حوار/ نجاح حجازي
رجل من الزمن الجميل ..لا بل رجل لكل زمن ..اسطورة مصرية حقيقية تعيش بيننا ..لا اسطورة عالمية هو وكل مجموعتة “عفاريت عبد الجابر”،
بطلنا ليس بطلا عادي ؛ بل بطل علي كل المستويات في الحرب بطل من ابطال معركة مقبرة الدبابات الشهيرة والتي دمرت ١٤٠ دبابة باترون وسنتريون للجيش الاسرائيلي ،
في الرياضة بطل لكمال الأجسام والسباحة وعداء دولي ..ابن النيل ،ابن دمياط الشهيد الحي “محمد حامد لاشين” والذي اثبت للعالم كله مع كتيبته الابطال تحت قيادة اللواء “عبد الجابر احمد علي” ابن اسوان وكان رائدا بذلك الوقت ؛
ان العسكري المصري غير كل موازين العسكرية في العالم ، عنيدا صبورا ، يقبل التحدي وقت الشدة، ومع هذة الصفات والتدريب البدني والفني والتقني علي الجبهة ..كانت اسطورة اكتوبر العظيم والتي حفرت بخيوط من نورا ودم لتبقي خالدة مع خلود مصر العظيمة،
ومن هولاء بطلنا اليوم في السطور القادمة نحاوره نغوص في ذاكرته وذكرياته من واقع اكتوبر ،واقع حقيقي لمسه وعاشه لسنين منهم ثلاثة علي الجبهة تدريب شاق بدني وتقني عالي في كتيبة كل افرادها متميزون بدنيا ورياضيا ؛ نعم ابطال رياضيين في كمال الاجسام ،السباحة وكرة القدم بينهم اسماء رنانة ذات تاريخ رياضي عريق مثل كابتن “حمادة امام” نجم ورمز نادي الزمالك رحمه الله وكان برتبة رائد وكابتن “محمود الخواجة” نجم نادي الزمالك السابق ولتدريب اللياقة البدنية كابتن” عبد الحميد الجندي ” مؤسس الاتحاد المصري لكمال الأجسام عام 1972 وتولي رئاسته لسنوات وكان برتبة نقيب ،
فلماذا كان التركيز علي هؤلاء المتميزون؟
ليضربوا اروع الامثلة في الشجاعة والبطولة والفداء والأداء التقني والبدني العالي كجزء من منظومة كبيرة، اعيد بنائها بذلك الوقت ؛
وهي الجيش المصري العظيم لذلك كان اكتوبر معركة اسلحة مشتركة ومتكاملة ، كلا له دورا أداه بقدرة واقتدار في سيفونية رائعة .
ليتنا نستطيع ان نوفي ابطالنا جميعا بعضا من حقهم وبتلك الكتيبة وعرفت بالمرعبة للعدو،
كان من حق كل بطل ان يصنع له تمثال، يوضع في ميادين مصر العامة كأقل تكريم لهؤلاء الأبطال ؛ لكن للأسف هذا لم يحدث ولماذا لاادري ؟
وعلي النقيض في روسيا صنعوا تمثالا لجندي دمر ٧ دبابات في الحرب العالمية الثانية ووضع في الميدان الاحمر بموسكو ، مع ان لدينا البطل الرقيب “عبد المعطي محمد عطيه” ابن الفلاح البسيط وابن الأرض الطيبة قرية “شيبة قش ” بمحافظة الشرقية ،
دمر وحده ٢٧ دبابة و٣ عربات مجنزرة وللاسف مات بعيدا عن رعاية الدولة بمستشفي الزقايق الجامعي ولم يحضر جنازته مسئول واحد رغم تناقل وكالات أنباء عالمية لخبر وفاته وبطولاتة ؛ بالطبع لعبقريته في استخدام الصواريخ الروسية الصائدة للدبابات مع فريق كتيبته و انتصار أكتوبر دعاية كبيرة للسلاح الروسى بأكملةبل وتطويرة.
فاين اسم بطلنا ؟ واسماء زملائه الأبطال حتي لو اطلق علي شارع او مدرسة تكريما وعرفانا بالجميل وحق هؤلاء الأبطال فكل رخاء وكل امن وامان نعيشة اليوم بني علي اكتافهم المتعبة وأشلاء اجسامهم بل ورواه دم الكثير منهم .
ومع ذكريات لاشين علي الجبهة
فمنذ اللحظة الأولي من ارتدائه للزي العسكري علي الجبهة عاصر الكثير ورأي الكثير وتعلم الكثير وعاش جزء من حرب الاستنزاف والتي بدأت من ١٩٦٧ وتوقفت ٧٠ بعد وفاة الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” وبدأ التدريب الشاق حتي ٧٣ ١٩ وكان اشرس من المعركة واستشهد فيه أكثر من شهداء الحرب وحقن بتقنياته المختلفة و العالية مزيدا من الدماء في مرحلة العبور .
ومع شئ من حزنه واحلامه اليوم
طلبنا من الكابتن تقديم نفسه في كلمات بسيطة فقال لنا
محمد حامد لاشين جندي مقاتل في معركة الحق والتضحية والفداء لكي تنعم الحبييبة مصر وكل آبنائها الامس واليوم وغدا بالرفاهية ، الامن والامان ،
اب مثالي لخمسة من الابناء ؛ ثلاثة بنات
وولدين من خريجي الجامعات ومتزوجين .
وعن دراسته قال البطل، حصلت علي الابتدائية من مدرسة الشيخ محمد عبده بدمياط ثم التحقت بالمدرسة الثانوية العسكرية وبتلك الفترة كنت قارئ نهم
ومحب للإطلاع خاصة كتب التاريخ من الفراعنة وحتي محمد عاي ؛ بل ومولعا بقراءة المذكرات ك “غاندي، جيفارا الثوري العظيم ،تشرشل، رومل وهتلر”،
لكن يافندم هتلر مستبد فرد بابتسامته هادئة لكن زعيم وانا احب الزعماء؛ هتلر خلق زعيم لأمته و”السادات خلق زعيم حقيقي ولم يرتدي يوما ثوب الزعامة المزعوم ” .
وعن رأيه في الملك فاروق فاجأني باجابة غير متوقعة “ظلم فاروق ظلمة معظم كتاب التاريخ ” وأضاف : عرف بالرجل الصالح ومازالت كباري موجودة حتي الآن عليها اسم الرجل الصالح نسبة اليه وسمعت من والدي الكثير عنه فرغم ان والدي كان موظف بسيط راتبه ٧ جنيهات واسرته مكونة من ١١ من الابناء لكن جميعنا تربينا وتعلمنا وعشنا في رخاء مع هذة الجنيهات القليلة وعندما أسأل والدي عن اي زمن تمني ان يعيش فيه حتي آخر عمره يرد مسرعا : في العهد الملكي رغم انه عاصر حكم رؤساء .
وبداية تجنيدة في الجيش؟
ياه تلك الفترة ماثلة أمامي وكأي شاب وقتها كنا نتهرب من التجنيد جميعا خاصة طلبة الجامعات سواء نظرية كالحقوق والآداب او علمية كالطب والهندسة ؛ او حتي في المدارس الثانوية وكنت انتمي لهذا الجيل المتهرب من الخدمة العسكرية وفي السنة النهائية من الجامعات والمعاهد و المدارس الثانوية نحاول التأجيل مرة وأخري وهذا حال جيلي واجيال سبقتني رغم ان البلد كانت علي المحك بتلك الفترة مابين عدو خارجي متربس وداخلي متصارع علي الكراسي .
وتناول هذه الجزئية الهامة قائلا :
بكل بساطة كنا نكتب باقلام الحبر الشيني او الباركر ونضع الحبر علي أورق الإجابة فنرسب وهذا كان موجود بعد نكسة ١٩٦٧ وحتي تولي الرئيس السادات حيث بدأ في اعادة بناء الجيش المصري واخذ قرار جمهوري كقائد أعلي للقوات المسلحة بتجنيد كل من ينجح او يرسب هذا العام ١٩٧٠ وبهذا القرار جند من المؤهلات العليا وحدها اكثر من ١٠٠ الف من الشباب المصري لاستيعاب الأسلحة المعقدة وبشكل سريع خاصة صاروخ “مالوتكا” المضاد للدبابات مداه ٣كم٢ ومنطقة ميتة ٣٠٠م ، وصاروخ سام ٧ و سام ٦ الصائدة للطيارات مداه ١٥ كم٢.
وأضاف : الجندي المصري قبل ذلك كان لايحمل إلا سلاحه الشخصي” بندقية او آر بي جي” وكيف بذلك السلاح يمكنه عبور القناة والساتر الترابي أمام دبابات واسلحة العدو الغربية والحديثة، وتم التعاقد من قبل القوات المسلحة علي صفقة للصواريخ “مالوتكا ” وكانت الملحمة في تدريبنا تقنيا وبدنيا علي تلك الصواريخ خاصة وان عبورنا من قناة السويس وسيناء سيرا علي الاقدام لمدة ٢٤ ساعة،
وكنا ٦ كتائب تابعة للجيش الثاني والثالث الميداني وزعوا علي الفرق وكانت كتيبتي ضمن الفرقة ١٦ مشاة
وبالنسبة لتجنيدي أخذت كغيري من الشارع للخدمة العسكرية وكان عمري ٢١ عاما .
ومع بطولاته الرياضية سواء عالمية أو مصرية ، ذكر الكابتن لاشين بعض منها :
– ٣ بطولة دولي في دورة البحر الابيض
لارنكا – قبرص في ٤٢ كيلو سباحة.
– بطولة سباحة دولية في دورة البحر الأبيض المتوسط.
– بطولة الجمهورية في بناء الأجسام .
– مدرب دولي معتمد من الاتحاد الدولي لالعاب القوي .
– حكم معتمد من الإتحاد المصري لبناء الأجسام .
وحاليا مدرب لتأهيل شبابنا للإلتحاق بالكليات العسكرية .
وكمحارب عظيم من ابطال ملحمة صائدي الدبابات كيف كرمتك مصر ؟
صمت لحظة وتنهد بعمق وحزن بدا علي وجهة طيب الملامح،
قائلا : كرمني القائد الاعلي للقوات المسلحة الرئيس السادات كبطل من الأبطال المتميزين في معركة التحرير ٧٣.
ولماذا بدا الحزن علي وجه بطلنا؟
وعن ذكرياتة علي الجبهة ومع عفاريت عبد الجابر نواصل الحوار في الجزء الثاني .