الله أكبر
بقلم: عمر الشريف
تلك الأيام القليلة من السَّنة التي يحتفل فيها الناس ويظهرون فيها الفرح والسرور ويتبادلون التهاني فيما بينهم لتكون مُتنفساً عن باقي السنة التي يعاني فيها النَّاس من الضغوط النفسية والجسدية، واختصّ عيد الفطر بالمسلمين دوناً عن غيرهم، فهو تشريع الله لهم، ومن السُنة إظهار الفرح في مثل هذه الأيام، وتختلف طقوس العيد ما بين الدول ولكنها تشترك في السرور، وكثيرة هي العائلات التي تنتظر الأعياد، حتى تشعر أطفالها بالبهجة في هذه الأيام خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يُرفقون هذه الأيام بأنواع معينة من الحلوى.
لكل شيءٍ في الإسلام آدابه التي لا بدَّ من الالتزام به؛ درءاً للمساوئ التي قد تحدث حال المخالفة، وحري بالمسلم الذي سنَ الله له العيد ليبعث الفرح في نفسه أن يلتزم بالسنن التي وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مثل هذا اليوم، ومن سنن عيد الفطر أن يُخيِّر الإمام الناس بعد صلاة الرّكعتين إن أرادوا الجلوس لإستماع الخطبة أو الانصراف إلى شؤونهم، وقد ورد ذلك في رواية للصحابي الجليل عبد الله بن السائب يتحدث فيها أنه حضر العيد في إحدى المرات مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي: ”قد قضينا الصلاة فمن أحب أن يجلسَ للخطبة فليجلس ومن أحبَّ أن يذهبَ فليذهب”.
وأيضاً من السنن التي يستحب أن يأتي بها المسلم في يوم العيد أن يكبر الله، قال تعالى في سورة البقرة: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، والغرض من التكبير هو إحياء عظمة الله في هذا اليوم عدا عن غيره من الأيام، فتتوجه القلوب إلى بارئها الذي أسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، فتنطلق الله أكبر في أرجاء الأرض حتى تعانق السماء.
في هذا اليوم يكون الله أكبر من الهموم والمشكلات، والله أكبر من كل ظلمٍ، والله أكبر من جميع أهل الأرض ظالمين أو مظلومين، والله أكبر من دموع عبيده التي لا بد لهم أن ينفضوها في هذا اليوم ليقومواْ فرحين بيومٍ اصطفاه الله لهم من بين الأيام ليكون عيداً لهم.
إن العيد ليس هو يوم يمضي فقط، بل المقصود منه هو إحياء القلوب التي تكبدت المشاق طيلة العام، فيفرح كلٌّ على سعته، والله يتولى الأنفس ويُطيبها في عيد شاء من سبع سموات أن يفرح به المسلمون، فعيدُ فطرٍ سعيد وكل عام وأنتم جميعاً والأمة الإسلامية بخير.