الى مقصودتى .. معنى الحب والوفاء
بقلم : سامى ابورجيلة
اذا تحدثنا عن الحب ، لسطرنا مجلدات ، ولكتبنا أوراق ، وربما لاتكفى احاسيس ومشاعر من يحب لتسطر فى أوراق أو فى مجلدات .
هذا إذا كان حبا حقيقيا ، بلا غرض ، ودائما نقول ( الغرض مرض ) .
لأن إذا كان وراء مايدعيه اى شخص أنه حبا ، وهناك اغراض منه ، فهذا لايكون حبا ، لأنه إذا أنتهى مايصبو اليه من يدعى الحب من أغراض سينتهى حتما هذا الحب .
اما الحب الحقيقى فهو المشاعر الرقراقة ، المتدفقة بكل سمو النفس والروح ، التى تعلو فى أحاسيسها فوق كل مشاعر ، وتعلو فى نشوتها فوق الغمام .
الحب الحقيقى له علامات وبراهين تدل عليه ، ألا وهو الاهتمام الصادق بمن يحب ، وليس إدعاء الاهتمام ، أو أهتمام الفراغ ، فلايهتم الا وقت فراغه وليس كل وقته .
الحب الحقيقى هو الاحتواء ، احتواء المشاعر والأحاسيس ، مع إرتواء القلب وإشباعه بكل الأحاسيس .
الحب الحقيقى هو تسعد بأن تكون من تحب أفضل منك ، بل تفتخر بذلك وتسعد به ، وإن لم يكن كذلك فتعمل عليه وتساعده كى يكون بالفعل افضل منك فى كل شئ ، لأنه اصبح جزء منك ، بل أصبح كيانك ، فتعمل بكل جهدك لرفعته وإسعاده .
الحب الحقيقى أن لاترى فى الكون أجمل ، ولا أنقى ، ولا أرق ، ولا افضل ممن تحب ، ولاتكتفى بذلك ، بل يصل ذلك لمن أحببته .
الحب الحقيقى ليس حب المظهر ، بل حب الجوهر ، لأن إذا احببت مظهرا فهذا ليس حبا ، لأنه سيزول ، أو سيتغير يوما ما ، أما إذا أحببت جوهرا فسيدوم هذا الحب ، بل سيزداد أكثر وأكثر .
لأن دائما نضع فى أذهاننا أن المرأة تشبه الأرض التى تزرعها ، فإذا اهتممت بها ، واحتضنتها بتقليبها ، وريها ، وأحتويتها فحتما ستخرج لك افضل مافى بطنها .
أما إذا أهملتها ولم تهتم بها ستجدب ولن تخرج لك ماتتمنى وترجو .
كذلك المرأة إذا شعرت بك ، وباهتمامك ، واحتواءك وحبك لها ستكون لك وحدك ، وتخرج لك افضل مشاعرها واحاسيسها .
الحب الحقيقى مشاركة وجدانية كل منكم للآخر ، فتشعر من تحب بأنك مشارك لها فى اتراحها قبل افراحها ، وتحتويها فى غضبها ، قبل سرورها .
وتكون عونا لها ، وسندا لها على نوائب دهرها فتشعر بالأمان والأمن النفسى والعاطفى .
الحب هو ان تشعرها برجولتك ، والرجولة انها تشعر بالسند ، والظهر التى ترتكن عليه وقت شدتها وأزماتها .
الرجولة أنك تحتويها وقت غضبها ، بل تزداد حنينك لها وتحنو عليها اكثر وأكثر فى هذا الوقت ، فتكون بلسما لها ، وتكون مثل الماء البارد فى وقت حرها وقيظ شمسها .
الرجولة ان تكرم من تحب ولا تهنها فى يوما ما ، أو موقف ما ، مهما بلغت منكم الأعاصير ، فتتحللى انت بصفات الرجولة المتحمل لكل صعب ، والمحتوى لكل غضب ، فلا تقابل الغضب بمثله ، ولا تقابل النفور الا بالحب والقرب ، والحنان ، فتشعرها بالأمن والأمان .
الحب الحقيقى تلك المشاعر التى أوجدها الله فى قلب الانسان ، وهى أساس إعمار الكون ، فبدون الحب يكون الكون فى حرب شرسة يضرب بعضه بعضا ، ويقسو بعضه على بعض ، فيكون الكون كالغابة يأكل القوى فيه الضعيف .
لكن بالحب الكل فى سلام ووئام ، وتعاون ، واعتصام .