العاشر من رمضان ملحمة تجلى فيها الايمان بكل مقوماته
بقلم: سامى ابورجيلة
ملحمة النصر فى العاشر من رمضان عام ١٣٩٣ هجرية ، الموافق السادس من اكتوبر ١٩٧٣ ميلادية .
كانت ملحمة تجلى فيها الايمان بكل مقوماته جليا ظاهرا ، وتجلت فيه العقيدة الايمانية بكل ماترسخ فى قلوب جنود مصر مع قياداتهم فى القوات المسلحة .
وعملت فيه مراكز التعبئة والتوعية بقواتنا المسلحة عملا لايغفله أحد ، أبتداء من القائد الأعلى للجيش المصرى الرئيس/ انور السادات – رحمه الله ، وباقى فروع القوات المسلحة بجنودها وعتادها ، ابتداء من سلاح الجو المصرى بقيادة الرئيس الراحل / حسنى مبارك – رحمه الله ، مع باقى الأفرع بقياداتها .
كان المحرك لهم هو الايمان والعقيدة ، والذى دفعهم الى النصر دفعا ، ففعلوا ماأبهر الجميع بداية من عدوهم اللدود ( إسرائيل ) .
فاقتحموا المانع المائى الصعب والمستحيل ، ولم يلتفتوا الى قول عدوهم ( أن الجيش المصر لو فكر فى نزول القناة – مجرد تفكير ، لأحترقت جثث الجنود نتيجة مايوجد فى قاع القناة من انابيب النابالم التى ستجعل الجثث كالماء السائل )
فلم يلتفتوا الى هذا الكلام مع أنه كلام واقعى وفعلى .
ثم بعد ذلك إقتحام السد المنيع الذى بنوه وأسموه ( خط بارليف ) الذى قالوا عنه لو أن قنبلة نووية ضربت عليه لن تؤثر فيه .
ومع ذلك تم الاقتحام من اكثر من محور ، وتم تدمير هذا الخط وكذلك اوهام العدو الذى قال عن نفسه أن جيشه لايقهر ، كل ذلك بالايمان والعقيدة .
الايمان بالله وحده ، وأن النصر من عند الله ، فتبرأ الجميع من حوله وقوته واستعان بحول الله وحده وقوته ، وكانت هذه عقيدة زرعت فى النفوس .
ولم نسمع كما سمعنا من قبل اننا سنرمى اسرائيل ومن وراء إسرائيل فى البحر ، بل كان كل تصريحاتنا متزنة ، مستعينين بالله اولا .
لذلك كانت أول صيحة للنصر من قلوب وأفواه الجميع ، جنودا وقادة هى ( الله اكبر ) .
والجميع دخل المعركة وهم صائمون ، وتشبه بذلك المسيحى من المسلم فى صيامه ، لان المعركة بدأت فى تمام الثانية ظهرا فكان الكل على قلب رجل واحد .
ثانيا : الايمان بالعلم فى إجتياز المعركة ، وليس بالفهلوة والجهل التى حدثت فى يونيو ١٩٦٧ .
علم بوقت ويوم البدء بالقتال ، بعد دراسة دقيقة لأعيادهم ، ووقت انشغالهم ، والتخطيط الدقيق لذلك .
ودراسة دقيقة فى التخطيط لكيفية التحضير لاجتياز المانع المائى ، ثم فى كيفية واجتياز خط بارليف الحصين .
كل ذلك بالعلم والدراسة ، لابالجهل والفهلوة ، فكان الايمان بالعلم الذى تسلح به الجيش المصرى .
ثم الايمان بقدرة الجندى المصرى ، وقيادته بلا خوف ولا وجل ، بل ايمان بقدرتهم ، وايمان بعقيدتهم الايمانية والقتالية .
كل ذلك نتج عنه نصر العاشر من رمضان – السادس من اكتوبر الذى أعاد للعرب مجدهم وعزهم ، ورفع الجباه العربية .
رحم الله القادة العظام الذين طهروا أرضنا من رجس اليهود ، ورفعوا رؤسنا الى عنان السماء
( انور السادات ، الفريق احمد اسماعيل على ، حسنى مبارك ، الفريق الشاذلى ، الفريق الجمسى ، فؤاد عزيز غالى ، ابو غزاله .. وغيرهم الكثير من قادة جيشنا العظيم .