القبول
كتبت/سميرة بريك
مكتب /أبوحمص
القبول تلك القوة السحرية التي تجعلك تقبل الأشياء والأشخاص .هو ذلك الإلهام الرباني الذي يجعلك مؤمن كل الإيمان وعلى اقتناع تام بما هو أمامك من أشياء أو أشخاص يكمن القبول في كونه بهجه تزهر وجهك و إبتسامة تعلو ثغرك وبريق يضئ عيناك وقلب ُُ يخفق وجوارج ترفرف وحينها تنظر إلى روحك في حيرة من أمرك وشرود تام بذهنك وتكاد تستنكر وتستغرب أحاسيس بداخلك جديدة عليك لم تعرف لقلبك وعقلك طريقاً من قبل .وبينما يحدث ذلك تتدارك إليك الاسئلة والاستفسارات ما الذي أصابني ولما هذا التغير ?!ما هذه الأمور التي تزيدني سعادة وسرور ما هذه الراحة والطمأنينة والسلام الذي اتخذ من قلبي ووجداني مسكناً مريحاً ?!ما هذة الرغبة الملحة والضرورة القاتلة التي تجذبني نحوه سواءاً كان شئ أو شخص.والقبول دائماً نحو شخص ما يجعلك تتغاضى عن عيوبه .عيوبه أين تلك العيوب ألم أعد أرى جيدا ألست قادر على ملاحظة أبرز العيوب به لا أنها ليست كما تدرك عدم قدرة على الرؤية أو خلافه أنها الغمامة أنها الشعاع الذي يحجب رؤيتك لعيوبة ممثلة في القبول قبولك له غض بصرك وكف جوارحك واحبط محاولات قلبك وعقلك لإدانته إنه القبول الذي ملأ قلبك اقتناع ومحبة ورغبة في البقاء وشوق للقاء به تلك القوة التي فعلت بقلبك وعقلك وجسدك كاملا ما لم تستطع الأرض بما عليها من بشر أن تفعله .احيناً كثيرة تفرض علينا أمور تجعل كل من حولنا يبذل ما بوسعه لإقناعنا بها وحينها تكون أنت في عالم من الخيال وعودة إلى أساطير الزمان البعيد التي لم تراها ولم تلمس واقعها ذات يوم ولكنك عشتها حين قبلته.في ذلك الحين أنت جالس بوسطهم ولكنك كفيف لا ترى وأصم لا تسمع وأبكم لا تنطق .القبول الذي يجعلك تقتنع بأولي الاختيارات وانت الذي أعتدت أن تفرز وتنتقي الأشياء ولا تحاول مجرد محاولة لترضى من حولك في أن تفكر مرة ثانية في ذلك الأمر فكل لحظة تفكير تجعلك تنطق لا جدوى من أحاديثكم لقد تم القبول وارتاحة لبعضها البعض القلوب اتركوا الأمور تسير كما قدر لها السير من الله وكما تهوي لها الأنفس .إنه القبول الذي تذوب أمامه العقبات وتسخر له إنه الدواء لذهن شريد وقلب حائر هو الذي يجعلك تسير حافي الأقدام على تلال الشوق وجبال الجمر لأنك قبلت ذلك .وهو الذي يجعلك ترى من أحببت بسيطاً وطبيعياً مثلك إلى أقرب درجة رأيته عاديا ً لا يملك قلباً ثانياً ولا يد ثالثه رأيته خفيف الروح خفيف الظل ثقيل الحضور والوجود .تراه عازفاً لاجمل أغاني الحب على طبول الحرب تجده ليناً يخفض جناحه حين تنقطع الأيادي من حولك يطيل إليك النظر حين يغض الآخرين أبصارهم ويبوح لك حين يصمم الآخرين على السكوت دائما منبهر بك رغم انك لم تفعل شئ يستدعي ذلك يراك عالما ً وانت فرداً واحداً ويقول لك هل يحتاج كل منا أن يكون محمود درويش للآخر فتقل لا ولكن يحتاج كل منا أن يكون في حبه درويشاً للآخر .هكذا يكون القبول إرادة الله في خلق المحبة في القلوب متمثلة في قبول كل منا للآخر