قصة قصيرة عن الطفل غيث من تأليف حسام علام
متابعة د شاهي علي….
غيث ولد عمره خمس سنوات ذو بشره سمراء يعيش فى بيت متواضع مع عائلته، و هم والده
وهو يعمل فى حرفه النجارة و أحيانا يكون غيث معه فى العمل كى يستفيد من والده ، والدته و هى مربية منزل ، الجده و تحب غيث كثيرا لأنه أغلب الوقت يكون معها و دائما تحكى له عن شبابها و طفولتها ، الأخ و هو الأخ الأكبر لغيث و يسمى ( راشد ) و يدرس فى جامعه الطب و هو المفضل لدى والده و والدته بسبب نجاحه فى الدراسه و مساعدة والده فى العمل ، الأخت و هى أصغر من غيث و تسمى ( أسيل ) و يحبها غيث كثيرا ، يقضى غيث وقته فى اللعب مع أسيل و يقضون وقتهم فى سعاده .
يسكن بجوار منزل غيث الكثير من الناس و الاطفال و لكن الأطفال دائما يتجنبون غيث بسبب شكله الأسمر فدائما ما يحاول التكلم و اللعب معهم ولكن يتجاهلوه و يبتعدوا عنه ، و هذا يجعل غيث يشعر بالحزن و الإحباط و الوحده حيث أن لا يلعب معه أحد غير أسيل أخته الصغيره ، و كلما حاول التكلم مع أحد من العائله و يحكى ما بداخله من حزن لا يهتم بكلامه أحد حيث الأب يتجاهله بسبب عمله و الأم بسبب الاهتمام بالمنزل و حتى أخيه راشد الذى يجب عليه أن يخفف عن أخيه الصغير يتجاهله ولا يهتم و ذلك بسبب دراسته ومساعده والده .
يذهب غيث إلى الجدة بعد تجاهل باقى العائله له لعلها تستمع إليه و يحكى لها عن الذى يحدث بينه و بين الأصدقاء و ابتعادهم عنه و عدم اللعب معه بسبب شكله ، تقول له الجده أن شكل الإنسان لا يدل على الذى بداخله فإن كان جميل الشكل فهذا لا يعنى أنه جميل من داخله و ذو قلب طيب و إن كان أسمر الشكل فهذا لا يعنى أنه سىء و لا يجب التعامل معه ، و أن الجمال الحقيقى يأتى من شيئين و هما ( القلب و اللسان ) حيث من يمتلك قلب طيب لا يحمل الحقد للآخرين و لا يفكر فى السوء لأحد يحبه الناس و يتقبلوه و هكذا فى اللسان حيث كلمة واحدة فقط تكفى لنشر الخير و السعاده بين الناس و أن الكلام الجميل الذى يقوله الشخص للآخرين يجعلهم سعداء مما يؤدى إلى حبهم له و هذا هو الجمال الحقيقى يا غيث ، يرتاح غيث لكلام جدته و يبتسم لها ، و لكى تريحه الجده أكثر تحكى له جدته بعض القصص و الحكايات و يستمتعون بوقتهم ، و تقول له أن لا يهتم بعد ذلك بكلام الآخرين عنه وان يرى نفسه الأجمل و الافضل و تقول له فى نهايه الحديث : (( ليس جمال المرء بشكله و جماله … إنما جمال المرء بقلبه و لسانه )) .
اقتربت الاختبارات النهائية لراشد و غيث مسرور لأن أخيه سيصبح طبيبا و لكن راشد ليس لديه الوقت الكافى لكى يستعد للاختبارات حيث أنه يساعد والده فى العمل ولا يستطيع أن يتركه لأن والده لن يجد من يساعده فى النجاره ، أدرك
غيث هذا الأمر و لاحظ على أخيه التوتر و الخوف و قرر أن يساعد راشد قدر الإمكان فذهب إليه و أخبره بأنه سوف يساعد والدهم رغم صغر سنه لحين أن ينتهى راشد من الاختبارات و بهذا يستغل راشد وقته فى المذاكرة ، فرح راشد كثيرا و شكر غيث على هذه المساعده و يوافق الوالد على هذه الفكره و فرح من غيث بسبب تحمله مسئولية أكبر من سنه لكى يساعد راشد .
انتهت اختبارات راشد و جاء يوم إعلان النتيجه ، أتى راشد من الجامعه و هو مسرور و أخبر العائله بأنه نجح فى الاختبارات و أصبح طبيبا ، فرحت العائله كلها بهذا الخبر و يشكر غيث لأنه كان سببا فى نجاحه و هذا ما يجعل غيث مسرورا .
تمر الأيام و يسكن بجوار منزل غيث عائله جديده ، و بينما غيث يلعب مع أخته أسيل يرى العائله و هم داخلون إلى منزلهم و يرى من بينهم بنت جميله أعجب بها غيث ، لم يسترح غيث بعد أن رأي هذه البنت و يريد أن يراها مرة أخرى و يعرف كل شىء عنها ، هذه البنت لديها أخت صغيره و فى اليوم التالى تلعب البنت مع أختها الصغيره أمام منزلهم و يراها غيث وهو فى غرفته و يريد أن يذهب إليها لكى يتعرف عليها و لكن خائف من أن ترفض البنت ذلك بسبب شكله مثلما فعل أصدقائه معه و لكن قرر أن يرسل إليهم أخته أسيل لكى تتعرف على البنت و أختها الصغيره و تعرف عنها كل شىء ثم تذهب إلى غيث و تخبره ، ذهب غيث إلى أسيل و طلب منها ذلك ووافقت ، تذهب أسيل إلى البنت و هى تلعب مع أختها و تخبرها بأنها تسكن فى المنزل المجاور لمنزلها ، فرحت البنت و أختها لأن سيكون لهم صديقه جديده ، ثم تلعب أسيل معهم و اصبحوا أصدقاء و فعلت مثل ما طلب منها غيث ، تذهب أسيل إلى غيث و تقول : البنت تسمى ( مياس ) و عمرها ست سنوات مثل عمر غيث و أختها الصغيره تسمى ( تالا ) و عمرها ثلاث سنوات و مياس ليس لديها أخوات غير تالا و تخبره بأنها سوف تذهب إليهم غدا و تقول له أن يأتى معها لكى يتعارف عليهم بنفسه ، يوافق غيث على أن يلعب معهم لكى تعرفه مياس التى يعجب بها ، يأتى اليوم التالى و تلعب أسيل مع مياس و تالا و يذهب لهم غيث لكى يعلب معهم و ألقى التحيه عليهم و عرف نفسه على مياس و تالا ثم يقضوا وقتهم فى اللعب و لكن حتى الآن مياس لا تعرف أن غيث يعجب بها .
عمر غيث ست سنوات و وجب عليه أن يذهب أول سنه دراسيه له إلى المدرسه ، و بينما يستعد غيث لأول يوم دراسه تخبره والدته بأن جارته مياس سوف تذهب معه لأنها فى نفس مدرسته ، يفرح غيث بهذا الخبر لأنه سيقترب من مياس أكثر .
يأتى أول يوم دراسه لغيث و عرض والد غيث على والد مياس أن يوصلها مع غيث بما انهم فى نفس المدرسه و يوافق والد مياس ثم يذهبان إلى المدرسه ، يصلون إلى المدرسه ثم يتركهم والد غيث ليدخلوا المدرسه و يذهب غيث و مياس إلى طابور المدرسه و يذهبان إلى فصلهم ، فى الفصل حدث الذى كان خائف منه غيث و هو التنمر عليه حيث مجرد دخلوله الفصل تنمر عليه بعض الطلاب
بسبب شكله و ملابسه البسيطه و غيث لا يستطيع الرد عليهم و أحرج أمام صديقته مياس حتى دخل أستاذ الفصل وهو يسمى ( صفوان ) و رأى ما فعله الطلاب بغيث ، أمرهم المدرس صفوان بالجلوس و ألقى التحيه عليهم ثم يقول للطلاب الذين تنمروا على غيث أن المعدن الحقيقى ليس مظهره الخارجى و إنما المعدن الحقيقى للإنسان هو الجوهر الداخلى له و هو ما يحبب الناس فيه و يجعله ناجح و انتم أيها الطلاب لم تأتوا إلى هنا من اجل التنمر و غيره من الأساليب السيئه إنما أتيتم من أجل العلم فالمدارس لم تنشأ إلا من أجل تعليم الطلاب الأدب و العلم فالأدب و العلم هما اللذان يرفعان شأن الإنسان و انتم مازلتم صغار لا تدروا هذا جيدا ، و يعطى المدرس صفوان للطلاب حصتهم ، غيث و مياس لا يعرفان أحد فى المدرسة و أثناء تناولهم الغداء يأتى لغيث طالب يسمى ( شهاب ) تعرف عليه و هو أسمر الشكل مثل غيث و يعرفه غيث على نفسه و يخبره بأن مياس تكون جارته و هذا يعتبر أول صديق لغيث فى المدرسه و ينتهى وقت الاستراحه و يذهب الطلاب لفصولهم ، يمر الوقت و ينتهي زمن المدرسه
و يذهب غيث و مياس إلى منازلهم و يحكى غيث الذى حدث له فى المدرسه لوالديه و لكن لا يهتمان به و يذهب لجدته و يخبرها عن الطلاب الذين تنمروا عليه و عن صديقه شهاب و المدرس صفوان و أنه لم يسكت على تنمر الطلاب له و أعطاهم درسا فى الادب ، و تخبره الجده أن لا يهتم ابدا بمن يتنمرون عليه فهم سفهاء لا يفهمون شيء و أن يهتم فقط بتعليمه و أن يصبح متفوق فى مدرسته فالاهتمام بما يفعلون هؤلاء الطلاب و الرد عليهم هو مجرد إسراف فى الوقت ، يسعد غيث بكلام جدته و من كثرة حبه لها اخبرها بأنه معجب بمياس التى تسكن بجوارهم و معه فى المدرسه ، تضحك الجده و تقول : أنت مازالت صغيرا على هذا يا غيث و لكن يمكنك ان تخبرها بهذا إن أحببت .
تمر الأيام على غيث فى المدرسه حتى يأتى وقت مسابقه تنظمها المدرسه للمواهب حيث يعطى الحريه للطلاب بأن يصمموا أو يخترعوا أي شىء هم موهوبين فيه و يفوز بها ثلاث مراكز فقط ، يفرح غيث بهذا الخبر و يقرر أن ينضم لهذه المسابقه و انضمت لها مياس هى الأخرى ، يرجع غيث إلى منزله و يقرر أن يستعين بأخيه راشد لهذه المسابقه ، يقول له راشد انه يمكن أن يستفاد من عمله مع والده فى حرفه النجاره وان يصنع بيت صغير من الخشب ، يعجب غيث بفكرة أخيه و يقرر أن يصنع بيت صغير من الخشب ليشارك به فى المسابقه ، يبدأ غيث فى صناعه البيت الصغير و أخذ ذلك منه ثلاثه أيام حتى إنتهى منه و أصبح مستعد للمسابقة ، يسأل غيث مياس عن الشىء الذى ستقدمه للمسابقه و لكن ترفض مياس أن تخبره و تقول له أن هذا شىء يخصها فقط ، حزن غيث قليلا من كلام مياس و لكن حبه لها ينسيه ذلك .
يأتى يوم المسابقه و الكل مستعد لها و ضمن لجنه المسابقه الأستاذ صفوان مدرس غيث فى الفصل ، يتقدم كل طالب بالشيء الذى صنعه أو اخترعه و منهم غيث بالبيت الذى صنعه من الخشب و مياس و شهاب ، غيث متوتر و خائف من أن يخسر المسابقه و أن لا يحصد المركز الأول ، ينتهى تقديم الطلاب و يأتى وقت تحديد المراكز الثلاث و تعلن اللجنه ان الفائز بالمركز الأول مياس و المركز الثانى شهاب و المركز الثالث أحد الطلاب الذين كانوا يتنمروا على غيث و ذلك لأنه أبن أحد المدرسين فى المدرسه و يفشل غيث فى هذه المسابقه ، يحزن غيث كثيرا بسبب عدم تحقيقه أي مركز فى المسابقه و يأتى له صديقه شهاب ليخفف عليه ، يحزن غيث أكثر لأن مياس لم تقل له أي شىء بعد خسارته المسابقه و لكن يقرر أن يذهب هو لها و يبارك لها الفوز بالمركز الأول ، يذهب لها غيث و يبارك لها الفوز و لكن مياس صرخت فى وجه و قالت له أن لا يهتم بها و لا يتدخل فى حياتها مره اخرى ، حزن غيث كثيرا لأنه كان ينوى أن يخبر مياس انه معجب بها و لكن يبدو عليها أنها لا تحبه أو حتى تعتبره صديق لها ، يرجع غيث المنزل و هو حزين و يخبر والديه بأنه خسر فى المسابقه و لكن كالعاده لا يهتمون به و بالأشياء التى تحدث معه ، تراه جدته و هو حزين و تنادى له و تطلب منه بأن يخبرها عن كل شىء حدث معه و يخبرها غيث عن كل شىء حدث معه و تحزن جدته لما حدث معه و لكن تخبره بأن هذه المسابقه هى مجرد محاوله له و يجب دائما أن يحاول و إن فشل مره يحاول مره ثانيه و إن فشل ثانيه يحاول مره ثالثه فالحياة عباره عن تجارب و محاولات للوصول إلى ما نتمناه و أن ينسى المسابقة و يفكر فى ما هو قادم و يستعد لأختبارات نهايه السنه الدراسية ، يرتاح غيث لكلام جدته و لكنه يفكر كيف يكسب ثقه مياس و كيف يخبرها بأنه يحبها ثم يذهب إلى نومه .
تقترب اختبارات نهاية السنه الدراسيه لغيث ، غيث ليس لديه أصدقاء سوى شهاب لذلك يدعوه غيث إلى منزله كى يذاكر معه و يوافق شهاب ، يقدم غيث شهاب لعائلته و يخبره بأن جدته هى التى دائما تدعمه و تعطيه الثقه ثم يذهبان إلى غرفه غيث كى يذاكرا و بعد أن انتهوا من المذاكرة أخبر غيث شهاب بأنه معجب بمياس و يريد أن يخبرها بذلك و لكن كيف و هى تكرهه ، يقول له شهاب كيف تخبرها ذلك و هى تكرهك يجب عليك أولا أن تجعلها تتحدث معك و أن تعتبرك صديق لها و لكن يجب عليك الآن أن تهتم بالمذاكره لأن الاختبارات اقتربت ، يعجب غيث بكلام شهاب و لكنه يقرر بين نفسه أنه سيفكر كيف يقترب من مياس و بعد ذلك يذاكر للأختبارات ،
يفكر غيث كيف يقترب من مياس و تخطر فى باله فكره أن يكتب رساله لمياس يقول لها فيها أنه يريد أن يكونوا أصدقاء و يعتذر لها إن ازعجها فى شىء ، ثم يعطى الرسالة لأخته أسيل كى تعطيها لمياس، ترى أسيل مياس أمام منزلها و تذهب لها لتعطيها الرساله و يراهم غيث من شرفة غرفته و بعدما أخذت مياس الرساله و قرأتها قامت برد فعل غير متوقع حيث إنها قامت بتقطيع الرساله و هذا أحزن غيث كثيرا ورغم أن مياس تكرهه مازال متمسك بحبه لها و سيحاول كثيرا حتى يكسب حبها .
بينما يحاول غيث فى الاقتراب من مياس وكل محاولاته تفشل يأتى اول يوم للأختبارات نهايه السنة الدراسيه و غيث غير مستعد لها نهائيا لأنه لم يذاكر للأختبارات و أهدر وقته فى المحاولات مع مياس ، تمر الأيام و ينهى غيث اختباراته و لكنه غير متفائل و أخبر شهاب بأنه خائف من أن يحصل على درجه سيئه و هذا سيعصب أهله منه كثيرا ثم يذهبان إلى منزل غيث ليقضوا بعض الوقت مع بعضهم ، يخبر غيث شهاب بأن مياس تكرهه و لا يعرف كيف يجعلها تحبه أو حتى تعتبره صديق لها و يقول له شهاب بأنهه سوف يساعده حيث أنه سوف يذهب لها المنزل و يتحدث عن كل شىء ، يذهب شهاب إلى منزل مياس و يدخل منزلها و لكنه عندما بدأ التحدث فى موضوع غيث و حبه لها قامت بطرده من المنزل ، عندما رجع شهاب إلى غيث أخبره بما حدث و يقول له أن مياس غريبه جدا ولا يعرف ماذا يحب فيها، يضحك غيث و يعتذر له عما حدث .
يأتى يوم إعلان نتيجة الاختبارات الدراسيه و يذهب غيث إلى المدرسه لمعرفه نتيجته يحدث ما كان خائف منه غيث حيث أنه نجح ولكن بنتيجه بسيطه ليست بطالب متفوق و يحزن غيث كثيرا لأن والديه سوف يتعصبان عليه بسبب هذه النتيجه و يسمع من الطلاب فى المدرسه أن مياس حصلت على الدرجات النهائيه و هى المركز الأول على المدرسه ، و رغم أن غيث حزين بسبب نتيجته و مع ذلك قرر أن يذهب ليبارك لها و هذه ستكون آخر محاوله مع مياس ، يذهب غيث إلى مياس و يبارك لها و لكنها ترد عليه بقسوه و تقوله له أنه فاشل و أن
مستواه ليس من مستواها كى يكونوا أصدقاء و أن لا يهتم بها ابدا ، يحزن غيث و يتألم بشده من داخله بسبب كلام مياس ، يرجع غيث إلى بيته وهو حزين بعد فشله فى تحقيق نتيجه جيده فى الاختبارات و فشله فى المحاولات مع مياس .
يرجع غيث إلى بيته و يخبر أهله بنتيجة الاختبارات و تعصب عليه والدته و والده و يقول له والده أن هذه نتيجه طالب فاشل و أن راشد كان دائما يحصل على الدرجات النهائية و كان أفضل منه ، يبكى غيث ثم يقول لهم لوالديه بصوت عالى انهم لا يهتمون به ابدا و أن كل أصدقائه يتنمرون عليه بسبب شكله و أن انهم لا يحبونه و إنما يحبون راشد فقط ، ثم يعاقبه والده بأن يبقى فى المنزل و لمدة شهر .
و بعد مرور أسبوع فقط طلبت الوالده و الجده من الوالد بأن يفك عقابه على غيث و أن ينسى الذى حدث ، يوافق الوالده و يسمح لغيث الخروج بعد ذلك من المنزل ، يفرح غيث و يتصل على صديقه شهاب كى يأتى إليه ثم يقضى وقته مع أخته أسيل و صديقه شهاب .
تمر الأيام و تنتهى الإجازة الدراسيه و تبدأ السنه الدراسيه الجديده لغيث فى المدرسه و لكن غيث خائف من أن يكرر ما حدث فى السنه السابقه و مازال لا يستطيع نسيان مياس و حبه لها ، يقرر غيث أن يذهب إلى جدته و يحكى لها كل شىء و ما الذى يجب أن يفعله فى المدرسه كى لا يكرر ما عمله السنه الماضيه ، يذهب غيث إلى جدته و يحكى لها كل شىء ، و تقول له أن لا يربط نفسه بشخص لا يحبه سواء أن كانت مياس أو غيرها فيجب عليه أن يهتم بنفسه فقط و الشخص الذى يضره يبتعد عنه حتى لو اضطر أن يكون وحيدا و بالنسبه للدراسه تقول له يجب أن ينوى من نفسه على المذاكرة و ان يحب المذاكرة و أن يسعى دائما للأفضل و تقول له (( تأتى نيتك من قلبك و يأتى تفكيرك من عقلك و يأتى فعلك من جسدك .. فإجعل نيتك صافيه للمذاكرة يأتى التفكير الصحيح يأتى الفعل الخير و هو النجاح )) و تقول له أن أمنيتها أن يحصل على المركز الأول هذه السنه ، يتأثر غيث بكلام جدته و يقرر أن ينسى مياس ولا يهتم بها ابدا و أن يجعل كل تركيزه فى المذاكرة لتحقيق أمنية جدته .
غيث أصبح كل تركيزه فى المزاكره و الدراسه و مستواه يتحسن كثيرا ، و فى يوم و هو فى المدرسه يقول له الأستاذ صفوان أن مستواه يتحسن كثيرا و أن استمر على ذلك سيحقق نتيجة رائعه فى الاختبارات ، يفرح غيث و حبه للمذاكرة يزيد و أصبح ينافس مياس فى الفصل و كل ذلك بفضل جدته ، يأتى موعد المسابقه التى تصممها المدرسه كل سنه للمواهب و لكن المفاجأة أن غيث لم يقدم فيها ، يسأله شهاب عن عدم تقديمه فى المسابقه و يقول له شهاب انه يريد أن يوفر كل الوقت للمذاكرة فقط و إن قدم فى المسابقه قد يفشل بها و هذا سيؤدى إلى حزنه و قد تؤثر على مذاكرته و أن كل تركيزه فقط فى الاختبارات النهائية .
وفى يوم و غيث راجع من المدرسة إلى المنزل يجد والده و والدته و راشد و أسيل يبكون بكاء شديد و يسألهم غيث عن سبب بكائهم فيرد عليه والده و يخبره أن جدته قد توفت ، يقع هذا الخبر على غيث كالصاعقة و بدأ ينهار من داخله و بدأ فى البكاء ثم يذهب إلى غرفة جدته كي يراها لآخر مره ، غيث كان يحب جدته لأنها كانت دائما تساعده و تخفف عنه كل شىء لذلك يتأثر غيث كثيرا بعد وفاة جدته ، و لكنه يتذكر أمنيتها و هو أن يحصل على المركز الأول فى المدرسة و لم يتبقى إلا شهرين فقط على الاختبارات لذلك يكمل غيث مذاكرته كما كان قبل وفاه جدته و يضغط على نفسه كثيرا لتحقيق أمنيه جدته .
تأتى أيام الاختبارات و يذهب غيث إلى كل اختبار و هو واثق من نفسه أن جهده و تعبه طوال العام لن يضيع و سيحقق الذى يريده .
يأتى يوم إعلان نتيجة الاختبارات و غيث متوتر جدا ثم يذهب هو و شهاب إلى المدرسه لمعرفة نتيجتهم ، و هناك يعرف غيث نتيجته و أنه حصل على الدرجات النهائيه فى جميع المواد و أنه المركز الأول فى المدرسه و يفرح غيث كثيرا لأنه صاحب المركز الأول وحقق ما يريده ، و شهاب يحصل على المركز الثانى و هذا ما يفرح غيث أكثر و يفرح غيث و شهاب لبعضهم البعض ، إنما مياس حصلت على المركز الثالث و رغم الذى ما فعلته مع غيث تقرر أن تذهب له و تبارك له على المركز الأول و لكن غيث تجاهلها و أصبح كل همه هو نجاحه فقط ، بعد ذلك يرجع غيث إلى منزله و هو سعيد و يخبر عائلته بنتيجته و هذا يسعدهم كثيرا و يبارك له والده و يعتذر له عما فعله معه و يبارك له والدته و راشد و أسيل و ملأ المنزل فرحة و سعاده ، و كل الذى يسعد غيث هو أنه نجح فى شىء بعد كل الصعاب و الفشل الذى مر به وتحقيق أمنيه جدته و كان يتمنى أن تكون موجودة معه .