الشباب وسطحية الإختيار
كتب: عماد برجل
إنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الطلاق بين الشباب في مصر وربما أيضاً في العالم العربي عاماً.
بالتأكيد ظاهرة خطيرة مثل الطلاق لابد وأن يكون لها أسبابها الشائعة، وبالتأكيد متضمن هذه الأسباب سوء الإختيار عند التقدم للزواج.
كثير من الشباب مع الأسف عندهم محدودية في التفكير أو لديهم فكر سطحي وغير موضوعي، فعندما ينوي الشاب منهم الزواج يفكر في الجمال أولاً ثم باقي الصفات، منهم من يختار جمال الوجه أولاً ومنهم من يختار جمال الجسم أولاً، دون أن ينظر إلى الأخلاق الرفيعة في المقام الأول أو التدين وغيرهما من الصفات النبيلة.
ثم تتم الخطوبة وأثناء تلك الفترة يحاول كل طرف أن يظهر اجمل ما عنده من صفات للطرف الآخر ويخفي أكبر قدر من عيوبه حتى ينال رضا الآخر.
ثم يقع المحظور ويتم الزواج الذي لا يبذل فيه العريس أي مجهود غير إظهار براعته في الرقص يوم زفافه وكذلك هي، بالطبع وكعادة وظروف هذه الأيام كل تكاليف الزواج والسكن على حساب أهل العريس الذي لا يتكلف حتى عناء شراء الشبكة أو دفع قيمة المهر المسمى بينهما.
ونتيجة لذلك وبما أن كل شئ بسيط، ومايؤخذ بالساهل يذهب دون صعوبة ونظراً لقلة خبرة الشاب في التعامل الإجتماعي، يسقط في أول صدام بينه وبين شريكة حياته وتستمر المشاحنات والخلافات بينهما إلى أن يقع المحظور ويتم الإنفصال.
تذكرني تلك الأحداث بمن يشتري لإبنه المراهق فيسئ إستخدامها ولا يحسن قيادتها حتى يتسبب في حدوث كارثة أثناء قيادته لها نتيجة تهوره.
وأخيراً إتقوا الله في تربية أولادكم، وأحسنوا تدريبهم على مواجهة الحياة وفن القيادة لكي يصبحوا قادرين على تحمل المسئولية ومواجهة أعباء الحياة، ولا تتعجلوا في إختيار زوجاتهم إلا بعد التأكد أنهم أصبحوا رجالاً قادرين على ممارسة الحياة الزوجية السليمة.