المجتمع المصرى قبل الفتح العربي
يكتبها : محسن حديد
وقفنا بالمقال السابق عند تقسيم مصر إلى ثلاثة أقسام (ولايات).
وفي خلال القرن الرابع تكونت ولاية رابعة وهي (Augustamnica )
من الأقاليم الشرقيه ،ثم أضيفت ليبيا إلى مصر ، فأصبحت الولايات خمسا ،وغير إسم الولايتين الأولى والثانية ،فعرفت الأولى باسم (Aegyptis ) والثانية (Arcadia ) أما السلطة العسكرية ،فقد وضعت في يد قائد يسمى (Aegypti dux) أو دوق مصر .
وفي عام ٥٥٤ م حدث تغيير في الإدارة على جانب كبير من الأهمية ، عندما أصدر جستنيان Justinian (٥٢٧-٥٦٥م) مرسومه الثالث عشر ، وفيه تمزقت وحدة مصر ، فلم يعد لحاكم مصر أي سيطرة على الولايات الأخرى التي وضعت كلها تحت الإشراف المباشر لحاكم عام الشرق ، وزود كل حاكم فى ولايته بسلطات عسكرية ومدنية ، وانقسمت مصر (فيما عدا ليبيا)منذ ذلك الحين إلى أربع ولايات متساويه في المراكز وهي :
(Argyptus) وعلى رأسها دوق
(Augustamnica ) وعلى رأسها دوق
(Arcadia) وعلى رأسها كونت
(Thebais) ويديرها دوق
وقسمت كل ولاية من هذه الولايات عدا (Arcadia) إلى قسمين، على رأس كل منهما مدير يسمى براسيس (Praeses).
وهكذا حصل الدوق على سلطات واسعة بجمعه بين السلطتين العسكرية والمدنية فى يده وأصبح بذلك الرئيس الأعلى للإدارة والقضاء والشرطة ويمثل الإمبراطورية أى أصبح نائبا للملك .
وكان نتيجة وضع السلطة العسكرية والمدنية فى يد حاكم كل ولاية زاد التقسيم الدولة إداريا وعسكرياً معا مما أدى إلى سيطرة كبار الملاك على الأقاليم سيطرة تامة وقوتهم العسكرية لم تكن قادرة على مواجهة أى خطر حقيقي من الخارج لضعف الإدارة المركزية.
وفيما يتصل بالنظام الإدارى فى مصر قبل الفتح العربي،بالنسبة للجيش وجود نوعين من القوات العسكرية الأول ويتمثل في الحاميات العسكرية الرومانية،والنوع الثاني ويتمثل في الجيش الإقليمى.
لهذا وضع أغسطس فى مصر مالا يقل عن ثلاث فرق رومانية.
وفي عهد تيبيروس Tiberius(١٤-٣٧م) الذي خلف اغسطس فى الحكم سحب فرقة من الفرق الثلاث عندما وجد أن الحاجة غير ملحة لمثل هذا الجيش الضخم.
و تم تجنيد مايسمى بالجيش الإقليمى من سكان البلاد ولم يخضع لقيادة موحدة بل كل إقليم يتولى قيادة الجند بدوقيتة حتى حال هذا الجيش إلى حد من الضعف لم يكن في وسعه الدفاع عن البلاد .