارها بالفرار والخروج من الكهف الذي أصبح مرعبا لها ولغيرها.
ألمح الآن علامات الدهشة وقد اكتست بها ملامح قراء هذا المقال
والتي تخفي وراءها الف سؤال وسؤال عن رهينة ترفض اتخاذ القرار بالهروب من أسر تم برضاها دون عنف او اجبار؟!!
لا تتعجلوا الجواب أيها القراء الأعزاء لأنه باختصار كلنا شركاء في عملية الارتهان … لذلك الكائن الخطير الذي انطلق في عالمنا دون ان يستأذن منا
ودون أن يمنحنا فرصة الاختيار بين رفض وقبول…
اعني به مايسمى اليوم ب” السوشيال ميديا” التي اقتحمت حياة الكل بل واستولت عليها ليصبح الجميع رهائن لها… يعيشون نفس الحال الذي تعيشه الرهينة التي تصدرت عنوان المقال.
نعم…. صرنا رهائن تحت مظلة
العزلة التامة التي فرضها الاشخاص علي أنفسهم بكامل ارادتهم بعد ان
اصبح كل شخص يعيش متقوقعا داخل نفسه و في عالمه الخاص به ذلك العالم الافتراضي مع هاتفه المحمول وما يحتويه من برامج تواصل مع عالم غير مرئي له ولا معروف لديه.
وأعتقد أن هذه الشبكة العنكبوتية حولت معظم الناس الي مرضي نفسيين فقد ادي ادمان الانترنت الي تحويل الافراد الي ما يشبه الإنسان الآلي فقد فقد الناس المشاعر والأحاسيس الحقيقية بينهم ويعيشون في عالم جاف صامت خالي من اي دفء او صدق في القول أو الفعل .
كنا في الماضي القريب نتبادل التهاني والتعازي عن قرب ونشارك بعضنا البعض في الافراح والأحزان ونذهب لبيوت الأهل و الأقارب والأصدقاء ونحرص دائما علي صلة الرحم أما اليوم فقد أصبحت حياتنا رسائل SMS في الافراح والأحزان وحتي في الأعياد لدرجة انه لم تعد للمشاعر النابضة بالحياة مجال ولم تعد تحيط المجتمع كما كنا في الماضي القريب.
لقد احدثت التكنولوجيا الحديثة فجوة عميقة بين الزوج والزوجة والابناء وأصبح كل منهم يعيش في كهفه الخاص به لايعرف اي شئ عن الطرف الآخر وأصبح لسان حال كل منهم يقول من هذا الغريب الذي يعيش في بيتي حيث يكون الوضع مختلا
فلاحديث ولا حوار ولا لغة مشتركة بينهما زوج وزوجة يعيش كل منهما عالمه الالكتروني ويشعر ان حياته الفيس بوكية وشبكة علاقاته الالكترونية مثالية وتغنيه عن العالم كله بل وحتي الأبناء كل منهم في عالمه ومع أصدقائه الفيس بوكيون.
نحن بالفعل نعيش في عالم متخبط لا يعترف بالعلاقات الحميمة والمشاعر والأحاسيس الدافئة بين أفراد الأسرة الواحده أو بين أفراد المجتمع من الأهل والأصدقاء والزملاء والمعارف
فمتي نستطيع أن نتخلص من هذا الكابوس الجاثم علي صدورنا متي نستطيع أن نعالج أنفسنا من هذا الإدمان التكنولوجي الذي وإن كنا نعترف بان له مزايا منها
ان مواقع التواصل الاجتماعي ساعدتنا جميعا علي اتساع دائرة المعارف وسهولة وتكوين الصداقات والتي أصبحت دائرة غير محدودة وساعدت ايضا علي اكتساب المهارات الأساسية اللازمة للحياة وسهولة الوصول للمعلومة وغيرها من الإيجابيات
الا اننا ندرك ايضا انها حولت معظم الناس الي سجناء أمام شاشات الهواتف الذكية التي جعلت الفرد لايستطيع أن يرفع رأسه من أمامه حيث تقوقع الناس داخل أنفسهم
وفرضوا علي أنفسهم العزلة التامة واكتفى كل منهم بعالمه الالكتروني الخاص به .
ومن هنا أوجه الدعوة إلي أصحاب الفكر والثقافة في ايجاد حلول عملية للتخلص من هذا الإدمان والعودة للاندماج في المجتمع والعودة إلى القراءة وممارسة الهوايات وتحجيم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعود لنا جميعا روح الحياة بالتعاون والمحبة والتواصل مع الاهل والاصدقاء عن قرب وليس عبر رسائل الجوال