تفاصيل لقاء السفير رخا أحمد مساعد وزير الخارجية السابق فى صالون الدكتور صديق عفيفى
كتبت ٱية معتز صلاح الدين
..استضاف صالون الدكتور صديق عفيفى مساء الاثنين السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية السابق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية حيث تحدث عن مصر ومواجهة التحديات الخارجية
في بداية الصالون رحب الدكتور صديق عفيفي رئيس بضيف الصالون السفير رخا أحمد حسن مؤكدا أن ضيف الصالون شخصية رفيعة، وشغل عدة مناصب مرموقة بوزارة الخارجية.
ثم اشار عفيفى أن السفير رخا سوف يتحدث عن موضوع هام للغاية وهو مصر والتحديات الخارجية، خاصة أن مصر تمر بمرحلة قد تكون بداية نهضة كبيرة لكن هناك تحديات.
وعقب ذلك بدأ السفير رخا أحمد حديثه بتقديم الشكر والتقدير إلى الدكتور صديق عفيفى معربا عن سعادته باستضافته
ونوه أنه سوف يتحدث عن مجالات السياسة الخارجية المصرية.
فأشار أنها تبدأ بالدائرة العربية لأننا ننتمى إلى المنطقة العربية ثم الدائرة الأفريقية فمصر دولة عربية أفريقية وخاصة أن المياه تأتى لنا من افريقيا.
واضاف أيضا أن مصر تنتمى إلى منطقة حوض البحر المتوسط
كما أننا دولة إسلامية ولدينا الأزهر الشريف وهو يمثل الفكر المعتدل وله تأثير كبير على باقي الدول الإسلامية بالمنطقة.
وأشار أيضا إلى أن مصر عضو فى منظمة عدم الانحياز والتى تضم 125دولة وهى منظمة رغم ابتعادها عن الأضواء إلا أنها هامة عند التصويت الجماعى بالامم المتحدة، بالإضافة إلى عضويتنا فى مجموعة ال 77.
واضاف السفير رخا إلى أن مصر أيضا لها علاقات بالمجموعات والدول مثل الاتحاد الأوروبي وامريكا وروسيا والصين وأكد أن مصر لها مكانة من خلال موقعها وحضارتها.
وهى أكبر دولة عربية رغم أنه حدثت بعض المتغيرات فى المنطقة العربية منذ عام 1967وحتى اتفاقيات السلام وما تلاها حيث أن بعض الشركاء أصبح لديهم استقلالية مما أدى لتباعد التنسيق.
وعندما طرحت مصر فكرة إنشاء جيش عربى تم طرح فكرة جيش اسلامى لتحييد المبادرة المصرية واضاف أن التحول من الحرب إلى السلام كان تطورا هاما لكنه مع ذلك لم يتم حل القضية الفلسطينية.
وأشار أنه ظهر حالياً تحدى اخر من دولتين بخلاف اسرائيل وهو تحدى استراتيجى وهاتان الدولتان إيران وتركيا وقد ثبت أن التعاون هو الوسيلة الأفضل ولغة الحوار هامة فى احتواء التحدى.
وتطرق مساعد وزير الخارجية السابق إلى أن هناك أيضا تحدى هو عودة صراع القوى الكبرى على المنطقة ومنها امريكا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي لأنهم مهتمين بالطاقة البترول والغاز.
وهناك تكالب على المنطقة خاصة مع تغير موازين القوى وظهور مراكز ثقل جديدة وانعكس ذلك على الدور المصرى ومن الضرورى أن نعالج ما حدث من تراجع للقوى الناعمة المصرية مثل الكتاب والمسرح والسينما صحيح موجودين لكن بحاجة إلى تحسين.
وأشار إلى وجود تحديات استراتيجية لمصر وهو عدم استقرار عدة دول مثل سوريا وهى منذ عهد قدماء المصريين مكمل استراتيجى لمصر ولكن حاليا الارتباط الاستراتيجي معطل.
وأشار إلى وجود تحديات فى ليبيا والازمة الليبية تحولت إلى أزمة دولية وايضا أزمة اليمن وكان قرار مصر بعدم
دخول الحرب صحيحا وأصبح هناك لاعبين خليجيين فى أزمة اليمن رغم أن مصر على علاقات جيدة بطرفى الأزمة.
واشار أيضاً إلى ما يحدث فى لبنان ووجود أطراف أخرى فاعلة مثل فرنسا والسعودية والقضية الفلسطينية وهى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.
وتقوم مصر دوما بوساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وعلينا أن نواصل التوجه لإقامة دولة فلسطينية وعودة اللاجئين وفقا لقرارات الأمم المتحدة.
ثم تطرق السفير الى نهر النيل فأشار إلى أن 85% من المياه يصل من الهضبة الإثيوبية وندد بتلاعب اثيوبيا وادعاء أديس أبابا أن إعلان النوايا الذى وقعته مصر كان اتفاقا كما شجب الدور الأمريكى غير المحايد الذى اطال أمد المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حتى يمنح اثيوبيا فرصة استكمال بناء سد النهضة.
وأكد أن المفاوضات الأخيرة مع إثيوبيا أيضا وجدنا مراوغة من اثيوبيا وان الأزمة الحقيقية سوف تحدث فى سنوات الجفاف ووقتها لكل حادث حديث.
وأشاد السفير رخا أحمد حسن بما قامت به مصر من تحديد الحدود البحرية مع اليونان وقبرص.
ثم تطرق إلى العلاقات بين مصر والقوى الكبرى فأكد أن علاقات مصر جيدة مع امريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وأنه احيانا تحدث مناوشات أمريكية مع مصر مثل محاولة الضغط بورقة المعونة الأمريكية رغم أنها منصوص عليها فى اتفاقية السلام.
كما أن أمريكا فشلت فى أن تحصل كوريا الجنوبية على مناقصة انشاء محطات نووية فى مصر وحصلت عليها روسيا ولذلك ظلت السفارة الأمريكية لفترة يديرها قائم بالأعمال.
ولكن مصر لديها توازن كبير فمصر مثلا تشترى اف 16من امريكا والميج من روسيا والرافال من فرنسا وهكذا.
واتهم السفير رخا الولايات المتحدة الأمريكية أنها لا تحل المشاكل بل انها تسبب المشاكل وما قامت به من جرائم واحتلال وتدمير العراق أدى إلى تسليم العراق على طبق من ذهب إلى إيران.
وأشار إلى أهمية زيادة الصادرات المصرية خاصة مع دخولنا البريكس وعلى سبيل المثال استوردنا من الصين العام الماضى ب 14مليار دولار وصدرنا لها فقط ب 1.5 مليار دولار لذلك لابد أن نواجه هذا التحدى ونزيد الإنتاج.
وعقب ذلك بدأت المداخلات ووجه الدكتور صديق عفيفى سؤالا حول التحدى الجديد المتمثل فى مشروع تشارك فيه دولتان عربيتان مع اسرائيل لفتح طريق بديل لقناة السويس يصل إلى البحر المتوسط ومدى تأثير ذلك على قناة السويس.
وردا على سؤال أكد السفير أن الطريق الجديد ما زال مجرد فكرة لكن لا يوجد اتفاق وهو فى حالة عمله سوف يكون مكلف جدا لانه يعتمد على ينتهى إلى نقل البضائع فى المرحلة الأخيرة بالسكة الحديد مع العلم أن القطار لا يستطيع حمل أكثر من 18 حاوية فقط لكن عبر قناة السويس نستطيع حمل 18 ألف حاوية وأكد أن المشروع فكرة فاشلة اقتصاديا وهو مجرد فكرة سياسية فى حقيقة الأمر.
وعقب ذلك تم طرح العديد من التساؤلات حول موضوعات وقضايا سد النهضة والبريكس وكيفية تقوية القوى الناعمة لمصر وأسلوب السياسة الخارجية هل الافضل في العالم الكمون الاستراتيجى ام الانخراط.
وفى رده على ذلك أكد أن الدول التى مولت سد النهضة قالت إنها إذا لم تتقدم لذلك لكانت المناقصة اتجهت إلى دول اخرى وأكد عدم نزاهة امريكا فى القضية كما أن إثيوبيا نجحت فى أن تجعل الاتحاد الأفريقى يقول أن إثيوبيا لها حق فى التنمية رغم أن إثيوبيا تلوى الحقائق وتتلاعب.
وأكد أن الانضمام للبريكس يتطلب مزيدا من الإنتاج وأهمية أن تقلل مصر الخلل فى الميزان التجاري.
وأكد أنه لايؤيد فكرة الكمون الاستراتيجى التى يتبناها مثلا دكتور عبد المنعم سعيد لان الكمون الاستراتيجى يؤثر على دور مصر.
وحول كيفية تقوية القوى الناعمة لمصر من مسرح وكتاب وسينما قال إن الأمر يتطلب دعما من الدولة لأن الدعم المقدم لوزارة الثقافة ضعيف.
وتعقيبا على ذلك أكد صديق عفيفى أنه من المهم للتغلب على التحديات أن يتم اختيار القيادات القوية القادرة على إتخاذ القرارات الصحيحة فى كافة الوزارات والمؤسسات مع الاعتماد على دراسات جدوى لحل مشاكلنا بشكل صحيح.
وأشار أن الصالون القادم سوف يكون عن حسن الإدارة وأنه شخصيا سوف يكون المتحدث الرئيسى فى الصالون القادم.
وأشار عفيفى أنه صاحب فكرة إنشاء مركز معلومات مجلس الوزراء منذ عهد رئاسة د. عاطف عبيد للحكومة.
وبعد ذلك بدأت الفقرة الفنية التى قدمها المايتسرو دكتور مصطفى احمد وفرقته حيث قدم مدحا للرسول بمناسبة ذكرى مولد الرسول كما قدم عدة أغنيات بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر.
حيث قدم أغنيات: عظيمة يا مصر.. وبلادى بلادى ..عاش اللى قال للرجال عدو القنال ..وعلى بلدى المحبوب ودينى ..سالمة يا سلامة، و عدد من اغانى التراث القديم.
وفي نهاية فعاليات الصالون قام الدكتور صديق عفيفى بتكريم السفير رخا أحمد حسن بشهادة شكر وتقدير، والتقاط الصور التذكارية.