السياسات السبعة للتحكم في الشعوب
الوعي الفردي من الإلهاء إلى الجدية نحو مجتمع حقيقي .
بقلم / عادل الطيب
المجتمعات لا تحل مشكلاتها بعيدا عن الوعي
فالوعي هو المسؤول الأساسي عن مواجهة التحديات والبحث عن حلول جدية للأزمات .
وهو الأمر الذي قد يصطدم مع اصحاب مصالح متضاربة لا يخدمهم حضور وعي المجتمع فيعمد الى عمليات متتابعة هدفها تغييب الوعي الجمعي من خلال بعض السياسات واهمهما :
أولاً- سياسة الإلهاء:
هي عنصر أساسي في التحكم بالمجتمعات، وهي تتمثل في تحويل انتباه الرأي العام عن المشاكل الهامة والتغييرات التي تقررها النخب السياسية والاقتصادية، ويتم ذلك عبر وابل من الإلهاءات والمعلومات التافهة.
_ سياسة الإلهاء تساعد كذلك في منع العامة من الإهتمام بمعارف أشياء ضرورية كثيرة مثل
العلوم، الاقتصاد، علم النفس، بيولوجيا الأعصاب وعلم الرياضيات، وعلم الاجتماع ، والفقه ،
وأمور كثيرة تخص المواطنين
“وتساعد على تشتيت اهتمامات السواد الأعظم
من الشعب “
بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، وجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقية. مثل ما نراه الآن على شاشات التلفاز من طرح آراء مغير للأعراف والواقع . مثل قضايا
” المراة ، الدين ، الرياضة ، الفن الهابط ”
وجعل الشعب منشغلا في قضايا تافهة،
دون أن يكون له أى وقت للتفكير في أهم قضاياه ،
ثانياً- سياسة خلق المشاكل :
خلق المشاكل ثم تقديم الحلول هذه الطريقة تسمى أيضا
“المشكلة – ردة الفعل – الحل”
الخطوة الأولى بالبدأ في خلق مشكلة أو “موقفا” متوقعا لاثارة ردة فعل معينة من قبل الشعب،
وحتى يقترح المواطن نفسة حلول لم يوافق عليه من قبل والمطالبة بقوانين تقيد حريته ،
وخلق أزمة مالية حتى يتم تقبل التراجع على مستوى الحقوق الإجتماعية وتردي الخدمات العمومية كشر لا بد منه.
ثالثا . سياسة التأجيل :
وهي طريقة أخرى يتم اللجوء إليها من أجل إكتساب قرارات غير مقبولة وحتّى يتمّ تقديمها كدواء
“مؤلم ولكنّه ضروري”، ويكون ذلك باكتساب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل. قبول تضحية مستقبلية يكون دائما أسهل من قبول تضحية فى حينها.
لأن المجهود لن يتم بذله في الحين،
فالشعب له دائما ميل لأنة يأمل بسذاجة أن
“كل شيء سيكون أفضل في الغد”، وأنّه سيكون بإمكانه تفادي التّضحية المطلوبة في المستقبل.
رابعا . سياسة المخاطبة
مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار عن طريق الإعلانات الموجّهة لعامّة الشعب .
عن طريق إعلام مضلل ، خطابا زائفا ،
حججا وهيا ، شخصيات تتحدث إليك بنبرة ذات طابع طفولي،
وكثيرا ما تقترب من مستوى التخلّف الذهني،
خامسا- سياسة استثارة العاطفة :
استثارة العاطفة بدل من الفكر هي تقنية ناعمة وهادئة تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقي للأمور،
وبالتالي عدم الرغبة في اي نقد.
استعمال بعض من الكلمات العاطفية لزرع مسميات “، رغبات، مخاوف، نزعات، “أو حتى سلوكيّات.
سادسا . سياسة : الإحساس بالذنب .
تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب جعل الفرد يظنّ أنّه المسؤول الوحيد عن تعاسته،
وأنه السبب فما وصله له من حالة اقتصادية .
بسبب نقص في ذكائه وعدم قدرته على إدارة شؤون حياته اليومية و آرائه الغير صائبة .
فقراره عدم المشاركة في أي قرار اقتصادي
أو سياسي وشعوره دائما بالذنب .
سابعا .سياسة : معرف الأفراد
– معرفة الأفراد أكثر ممّا يعرفون أنفسهم:
في خلال الخمسين سنة الماضية، جرت الأبحاث عن دراسة الأفراد نفسيا واجتماعيا ومع تقدم التكنولوجيا وعلم النفس والاجهزة الحديثة والعلم الحديث أصبح الفرد عارى تماما وأصبح هذا “النّظام” قادرا على معرفة الفرد المتوسّط أكثر ممّا يعرف نفسه، وهذا يعني أنّ النظام – في أغلب الحالات – يملك سلطة ومعارف اعلى من الأفراد أكثر مما يملكونها عن أنفسهم .
.والسؤال في ختام هذا المقال
هو وإن كنا قد علمنا خطورة الوعي الجمعي فكيف نوقظ ونحي هذا الوعي من جديد . اقول ابدا بنفسك فاحيانك التدريجي لوعيك الفردي كفيل بالوصول مع الوقت لتنشيط وعيك المجتمعي . والمؤكد أن نمطا حياتيا كهذا ان عم العديد من أفراد مجتمعنا وسنصل في النهاية لبداية تكوين عقل مجتمعي يرتقي بذوقه وقدرته على النقد ليتلاءم مع ما يحتاجه مجتمعنا لحل ازماته بجدية . نعم انت اول خطوة في الطريق اعد وعي بصرك ليري تفاصيل يومية لم تعتد عيناك على رصدها وارتقي بوعي سمعك حتى يحدث في نفسك ذوقا تميز به الجميل من القبيح وهكذا افعل في باقي حواسك . فإن هي نشطت وتعودت على الوعي وقتها سيرتقي وعيك المجتمعي وتصبح علي اول طريق الإنسان الحق وتصبح فردا حقيقيا في مجتمعك .