الزواج مملكة وشراكة
كتبت ولاء علي
إن الزواج من وجهة نظرى المتواضعة هو من اعقد العلاقات واقدسها على الإطلاق؛ حيث يتم بين ثنائي تجمعهما مشاعر القبول والرضا كلا عن الآخر ومن ثم تظهر المشاعر المبدئية، وبذلك تبدأ العلاقة الحقيقية للحب بالزواج حيث يكتمل الشكل والمضمون للعلاقة، ولا ينتهى الحب بإتمام الزواج كمثل ما هو دارج فى عصرنا المعاش.
فالزواج ليس مرحلة يجب أن يمر بها الجميع حينما يبلغون سنا معين وإذا تخطوا ذلك السن فقد يكون القطار فاته، بل الخطأ كل الخطأ فى أن يظنوا كذلك. فهو يجب أن يأتى بعد النضج وتحمل المسؤولية وليس عند بلوغ السن القانوني، فقد يكون البعض قد كبر ولكنه لم ينضج بما يكفى ليصبح مسؤولا وعائلا لغيره.
وليست فكرة الزواج يوما من يسيطر على من ومن يكون له الكلمة الأولى والأخيرة فى مملكته الخاصة، بل كانت علاقة شراكة بالدرجة الأولى فأنت شريكها وهى شريكتك فهى حياتك وحياتها فى الوقت ذاته.
يقول الحق فى كتابه الكريم:
” وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ “
من سورة الروم- آية (21)
لخصت تلك الآية الكريمة أسمى المعانى عن الزواج حيث السكن، والمودة والرحمة بين الزوجين.
ولعل من يقرأ ويستمع من شباب اليوم يتفكر فيما جاءت به تلك الآية الكريمة ولعل من لديه منهم افكار مغايرة عن تلك الحقيقة البينة عنه يراجع نفسه قليلا.
فهو ليس بالمهر العالى ولا بمؤخر صداق غالى ولا بأثاث فخم وضخم، وإنما بمن يصون ويدرك معنى تلك العلاقة ومدى قدسيتها وناضج كفاية لأن يتحمل مسؤلية أن يبنى قواعد بيت صالح قائم على تقوى من الله وتعاليم دينية قويمة؛حتى يكون بيت يحبه الله ورسوله.
وختاما فالزواج عقدا موثقا بين قلبين وعقلين قررا بكامل إرادتهما أن يجتمعا معابالحلال وبالحب وبصم كلا منهما على أن يعيشوا معا فيما يرضى الله ويرضي قلبيهما وعائلاتهما؛حيث هو اجتماع عائلتين من خلال شخصين، ولم يكن يوما إجتماع شخصين دون العائلتين.
ورسالتى إليكم اختاروا صح اختاروا من يشاركوكم حياتكم بحكمة اختاروا من يفهموكم وتستطيعون فهمهم حقا من ترتاحون لمجالستهم ولكلماتهم، ولا تأخذوا بعضكما من منطلق الشفقة على احوالكم فقد انتشر ذلك كثيرا تلك الأيام بين بعض الشباب.
وما من رسالة أعظم من رسالة رسول الله وما اجمل الاختيارات التى تبنى على أسس واضحه إلى الفتيان و الفتيات حيث قال صلى الله عليه وسلم: ” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ” رواه الترمذي وغيره.
و كانت رسالته صلى الله عليه وسلم إلى الفتيان.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك”.صدقت حقا يا سيدى يا رسول الله .
والسلام ختام لكل القارئين