الصحفي أحمد حلمي أول مصرى يحكم عليه بتهمة العيب في الذات الملكية
كتبت/ فريده الموجى
الصحفي أحمد حلمي أول مصرى يحكم عليه بتهمة العيب في الذات الملكية
1908 – إصدار “صحيفة القطر المصري” على يد أحمد حلمي.
“الصحفى الذى كشف للعالم حادثة دنشواى 1906”
“أول صحفى سياسى دعا إلى قلب نظام الحكم.
“وأول سجين سياسى …وتهمته العيب فى الذات الخديوية.
“وأول من نادى بإنشاء وزارة للزراعة فى مصر.
“وهو الجد الذى شكل ثورية حفيده المبدع صلاح جاهين ” محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمى” .
ولد (أحمد حلمي) 1875 في حي خان الخليلي، تلقى تعليمه في خان جعفر بالحي الحسيني حيث تعلم القرآة والكتابة وحفظ القرآن، ثم عمل ككاتب في أحد الدواوين الحكومية.
“عندما أصدر الزعيم مصطفى كامل جريدة اللواء فى 2 يناير 1900 إلتحق بهيئة تحريرها الكاتب والأديب والشاعر أحمد حلمى ، وكتب له مصطفى كامل “
أريد أن أجعل منك أول صحافى فى مصر، فأنت مثال الناشئة المصرية الجديدة ” ..تدرج حلمى فى مناصب اللواء حتى أصبح رئيس تحريرها والرجل الثانى فى الجريدة بعد الزعيم مصطفى كامل.
وبعد وفاة (مصطفى كامل) في فبراير 1908 وتولى (على فهمي كامل تحريرها)، استقال (أحمد حلمي) من اللواء محتجا على سياسة الجريدة بعد وفاة صاحبها وابتعادها عن مباديء الحزب الوطني الذي آمن به.
وبعد استقالة (أحمد حلمي) من اللواء أصدر جريدته (القطر المصر) وهي مجلة (سياسية وطنية أدبية زراعية صناعية) كما وصفها، تصدر صباح الجمعة من كل أسبوع، التزمت المجلة بمباديء الحزب الوطني.
وبرغم التهديدات والصعوبات التي واجهت (القطر المصري) فلقد تم توزيع العدد الأول كله في نفس يوم صدوره فاضطر (أحمد حلمي) إلى اعادة طبعه ثانيا.
وفي مقاله المنشور في العدد الثاني من (القطر المصري) خصصه (أحمد حلمي) لشكر محمود أفندي سلامة الذي خصص مطبعته وكل عماله لإنجاز هذا العمل فصدر العدد الثاني وقبله العدد الاول وكذات المساعدات الادبية التني قدمتها جرائد الاهرام والمؤيد والدستور و(الجريدة) ويعتبر أن ذلك مكافأة له على سبع سنوات من ايام الشباب في مساعدة فقيد الشرق والوطن مصطفي كامل.
وبعد ستة شهور من إصدار (القطر المصري على شكل مجلة تبدا اعتبارا من 16 اكتوبر 1908 في الصدرو على شكل جريدة كما يقول (أحمد حلمي): “بناءا على رغبة القراء”. ربما لرخص ثمن الجريدة عن المجلة.
كان (أحمد حلمي) في القطر المصري يهاجم الخديوي والنظام الملكي حتى رمته النيابة بأكبر تهمة لم تنظر مثلها المحاكم المصرية وهي (العيب في الذات الملكية)
ولما رفع (أحمد حلمي) الستار عن عيوب النظام الخديوي وخاصة بيع الأوسمة والرتب للأعيان قامت عليه القيامة وكيل له الاعداء فمثلوه للخديوي كعدو يعمل على دعوة الأمة المصرية للخروج عليه وانتزاع الملك من أسرته.
وتتوالى الأحكام القضائية على (أحمد حلمي) وعلى جريدته، وفقا لما يرويه (إبراهيم عبده) في كتابة (تطور الصحافة العربية) أنه تزعم إحدى المظاهرات والتي قدر عدد حاضريها 25 ألفا من المصريين يوم 31 مارس 1909 ضد اعادة العمل بقانونا المطبوعات الصادر سنة 1881 في عهد وزارة رياض باشا، فيصدر عليه الحكم بالحبس 4 شهور مع كفالة قدرها 10 جنيهات،
ثم يصدر الحكم الابتدائي بحبسة ستة أشهر وتعطيل القطر المصري واعدام كل ما يضبط من العدد 37 منها، ثم جاء جاء حكم محكمة الاستئناف تؤيد الحكم الابتدائي وتجعل الحبس سنة مع الشغل، لتطاوله في جريدته على مقام الحضرة الفخيمية الخديوية، في قضية يعتبر فيها أول مصري يحكم عليه بتهمة العيب في الذات الملكية (الخديوية).