الفرق بين تأنيب الضمير
وجلد الذات
حتى لا تفقد الحاضر والمستقبل !!!
بقلم رحاب قاسم
أن من أحد اسماء الله الحسنى “العدل” ومعنى ذلك أن الله عادل لا يظلم أحد
وان الحمل ياتى على قد الكتاف والدليل آية
“لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”
صدق الله العظيم
ولكن الذى يؤثر على المناعة النفسية ويسبب التشوه المعرفى هو طريقة تفكيرنا وتضعف هذا المناعة النفسية والذى بسبب هذا التشوه المعرفى منها أخطاء التفكير السبع وهى:
1- الكل أو لا شىء
2- التفكير الكارثى
3- الشخصنة
4- القفز إلى الاستنتاجات
5- الفلترة
6- الإلزام والوجوبية
7- التعميم الزائد
ويكفى أن يكون لديك واحد من هذه الأخطاء للتفكير ليؤثر على صحتك النفسية.
وسوف اتحدث عنها بالتفصيل فى مقال قادم أن شاء الله
ولكن هنا سوف أخذ خطأ التعميم الزائد الذى يحدث في تفكير الشخص وشرط التعميم هنا هو القاعدة السلبية على كل المواقف بلا استثناء وان القاعدة الوحيدة أن لكل قاعدة استثناء.
ومن هنا بداية الفرق بين جلد الذات وتأنيب الضمير:
1- أن مفهوم جلد الذات سلبى تماما اما تأنيب الضمير ايجابى.
2- ناس كثيرة يختلط عليها الأمر وتعتقد أن جلد الذات وتأنيب الضمير شىء واحد ولكن هذا خطأ شائع بينهم.
ولكن البداية بين جلد الذات وتأنيب الضمير والمشترك بينهم هو رصد أخطاء الشخص لنفسه.
وايضا المشترك بين جلد الذات وتأنيب الضمير الشعور بالندم والذنب لان لولاهم لاصبح اصلاح اخطاءنا لمن من المستحيل
3- جلد الذات يسبب أفعال كلها سلبية جدا وقد يتسبب فى حدوث حالات الانتحار وقد يتسبب فى حدوث الأمراض النفسية وايضا قد يؤدى إلى أن يوصل الشخص للامراض العقلية.
اما تأنيب الضمير يسبب أفعال نفسية كلها إيجابية جدا ويسمى فى القرآن الكريم “النفس اللوامة “.
4- فى جلد الذات الإنسان مدرك لعيوبه متشدد مع ذاته ولا يسعى لعلاج عيوبه ابدا ولا يسعى بتكفير سيئاته ويحقر من شأنه.
أما فى تأنيب الضمير يكون الشخص متقبل لعيوبه ومدرك لهذا العيوب ومرن مع ذاته ويسعى لإصلاح وتكفير ذنوبه ويدرك قيمة ذاته.
5- أما التوصيف:
فى جلد الذات وتأنيب الضمير الاول يصدر الأحكام ويعطى دلالة للمستقبل بألفاظ حادة ويغلق عقله عن التطوير مثال ولنفرض كذب فى موقف ما يقول أنا كذاب وبالتالي حكم على الماضى الحاضر والمستقبل أما الثانى يصف الماضى فقط ألفاظه مرنة يفتح العقل للاصلاح وتكفير ذنوبه ويحاول الا يكررها.
6- جلد الذات يؤدى إلى يأس من الذات مما يؤدى إلى تدمير الحاضر بسبب ارتكاب الذنوب فيؤدى مثلا أن علاقته بالله سبحانه وتعالى تتدمر فيترك الصلاة مثلا لانه يأس
من نفسه وذنوبه
أما تأنيب الضمير ياخذ قرار ايجابى بالاصلاح ويقوم بالتنفيذ فورا.
وذلك يرجع :_
إلى قاعدة فى العقل الباطن
التى تؤدى إلى تسويف الأعمال ان مايؤجل يلغى لأن العقل الباطن أو الا واعى لا يفهم الأزمنة المختلفة ولكن يفهم زمن المضارع فقط وذلك من الضرورة أن تحول كل الأزمنة للمضارع ليسهل فهمها
العقل الباطن ويسهل تنفيذها وذلك حتى تؤتى محاولات الإصلاح ثمارها بمعنى انك اخذت القرار بالاصلاح الان نفذ ولو حتى جزء منه حتى لا يعتبره العقل الاواعى أنه تم لغيه
جلد الذات يسبب للشخص الاستغراق فى الماضى وتفريغ الطاقة فى الهموم والهجوم على الذات لدرجة احيانا يتغير شكل الشخص لان الحزن مستهلك الطاقة فيجعل الشخص يتصرف بحزن ويلجاء إلى حزمة من التصرفات والسلوكيات التى تجلب له الحزن أكثر وبالتالى يزود عنده الاكتئاب واليأس من الحياة
ولكن اعلم اجيد أن كل مايفقدك الطاقة والمناعة النفسية الجيدة الله سبحانه وتعالى لا يحبه للإنسان
لان الله اسمه الرحمن الرحيم الغفار
الرحيم بعباده
فلماذا لا تكون رحيم بنفسك لان الندم ليس عيبا بل دليل قاطع على انك شخص لدية ضمير
وان الشخص المتصالح مع ذاته ليس لديه عقد نفسية وان قيمة الشخص الحقيقية فى تقبل ذاته ومن لا يحب ذاته لا يحبه الآخرين
وان الاخلاص هو فعل خفى لا رقيب عليه إلا الضمير
وان كل انسان بداخله قوة عظيمة
يجب أن يجدها ويوظفها بطريقة صحيحة
لينجح فى نهاية الطريق
و أن علاقة الشخص بربه
تظهر فى لحظة اختيار حر بينه وبين نفسه بعيدا عن الناس