حسن قاسم
مسجد «الجن» بمكة المكرمة هو مسجد تاريخي قديم تأسس في القرن الثالث الهجري ،وسبب تسميه المسجد بهذا الإسم يقال أنه تم بنائه في نفس المكان الذي اجتمع فيه رسول الله صلي الله علية وسلم بالجن ليلاً وقرأ عليهم القرآن ،ثم عادوا إلى قومهم يدعوهم لتوحيد الله ،وفي رواية أخرى قيل في هذا المكان أنزلت سورة الجن.
يقع مسجد «الجن» في شارع المعلاة من حي الغزة أحد أقدم الأحياء القريبة من المسجد الحرام بمدينة مكة المكرمة ويعرف المسجد أيضاً عند أهل مكة بمسجد الحرس ،تم تجديد المسجد عام ١٤٢١ هجرياً في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ليكون بالشكل الحالي..
وقيل ان “صل لله عليه وسلم” عندما كان قادما من الطائف الى مكة ذات ليلة ، نزل في وادي نخلة، وهو واد ما بين البلدين ، وفي الليل الدامس، وليس معه رفيق غير الله سبحانه وتعالى توضأ وقام يصلي، ورفع صوته بالقرآن، يستأنس به في وحشته، وفي سفره. وجاء إلى الوادي جن نصيبين من اليمن في تلك الليلة، واللحظة، حتى ملؤوا وادي نخلة يستمعون القرآن، فأخذ صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بكلام الله عز وجل:”ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا “. وكان من أدبهم أن كان سيدهم يسكتهم، ليسمعوا القرآن، ويقول لهم: ” أنصتوا ” فكانوا ينصتون .
- فلما ان انتهى صل الله عليه وسلم من الصلاة والتلاوة ،تفرقوا وضربوا بقاع الأرض، ووصلوا إلى قومهم في اليمن، ودعوهم إلى: لا إله إلا الله .
وقال الله سبحانه وتعالى ” وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين ، قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ، يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ، ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض ،وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين “، أتوا في ليلة واحدة، ورجعوا يدعون إلى التوحيد: توحيد الله عز وجل.