الهمسة السابعة والعشرين “ليلة القدر، ضيافة الملائكة” تدفقات من خاطري
بقلم كمال الدين النعناعي
أولا:
في قوله تعالي “تتنزل الملائكة والروح فيها” صدق الله العظيم، ليلة تدفق جماعي ملائكي متتال، جاء خبره بصيغة الجمع ومفردها ملك، أما الروح جاء بصيغة مفردة وجمعها أرواح، فهو أما علي مقتضي التضاد جمع وفرد، ثناءا علي ثنائيات الخالق، واما فرد متعدد متولد لمثيله من ذاته بذاته فجمعه كفرده، شان نظرية انقسام الخلية.
ذلك الروح خلق الله العلي القدير، ولان الروح يتنزل ويصطف هندسيا مع الملائكة، فهو طاقة عاقلة تعرف ربها وتدرك الامور هندسيا، ولما كانت سرعة الملائكة أكبرمن سرعة الضوء، فالروح أسرع من سرعة الضوء، ومن سرعة الملائكة لانها تذكر في كتاب الله في مواقع الاغاثة، وحين اليأس في البٱس ما يقتضيه الاستدراك الأسرع لقوله تعالي: “وأيدهم بروح منه”، وقوله تعالي “حتي اذا أستيأس الرسل جاءهم نصرنا”.
ولما كانت الملائكة خلقت من نور، فلا يدرك النور الا طاقة من صفته ولكنها اسرع منه، واكثر ادراكا وتعقلا، فمخاطبات الله للملائكة عقلانية محضة مطلقة.
ثانيا:
اللفظة القرآنية (خير) فالتفضيل فيها مطلق، ولفظة (سلام) فسلمية، هي لا ضر فيها ولاشر، ولطمأنة العباد من خطب عظيم، ولقعودهم في سكينة، لان جلبة تجوال الملائكة والروح شئ عظيم، وهو اكبر واعظم هيبة
وهولا من تجوال الانسان في فضاء الارض، وتجواله فضاء السماء.
ولما كان لفظة سلام تثبت امرا هو بالقطع سكينة،
فهو قابل لنقيضه حين لا يعطي الحق سلاما.
اما لفظة (خير من ألف شهر)، اي أكثر خيرا وبركة وأثرا من حصيلة عمر الانسان بمعدله الحالي، وفي الامم اللاحقة متوسطه نحو (83 عاما)، أو (ألف شهر) 83 سنة*12 شهر وفي ليلة القدر يكمن سر السرعات، فأفضليتها الاشد أسراعا لقطع مسافة الي منتهي الحضرة الربانية، بمعني لهفة الملائكة للعودة الي ربها، ولهفة الروح للعودة الي بارئها.
اذن ليلة القدر قدرها علي قدر نشدان الله والتلهف للعودة
الي الحضرة الربانية، فاختارها الله لبدء تنزيل الذكرالحكيم،
وهي ليلة مختارة للاجتباء من بين ليالي الزمان لأمرنجهله
ونفكر فيه، فهل يختزل فيها الزمن والسرعة أستثناء؟؟
فنزل الملاك بالقرآن من السماء ورجع في أثنتي عشرة ساعة؟، من قياس زمن نعرفه، طوي فيه زمن لايعرفه؟
ويعرفه الله وملائكته ولا نعرفه؟، “وما أوتيتم من العلم الا قليلا” صدق الله العظيم.
ليلة القدر ليلة نزول القرآن بعلم الأرقام، هي ليلة 27 من شهر رمضان المبارك، أما قوله صلي الله عليه وسلم
“تحروها في العشر الأواخر من رمضان”
فقول للمسلمين كافة لاختلاف الأهلة من مشرق الارض الي مغربها، ومن شمالها الي جنوبها، وتباين عدة ايام الشهور من 29 الي 30.
والله أعلم