السفرات الشكلية السياحية النابعة بمبررات دينية
بقلم :أحمد ذيبان أحمد
السفرات الشكلية السياحية النابعة بمبررات دينية ….
عندما تقرأ عنوان المقال لم تفهم معنى العنوان بصيغة تامة ، لذا نوضح لكم المعنى الحقيقي لعنوان المقال وبدون مقدمات نقول
ان اغلب المسلمين في العالم الاسلامي يسافرون سنويا للمملكة العربية السعودية وخصوصا في شهر رمضان المبارك لأداء مناسك العمرة وكذلك يسافرون في موسم الحج لأداء فريضة الحج .
ومن منطلق الحق والحقيقة والصراحة وكذلك من منطلق الشريعة واريد ان اجزم بذلك حتى وان قال لي احد انه ليس لي الحق في ان اجزم بذلك ولكن ارد كل من يردني واقول اجزم من منطلق العقل والمنطق والضمير والدين ان 90 او 95 % من المعتمرين والحجاج عمرتهم وحجهم هي مجرد شكليات سياحية تنبع من مبررات دينية عقائدية فقط وليس فيها قبول او استحسان من رب العباد وهي هواء في شبك ومردوده عليهم اي ان عمرتهم وحجهم مجرد سفرة سياحية لا قبول فيها ويتذرعون بها مبررات دينية لا اكثر .
والدليل في ذلك عدة اسباب لا يسعنا ذكرها ونذكر الخلاصة منها وهي .
هناك شروط واركان شرعية يجب على المعتمر والحاج تنفيذها قبل ان يشد الرحال لبيت الله الحرام والا ليس له عمره او حج لأن الاسلام عمق روحي انساني وليس مجرد شكليات زائفة خداعة كاذبة بأسم الدين ومن تلك الشروط هي اذا كان احد افراد عائلة المعتمر او الحاج او احد اخوانه او من جيرانه محتاج مال
او ان هناك المديون وبحالة متأزمة مهدد بالسجن او تسديد الديون ويحتاج مال لانقاذه من السجن او احد جيرانه من نساء يتامى او ارامل محتاجات المال لسد حاجاتهم او حتى لو لم يكن من جيرانه من المنطقة التي يسكنها محتاج لهذا المال ايضا لسد حاجاته الضرورية . فأن كل ما ذكرنا من اصناف المحتاجين يقوم المعتمر او الحاج بسد احتياجاتهم المختلفة افضل عند الله من الف حجه وعمره .
واذا فعل كل معتمر وحاج هذا الانفاق بدل السفر للعمرة والحج لما بقي فقير ومحتاج في العالم الاسلامي بل لا يبقى فقير ومحتاج على وجه الارض كلها وليس فقط في العالم الاسلامي . وهذه هي العمرة والحج الحقيقي . وغير ذلك هواء في شبك وهي مجرد سفرات شكليه سياحية نابعة بمبررات دينية . وانا اعرف شخصيا هناك من يسافر سنويا الى اداء العمرة والحج وابنه يحتاج الزواج ويطلب من والده ان يزوجه لكنه يختار الحج او العمرة بدل ان يزوج ابنه .
وهناك من عائلته تحتاج علاج طبي او عملية او ملابس او احتياجات عائلية اخرى لكنه يحرم عائلته ويذهب للعمرة او الحج . وهناك من يعتمر ويحج بمرات كثيرة تصل الى اكثر من 10 الى 20 مرة لكنه يذهب رياء لأجل ان يقولوا الناس عنه انه معتمر او حاج وليس لأجل منبع ديني حقيقي . وهناك من جمع ويجمع مال حرام من الغش والرياء
والاختلاس وبهذا المال يذهب به للحج والعمرة . وهناك من اكل اموال اليتامى والارامل دون حق وبظلم وخداع وبهذا المال يذهب للعمرة او الحج . وهناك وهناك وهناك امثال الكثير من الناس للأسف الشديد من المسلمين من كل الطوائف شيعة وسنة .
وتلاحظ ان الطرفين يذهبون الى المساجد دعاء ودموع وخشوع في صلاة الجمعة او غيرها ولكن تأتي على التعامل الاجتماعي والوظيفي كذب وغش وخداع ونفاق وظلم . وكذلك الشيعة في اوقات الزيارات الحسينية او في ذكرى مقتل الحسين ابا عبدالله في واقعة الطف العظيمة . ترى اللطم والحزن والألم والبكاء والخشوع وتقديم الاطعمة والمشروبات المختلفة ثواب عن روح ابا عبدالله
وكذلك السير على الاقدام مئات الكيلو مترات لأجل العشق والحب الحسيني . ولكن ما ان انتهت الزيارات الحسينية حتى يرجع الكذب والغش والخداع والظلم ولم يسيروا على منهج آل البيت الكرام والطريق الحسيني . اذا هي اعمال شكلية وزيارات حسينية عبارة عن سفرات جدولية مجدولة شكلية سياحية نابعة بمبررات دينية لا اكثر .