السطر – – – الأخير
بقلم / زينب محمد
ذات يوم إستيقظت من نومي على صوت جرس منبهي الذي كنت قد ظبطه على موعد آذان الفجر إستعداداََ مني لإقامة صلاة الفجر كما تعودت
ولكني في هذه المره شعرت لحظة إستيقاظي هذه المره انها كانت غير كل مره – – – فقد افقت من نومي فرحاََ ومسرعاََ وكأني على موعد ، ولكني لا أعرف مع من ولا إلي أين
ولكنني صحيت مستبشراََ مشرقاََ متفائلاََ وذهبت لغرفة نوم إخوتي الصغار لاتفقدهم وألقى عليهم نظره وأغطيهم ، وبعدها ذهبت إلي غرفة نوم أمي وابي فوجدت أمي مستيقظه لإقامة صلاة الفجر فألقيت عليها الصباح
ولكنها لم ترد عليََ فقولت علها تسبح لله
و رأيتها توقظ ابي كي يستعد للذهاب للمسجد للصلاة فناديت على أبي وأخذت أوقظه معها – – فلم يرد على هو الآخر واستيقظ وأخذ منشفته وذهب للوضوء
فخزنت وسألت نفسي لماذا أبي وأمي لم يردان عليََ ولا يعطيان لي ولكلامي اي اهتمام
هل هما غاضبان مني ؟ هل أخطأت في حقهما ؟
وتفقدت أمي فوجدتها تذهب إلي غرفتي وتشد الغطاء على كي تحميني من برودة الليلة فكانت ليلة شديدة البرودة وكأني لازلت نائم على فراشي
ووضعت قبلة على جبيني وهي تدعو لي – – – وبحنان الام وجدتها توقظني بصوت خافت قم يا حبيبي فقد . { حان موعد صلاة الفجر }
وتعجبت لأمرين كيف لا تراني امي وانا أقف بجوارها ؟
والأمر الثاني – – / من هذا الشخص الذي يرقد مكاني وتظنه أمي انه انا ؟ ألم تكن تعرف إبنها ؟
ودخل أبي وأخذ هو الآخر يوقظ من كان يرقد على فراشي واقترب منه وأخذ يصحيه بصوت عالي
وفجأه تحول هذا الصوت إلى صراخ من أمي وأبي ووصل صوتهما الي اخواتي فإستيقظوا وعلموا ان اخوهم ( أعني انا ) قد مت
وانا اصرخ بأعلى صوتي انا هنا يا أمي إسمعني يا أبي انا حي أكلمكما لما كل هذا الإهمال والتجاهل
ولكن دون إكتراث من أحد وكأني أصرخ صامتاََ
و بسرعة جداََ إمتلا البيت بالجيران الذين هرعوا على الصوت لمحاولة إنقاذي
وكان بينهم طبيب فكشف على الشخص النائم مكاني وأكد لهم انني توفيت وانتقلت الي الرفيق الأعلي
وبدأت اسرتي في إستعدادات الوفاة وإجراءات الدفن
وتحول البيت لسرادق عزاء ولكن دون ميت
من هو صاحب العزاء ؟
ووجدت جثمان أمامي على طاولة تسمى بطاولة الغُسل ، فكشفت عنه الغطاء لأتعرف عليه فوجدته جثمان يشبهني تماما وقتها عرفت أنني . ( انا – – المتوفي )
نعم انا الميت – – – فلم اتمالك نفسي ولحظتها اوجست خيفة ) وقد أدركت ان قبلة أمي التي وضعتها على جبيني كانت وضعتها على جبين ميت لذا لم أشعر بها
وخفت أكثر من لحظة لقائي بالملكين
[ مُنكر و —- نكير ]
فقد خشيت من جهلي أو عدم قدرتي على الرد علي
اسئلتهما لي عند نزولي قبري – – – كما كنت أخاف من ضمت القبر على فكيف تكون منزلتي في قبري ؟
ولكني شعرت بسعاده غمرتني عندما تذكرت أعمالي الطيبة الحسنه التي كنت أعملها في حياتي ، وصدقاتي التي كنت اتصدق بها ،، وصيامي لفرضي والنوافل ،، وزكاتي ،، وقراءتي للقرآن ،، وذكري لله الدائم ومحاولة إرضائي لله تعالي في كل تصرفاتي
وتذكرت انني كنت أتمنى أن يعجل لي ربي بالساعة لمقابلته عز وجل وكنت مستعده للقائه ورؤيتي لوجهه الكريم
ففي عالم البرزخ تقول لك الارض يا فلان أعمالك الطيبة الحسنه هي التي توسع لك قبرك الآن
فأنت مؤمن فلا تخف من ضمت القبر اليوم سوف يضمك القبر كما تضم الأم إبنها بحنان ورفق
وعندما يبدأ منكر ونكير في سؤال الميت ::
من ربك : فيقول الميت ربي الله
ما دينك : ديني الإسلام
من هو رسول الله إليك : هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
ما علمك : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت
فينادي وقتها منادياََ في السماء قد صدق عبدي فإفتحوا لعبدي باباََ من الجنه
وكنت أظن انني لم أكن اكتب سطري الأخير أثناء حياتي – – – ولكني تذكرت أنني بضبطي لمنبهي لإقامة صلاة الفجر
كنت بعملي هذا قد كتبت [ سطري – – – الأخير ]
وما أجمله من سطر
إستعديت به للقاء وجه الله الكريم بقلب مرتاح وسعادة إيمان ويقين
كل إنسان بيختار مكانته في الآخره وهو في الدنيا
إما جنة عرضها السموات والأرض
او جحيم والعياذ بالله اللهم أجرنا من نار جهنم
{ قد يحتاج الإنسان في قلب الظلام إلى فسحة من الأمل وانا قد اصطحبتكم معي في هذه الفسحه }
كي يلامس مقالي قلوبكم ويعطيكم العظة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليََ وعلى والديََ ،، وان اعمل صالحاََ ترضاه ،، وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كاتبتكم المحبه لكم على الدوام
{ زينب محمد عجلان }