العلاقات الزوجية ما بين النجاح او الفشل والعناء
نهى فوزي حمودة
تراقب بعض الزوجات العلاقات الزوجية الأخرى فتلاحظ مدى نجاحها مقارنة بعلاقتها مع زوجها فتسأل نفسها عمّا ينقصها لتحقق هذا النجاح الزوجي، خصوصاً إن كانت تتعرّض للكثير من المواقف التي تسيء لحياتها ولا تجيد كيفية التصرّف لحل خلافاتها مع زوجها ولذلك علينا معرفه اهم الأسباب التي تؤدي إلى فشل العلاقات الزوجية حيث تعد قلة أو انعدام الثقة من أكثر الأمور المؤدية لفشل أي علاقة . فبدون الثقة تفقد العلاقة أمرين في غاية الأهمية هما الأمن والأمان. ومن أبرز العوامل التي تؤدي لمشكلة عدم الثقة الغيرة، وحب التملك، وضعف الدعم العاطفي، والخلافات في الأمور المالية، والخيانة… إلخ كما انها قد تكون مبنية على أمور محسوسة أو مجرد مشاعر دون أي دليل، كالشعور بالغيرة مثلًا دون وجود داعي لذلك. كما أن شعور الزوجين بغياب التوافق والتفاهم فيما بينهم يؤدي إلى العديد من المشاكل بين الزوجين، فمن أشهر الأمور التي تجذب شخصين لبعضهما في بداية العلاقة هي الانجذاب الشكلي، والاهتمامات المشتركة، والخلفيات الدينية والثقافية المتشابهة. وغالبًا ما تقل أهمية هذه الأمور مع مرور السنوات. هذا غير أن أولويات وتوقعات الزوجين نفسهما قد تتغير مع مرور السنوات، وتتردد في رأس كل واحد منهما أو أحدهما سؤال “ماذا أريد؟” أكثر من “ماذا نريد؟”. وقد يتطور الأمر لشك طرف في مدى مناسبة الطرف الآخر بالنسبة له فما يجذب شخصين لبعضهما في بداية العلاقة، قد يختلف عما يجعلها يستمران فيها لاحقًا. وقد يرجع هذا الي ما يحدث أثناء التعارف في فترة الخطوبة حيث يتم التعارف بشكل سطحي وفي نطاق اسرى محدود في إطار رسمي تقليدي مصطنع. تجنب وحرص كلا الطرفين عدم اظهار الحقيقه والتكلف وارتداء الاقنعه واخفاء حقيقتة الشخصيه والظهور بالشخصيه التى يفضلها الطرف الآخر. عدم مراعاة التوافق الثقافى والاجتماعى والفلسفه الخاصه بطريق الحياه بين الطرفين أو النظر إلى اختلاف البيئه التى نشأ فيها كلا الطرفين والذي ينتج عنه اختلاف جوهرى فى الشخصيه ونظام الحياه. كما تؤثر ثقافة المجتمع بشكل أكبر في غياب التوافق والانسياق وراء المظهر حيث الاقتناع بأنه كلما قصرت فترة الخطوبة وكان الزواج اسرع فهذا هو الافضل. انسياق الفتاه خلف وجهات نظر تقليديه قديمه اثبتت فشلها بالتجارب الواقعيه. واتباع الرجل اختيار والدته او اخته او احد المقربين له لشريكة حياته. جهل المراه بفن التعامل مع الرجل واعتقداها بأن الزوجة المثالية هى التى تجيد اعمال المنزل والطبخ فقط، المبالغة في رد الفعل وتجنب اللباقه فى الحديث والنقاش مع الزوج و تجنب العتاب والتحدث فيما يضايقها واستخدام لغة الصمت الدائم مما يتسبب فى تكوين جدار حاجز مانع بينها وبين زوجها مع الوقت وعدم الرغبه فى تحمل المسؤليه تجاه الاسره. ويرجع كل هذا في الغالب إلى عدم نضوج الانثى فكريا وثقافيا مما يجعلها لا تقوى على تحمل المسؤليه وقيادة المواقف بذكاء.
وعلى صعيد آخر فالشخصيات المدللة اصحاب العقليه الفارغه التى ترى ان الحياه استمتاع فقط لا تعى معنى المسؤليه. كما أن الشجار الدائم من الزوجه بسبب اختلاف الزوج عنها فى بعض العادات او وجهات النظر يجعل الحياة مملة مما قد يؤدي إلى استحالة الاستمرار بين الزوجين كما تؤثر الثقافه الذكوريه للرجل الغير منصفه للمراه والمتجاهله لحقوقها. و القائمه ايضا على اساس ان الرجل مخلوق من الدرجه الاولى والمراه هى الاقل وان المراه خلقها الله فقط لتلبية احتياجات الرجل فهى مجرد خادمه وجسم للمتعه حيث اهتمام الرجل باشباع احتياجاته والتجاهل عن عمد لاشباع احتياجات زوجته و تجاهله لما يشعر زوجته بالضيق وتكراره عن عمد ولا مبالاه ومغازلة الاخريات أمامها دون الاكتراث لمشاعرها. ضعف شخصية الرجل وتابعيته لاسرته والانسياق الاعمى لهم والسماح لوالدته او اخته بتعدى حدود الاحترام فى التعامل مع زوجته بحجة انهم الاقرب اليه منها واهانة الرجل لزوجته امام اهله لارضائهم واثبات رجولته
واهانتها امام أهلها أو اولادها والتقليل من قيمتها.
المفهوم الخطأ للرجل عن الرجوله انها تنحصر فى اصدار الاوامر واهانة المراه وعدم احترام احتياجاتها و المظاهر الجسديه فقط والقدره الجنسيه وعدم الاهتمام بالمواقف التى ترفع من قدره فى نظر زوجته وتجعلها تنظر له باحترام وتقدير. عدم اهتمام الرجل بالنظافه الشخصيه مما يتسبب فى نفور زوجته منه. وعدم اهتمامه بالبدايات الرومانسيه واللمسات الرقيقه والاقدام على اشباع رغباته بشكل حيوانى بدون مقدمات مما يجعل زوجته تكره ممارسة العلاقه الحميمه معه ومعاملة الزوجه بعد الإنجاب على انها مجرد مربيه للاطفال مما يثير غيرة الزوجه وكرهها لزوجها. كما ان المزواجيه عند الرجل وعدم اكتفاءه بانثى واحده من اسباب تدمير العلاقه الزوجيه ونفور الزوجه منه. كل هذا وأكثر يؤدي إلى انتشار حالات الطلاق بصورة تهدد الاستقرار المجتمعى حيث تطال الظاهرة حالات لا تتجاوز فيها أعمار زيجتهم عدة ساعات من عقد القران.
ومن خلال تقارير محاكم الأسرة نعرض أبرز 10 أسباب غريبة وضعها المتزوجون كأسباب لهروبهم من عش الزوجية.
١. زواج الكبار للقاصرات
جبروت زوج تخلى عن زوجته من أجل صديقة ابنته البالغة 18 عاما، وهجرها ليتزوج الصغيرة بعد عام من علاقته غير المشروعة بها.
٢.«كيف» الزوجات
وقف الزوج الثلاثينى بمحكمة الأسرة مصر الجديدة، منتظرا بدء جلسة دعوى اعتراض زوجته على إنذاره لها بالدخول فى طاعته بعد عامين من زواجهم بعد تركها لمنزل الزوجية، بسبب رفضه شربها الخمر بداخله وإساءتها الدائمة له ولعائلته.
٣. ومن أغرب أسباب الخلع
رفع دعوى خلع بعد عام من الزواج بسبب نسيان الزوج لعيد زواجهما الأول. حيث تؤكد: «بدأت اصطدم بطباع زوجى، وبت أقضى معظم أوقاتى وحيدة، فكان غارقا طوال الوقت فى أعماله، ورغم ذلك حاولت كثيرا أن ألفت انتباهه لما أعانيه بسبب إهماله نسيانه لمناسباتنا الخاصة كعيد الحب ويوم ميلادى، ليعايرنى بسبب مستوى عائلتى الاجتماعى، ويبتزنى وعائلته».
٤. تدخل الأهل وإشعال الخلافات الزوجية
حيث تشتكى احد الزوجات من عنف أم زوجها قائلة: «مكثت 3 سنوات مع زوجى كنت مجرد قطعة أثاث لا رأى لى فى حياتى ومنزلى، لدرجة دفعتنى للتفكير فى الانتحار بسبب تحكمات حماتى ومنعى من زيارة أهلى».
وأكملت فى دعوى الخلع «خرجت من منزلى دون أن أخذ حتى ملابسى بعد أن ضربتنى بصحبة بناتها وأخذوا أبنى بالقوة وحرمونى منه».
٥. تدهور العلاقة الجنسية بين الزوجين
وكشفت قضية أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة، عن زواج دام 6 شهور داخل عش الزوجية، وبعدها لجئت زوجته للهروب من جحيم العيش معه وذلك لتعنيفها بسبب العجز الذى يعانى منه وهو ما دفعها للوقوف أمام المحكمة بعد أن رفض تطليقيها وديا وتركها معلقة طوال عامين.
٦. مواقع التواصل الاجتماعى
خرجت من زواجها الذى دام عام بخسارة حملها بعد تعرضها للإجهاض، بعدما رفض زوجها أن يذهب بها إلى الطبيب وتركها تنزف حتى كادت تموت، لولا تدخل جارتها التى ذهبت بها للمستشفى لتشكو بدعوى الخلع زوجها لتؤكد أن السبب الرئيسى فى خلافاتها معه بسبب إدمانه على مواقع التواصل والحديث مع الفتيات ومرافقتهم.
٧. إهمال الأزواج فى مظهرهم
بعد فشل زواج ناتج عن قصة حب استمرت 4 سنوات قائلة: «بعد انقضاء شهر العسل ذهب الحب ولم يعد وأصبحنا دائمى الخلاف حتى وصل لدرجة مد يديه على وضاعت الكلمات المعسولة والقصص الرومانسية».
٨. سيطرة الزوجات
تعيس الحظ.. بتلك الجملة وصف احد الازواج وهو يستصرخ بمحكمة الأسرة لإثبات نشوز زوجته ورفع ظلمها عنه وضم حضانة طفلته المعنفة سمر لوالدته، بعد أن قدم لمحكمة الأسرة بأكتوبر المستندات اللازمة لما تعرض له من بطش على يد زوجته طوال 4 سنوات ليسجل أكبر رقم لمرات الحبس التى تخطت 14 مرة، ليؤكد: «عايزه ترجعنى ليها غصب».
٩. العنف الزوجى
تحكي احد الزوجات قائلة «منذ 3 سنوات كان زفافى الذى ظننته أسعد يوم فى حياتى ولكن أتضح العكس تمام بعد مرور شهرين تركت منزل زوجى بسبب جنونه وإلقائه يمين الطلاق دون حساب».
١٠. تعويض التراكمات.
وقالت سارة المصرى المختصة فى العلاقات الزوجية أن معظم الدراسات أكدت أن غالبا ما تقع خلافات بين 50% من المتزوجون، بسبب انشغال الأزواج عن زوجاتهن، حيث إن الزوجات يعتبرن اهتمام الزوج والقيام بنشاط مشترك، فرصة لتعويض التراكمات من الأهمال الزوج الذى أصبح متفشى بشكل ينذر بالخطر على العلاقات الزوجية.
وأكدت، أنه من المفترض أن يستغل الزوجين أى فرصة تتاح لهم لتعميق الصلات وتعويض الانشغال بحكم السرعة التى تفرضها علينا الحياة وساعات العمل الكثيرة،مضيفة: يقع الزوجين فى فخ الانشغال بأشياء غير ضرورية والاهتمام بالعمل على حساب المنزل، وكذلك الزوجة فى أداء الوظائف المنزلية بدلا من قضاء الوقت مع الشريك وهو ما يسهل التباعد بينهما ونشوب الشجارات.
ونصحت المختصة بالعلاقات الزوجية الزوجين بوضع قواعد للتواصل، فإذا كان أحدهما مضطرا للإقدام على وظيفة غير الأهتمام بطرف العلاقة الأخر فليكن ذلك عبر الاستئذان منه وفى أضيق الحدود.
كما توجد علاقات تستمر وتعطي نموذجا يوضح أسباب نجاح العلاقة الزوجية وهي كالتالي:
تجنب النكد والشكوى
حتى لا تتحوّل الحياة إلى جحيم، لا بدّ من أن تتجنب الزوجة الشكوى الدائمة والنكد
المصارحة بين الطرفين
حيث يصبح الطرفان كالكتاب المفتوح في ما بينهما وبذلك يستطيعان حل أيّ خلاف معاً بعقلانية وتروٍّ وهدوء. ولا تنفع تلك المصارحة دون حسن الإنصات حيث يصغي كل منهما للآخر بحاجاته ورغباته ويتفهّم آراءه.